شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةملف التاريخ

أبناء المولى إسماعيل تجاوزوا بكثير 867 ابنا وهذه قصة جيش العبيد

يونس جنوحي

 

هناك أمجاد للمعمار المغربي في مكناس، مثل باب المنصور. وهي بوابة صممها مهندس نصراني مُرتد. لا تزال هناك أطلال من أشكال على الأسوار الضخمة، كان المولى إسماعيل سمع أنها توجد عند لويس الرابع عشر في قصره بفرساي. وكرس المولى إسماعيل نفسه لكي ينشئ مثيلا لها في قصره.

إحدى بنايات مولاي إسماعيل تُستعمل الآن مقرا لمدرسة تدريب الضباط. وهناك مبان بارزة أخرى تظهر في أماكن غير متوقعة، بينما السلسلة الطويلة من الأسوار لا تكون بعيدة عن الأنظار أبدا.

لو أن سمعة المولى إسماعيل بقيت محصورة في المباني التي شيدها لكان الأمر مُشرفا.

محظياته يجعلن حريم السلطان سليمان، إذا ما قورنّ بهن، يظهرن وكأنهن مجرد مدعوات لحفل في حُجرة صغيرة جدا.

سجلات ذلك الزمان نادرة ومفقودة، لكن كان معروفا أن أبناء المولى إسماعيل، الذين بلغ عددهم 867 ولدا، جعلوه يعيش طويلا.

لا عجب أبدا في أن هناك حيا كاملا في مكناس مخصص لأحفاده! وحتى لو كانت هناك ضريبة على الدخل في المغرب، فإنه سيكون معفيا من أدائها، بحكم العدد الكبير لمن يعولهم. بينما لو كانت هناك في المغرب علاوات تُصرف حسب عدد الأبناء، فإنه مع أبنائه الـ867، ولا شك سيضمن الثراء، ولا بد أن عدد الأبناء الذين أنجبهم المولى إسماعيل يتجاوز هذا العدد بكثير.

من أجل عمليات البناء لقصوره استعمل المولى إسماعيل ثلاثين ألف رجل جاء بهم من السجون، وخمسة وعشرين ألفا من الأسرى النصارى، ولا يزال ممكنا رؤية القبو الضخم الذي كان سجنا لهم. بعض هؤلاء الأسرى دُكوا في الأسوار أثناء بنائها، ودماء الآخرين اختلطت مع الطين المستعمل في البناء. مع كل الشراسة التي كان يتمتع بها، فقد صنف نفسه في الأخير على أنه متدين ملتزم، وأرسل خطابا إلى الملك جيمس الثاني عندما أعلن إيمانه بالكاثوليكية الرومانية، يُعاتبه.

كان مولاي إسماعيل أول من جنّد قوات الزنوج، وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من القوات العسكرية المغربية. بعد تأسيسهم الأول، صارت الخدمة في الجيش وراثية بالنسبة للجنود الذين كانت لديهم زوجات. قلة فقط من الشباب كانوا مُترددين لأن المشاركة في حملات الجيش كانت مُغرية دائما.

بنى مولاي إسماعيل دعائم قواته بجيش مكون من مئة ألف رجل، وبمساعدة هذا الجيش، تمكن من السيطرة على مساحة أكبر من أي مساحة استطاع أسلافه الوصول إليها في المغرب، وحتى تلك التي بلغها أحفاده أيضا.

حتى أنني سمعت أن المغاربة المتحمسين كانوا يهتفون باسمه استحضارا لعظمة حروبه والدماء التي سُفكت فيها، ويثنون على النظام والأمن اللذين منحهما للمغرب. وبعد دقائق قليلة فقط، يعبرون عن رفضهم للارتباط بفرنسا التي منحت لهم هي الأخرى الأمن والأمان وجلبتهما للبلاد.

إحدى ميزات مكناس الأخرى قد تكون رائعة بنفس روعة وعجائبية مولاي إسماعيل نفسه.

في زواية من المدينة، بالقرب من باب «البرادعيين»، توجد قبة سيدي محمد بن عيسى، «ابن المسيح»، وقبر الولي الصالح. كانت سمعته تتجاوز ما هو محلي لأنه أسس زاوية لا يزال عدد أتباعها يُحصون بالآلاف. قبل سنوات، حضرتُ إحدى حفلاتهم في مدينة القيروان بتونس. للأسف، يتزامن موعد المْوسم السنوي في مكناس مع منتصف فصل الشتاء، لذلك لم أحضره، لكن صديقا محليا قدم لي وصفا واضحا لما وقع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى