شوف تشوف

الافتتاحيةالدوليةالرئيسيةسياسيةوطنية

أحلام اليقظة

صفعة قوية تلقاها على خده النظام الجزائري، أيقظته من أحلام اليقظة التي جعلته يصدق كذبة أنه قوة ضاربة، ودولة قارة والمنشأ الذي ترعرعت فيه كل حركات التحرر في العالم، والسبب أن تجمع قادة «بريكس» قرر، أول أمس، قبول انضمام ست دول هي الأرجنتين، مصر، إيران، إثيوبيا، السعودية والإمارات، بينما تجاهل طلب انضمام الجزائر رغم أن الرئيس تبون بنى شرعية خطابه السياسي والديبلوماسي، طيلة سنة كاملة، على تحقيق هذا الهدف، حيث رمى بكل ثقله وخفته أيضا في هذا الملف من أجل ترقيع شرعية نظام مفلس، لدرجة أنه أوقف الاستيراد من أجل رفع قيمة الاحتياطات النقدية وصرف 1,5 مليار دولار لشراء أسهم من بنك البريكس وسافر في زيارات بهلوانية ليستعطف الصين وروسيا وأطلق العنان لهرطقاته الإعلامية في وجه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ليظهر كتلميذ نجيب لروسيا، لكن انتهى به المطاف في وضعية شرود بعدما باعته جنوب إفريقيا الوهم بالاستدعاء الكاريكاتوري لابن بطوش وهو ما فطنت له مبكرا الديبلوماسية المغربية.

مقالات ذات صلة

والحقيقة أنه رغم الدعاية التي قامت بها بريتوريا لفائدة انضمام الجزائر، إلا أن تجمع بريكس قرر رفض الطلب لأن الجزائر غير مؤهلة ولا تتوفر على معايير توسيع المجموعة التي تبحث عن الدول الناشئة وذات وزن على الساحة الدولية.

والغريب في الأمر أن الجزائر، التي تبحث عن تكتلات اقتصادية بعيدة عن محيطها الجغرافي، كان عليها فقط أن تتخلى عن نزعاتها الانفصالية ومواقفها الماسة بحسن الجوار لتأسيس تكتل المغرب الكبير الذي كان بإمكانه أن يكون مخاطبا قويا للبريكس وغيره من التكتلات الاستراتيجية، لكن عقيدة الكراهية وفوبيا المغرب جعلتها تختار طريقا آخر جعل من نظام الجزائر معزولا ومنبوذا.

لقد وجدت الجزائر نفسها بعد قرار «بريكس» في حالة شرود، ولسوء حظها أنها وضعت كل بيضها في سلة واحدة، فخرجت بخفي حنين، لقد أرادت الجزائر أن تزايد على المغرب بانضمامها للبريكس وربما محاولة توظيفه لخدمة عقيدة الكراهية تجاه المغرب، لكن لغوها وشعبويتها وسوء تقديرها لم يجد أي صدى لدى الصين وروسيا والبرازيل والهند التي وضعت الجزائر في حجمها الطبيعي بعيدا عن أحلام اليقظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى