حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

«نيويورك تايمز» نقلت كلمة التازي وتسببت له في «متاعب» دبلوماسية

يونس جنوحي

عندما كان السفير محمد التازي سفيرا لدى تونس، بداية الثمانينيات، وجد نفسه في قلب مأزق بسبب كلمة ألقاها في كندا خلال مؤتمر للخريجين العرب، يفترض أنه بعيد عن السياسة، ويتعلق أساسا بالدراسات العليا للطلبة العرب الذين كانوا يدرسون في الجامعات الكندية.

وجد التازي نفسه مجبرا على التدخل بسبب موقف مس بصورة المغرب، في وقت كان الحسن الثاني بواشنطن في زيارة رسمية. وهكذا استغلت صحيفة «نيويورك تايمز» كلمة السفير – أكد أنها كانت مرتجلة- لكتابة مقال ناري تسبب في زوبعة عنيفة في الكواليس.

كتب التازي عن هذه الواقعة، في مذكراته، يقول:

«في الساعة الثانية من زوال يوم 22 نوفمبر من عام 1982، اتصل بي من نيويورك السفير المهدي زنطار مندوب المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة وجرى بينه وبيني الحوار التالي:

السفير زنطار:

– إنني قادم الآن من اجتماع طارئ للمندوبين العرب لدى الأمر المتحدة لتحديد موقفهم مما نشرته اليوم جريدة «نيويورك تايمز» منسوب إليك:

-ماذا في «نيويورك تايمز»؟

السفير:

-نسبت إليك الجريدة أنك قلت في مؤتمر الخريجين العرب الأمريكيين في كندا، إن مشكلة العالم العربي من المحيط إلى الخليج هي انعدام الديمقراطية، وأنك انتقدت الحكام العرب انتقادات عنيفة، فهل لديك تسجيل لهذا الحديث؟

-لا .. ليس لدي تسجيل، لأن جزءا هاما من الحديث كان مرتجلا، انتقدت فيه سلوك بعض الحاضرين، فقد علا ضجيجهم في القاعة حين شرعت في الحديث عن خطة فاس.

السفير زنطار:

-على أي حال أنصحك بالبحث عن تسجيل كلمتك وإرساله إلى من يهمه الأمر في المغرب، لأن السفراء العرب قرروا لفت نظر حكوماتهم إلى خطورة ما نسبته إليك «نيويورك تايمز».

وأضاف قائلا:

– وأنا ملزم بإبلاغ المقال المنشور في الصفحة الأولى من الجريدة مرفوقا بنتائج اجتماع السفراء العرب، وأنت تعلم أني إذا لم أبلغ أنا فسيفعل ذلك غيري؟

-في الأربعينات كنت أسمع في الفونوغراف بمنزلنا في فاس أغنية تقول:

«أيا لوليدات مضيو جناويكم… البقرة طاحت، مضيو جناويكم».

السفير:

-إني ألح عليك في البحث عن تسجيل كلمتك، في المؤتمر وابعثه بسرعة إلى المغرب، قبل فوات الأوان.

-اطمئن، عليك أن تؤدي واجبك، وأنا شاكر لك اهتمامك ومقدر لنصيحتك.

وانتهت المكالمة، وإذا بمكالمة أخرى، وهذه المرة من مدير مكتب الجامعة العربية في كندا الأستاذ يسار عسكري، الذي أخبرني أن سفيرنا في واشنطن السيد على بن جلون طلب باستعجال من الدكتور كلوفيس مقصود، مدير مكتب الجامعة العربية في أمريكا، تقريرا عن مؤتمر الخريجين العرب الأمريكيين، الذي انعقد قبل شهر، وبالأخص كلمة السفير محمد التازي. ويضيف السيد يسار أنه، في اليوم نفسه، اتصل به سفير المغرب في كندا السيد المعطي جوريو وطلب منه نص الكلمة. ويتساءل السيد يسار عسكري:

-ماذا جرى؟

قلت له:

-لعلك لم تقرأ جريدة «نيويورك تايمز»؟

قال:

– إنها على مكتبي، وتعودت أن أقرأها بعد الغداء.

قلت له:

– لو قرأت ما نشر في صفحتها الأولى على لساني لعلمت ما جرى. فلعلك تبعث لي حالا النص الكامل لما نشر مع ترجمة دقيقة له.

بعد ساعة بعث الصديق يسار بالنص مع ترجمته:

المقال عنوانه: «سلطة الدولة» تحدث الكاتب في مطلعه عما أسماه «بانتهاء فترة المشاعر القومية المتأججة التي ميزت الإنسان العربي خلال فترة حكم عبد الناصر، مؤكدا أن الحكومات العربية بسبب قمعها المستمر لحريات شعوبها ساهمت عمليا في إضعاف قدرتها الذاتية على التصدي لإسرائيل».

ثم انتقل المقال إلى الحديث عن مؤتمر رابطة الخريجين العرب الأمريكيين، الذي عقد في مونتريال، إذ قال إن أبرز ما ميز المؤتمر، الذي شارك فيه ألف مدعو، هو كلمة سفير المغرب في تونس ومندوب بلاده لدى الجامعة العربية السفير محمد التازي، الذي بدأ كلمته بنقل تحيات الدول العربية ومثقفيها إلى المؤتمرين، وأنه في هذه اللحظة يوجد الملك الحسن الثاني ملك المغرب ورئيس القمة العربية، على رأس وفد من الدول العربية في واشنطن ليشرح للمسؤولين الأمريكيين خطة فاس للسلام في منطقة الشرق الوسط، التي صادقت عليها بالإجماع الدول العربية في القمة العربية الأخيرة التي عقدت بمدينة فاس في شهر سبتمبر الماضي».

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى