الرئيسيةبانوراما

أسر مغربية حرمت من متابعة برامج رمضان بسبب ارتفاع تكاليف أجهزة الاستقبال

حمزة سعود

عدد من الأسر المغربية حرمت من مشاهدة برامج شهر رمضان التي تبثها القنوات الوطنية، والسبب انتقال المغرب من البث التناظري إلى البث الرقمي الأرضي، هذا الانتقال فرض على عدد من الأسر اقتناء أجهزة جديدة تصل أثمنتها إلى أزيد من 300 درهم قصد متابعة البرامج التلفزيونية.
الأجهزة الجديدة الخاصة باستقبال القنوات المغربية وفق البث الرقمي الأرضي، نفدت لدى عدد من تجار الجملة والتقسيط، فيما ارتفع ثمنها ابتداء من أبريل الماضي بحوالي 60 درهما. «الأخبار» تطلعكم في هذا العدد على جانب من تفاصيل الانتقال من البث التناظري إلى البث الرقمي الأرضي.

حسب ما وقفت عليه «الأخبار» فإن مخزون الأجهزة الخاصة باستقبال قنوات البث الرقمي نفد لدى عدد من تجار منطقة «كراج علال» بالبيضاء المعروفة بترويج الأجهزة الإلكترونية والإلكترو منزلية.
وفي حديث مع «الأخبار» أوضح تاجر بـالمنطقة أن أثمنة الأجهزة الخاصة باستقبال القنوات التلفزيونية المغربية عرفت بعض الارتفاع بحوالي 60 درهما وذلك منذ أشهر، مضيفا أن الإقبال على اقتناء أجهزة الاستقبال بدأ مع بث القنوات الوطنية للحملات الترويجية والإعلانية التي صاحبت الانتقال من البث التناظري إلى البث الرقمي الأرضي.
وأوضح التاجر نفسه أن الأجهزة كانت تروج قبل بث الحملات الترويجية، بحوالي 250 درهما فيما ارتفع ثمنها حاليا ليصل إلى أزيد من 300 درهم، مشيرا إلى أن قلة أجهزة الاستقبال في السوق فرض على عدد من التجار الزيادة في أثمنتها.
ومن العوامل التي أدت إلى نفاد كمية أجهزة الاستقبال، حسب المتحدث نفسه، اقتناء كميات من الأجهزة من طرف بعض الشباب والمروجين بأسعار تفضيلية ثم إعادة تسويقها مع بعض الزيادات، مشيرا إلى أن كمية الأجهزة الخاصة باستقبال البث الرقمي الأرضي، قد نفدت لدى تجار الجملة بسبب الإقبال الكبير على اقتنائها منذ أشهر.
الوجهة هذه المرة، محل تجاري تابع لمجموعة «أبرون» المتخصصة في بيع الأجهزة الإلكترونية والإلكترو منزلية، عاملون بالمحل أكدوا لـ«الأخبار» أن الطلب على أجهزة استقبال البث الرقمي الأرضي مستمر من قبل الزبناء وأنه كان مقررا أن تكون الأجهزة متوفرة مع نهاية الشهر الحالي.
وحسب ما وقفت عليه «الأخبار» لدى أحد محلات مجموعة «أبرون» الخاصة ببيع التجهيزات المنزلية والإلكترو منزلية، فإن الأجهزة الخاصة باستقبال البث الرقمي غير متوفرة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، فيما أشارت مصادر وثيقة الاطلاع إلى أن مجموعة «أبرون نور فيزيون»، الخاصة باستيراد وتوزيع الأجهزة، ستوفر أجهزة استقبال البث الرقمي الأرضي خلال الأيام القادمة.

تفاصيل الانتقال من البث التناظري إلى الرقمي الأرضي

حسب المادة 8.12 من اتفاقية جنيف 2006، وبتعاون مع المتعهدين التلفزيين الوطنيين، استكملت فرق المديرية العامة للاتصال السمعي البصري في 16 و17 من يونيو2015، عملية إيقاف بث محطات البث التلفزي التناظري على الموجة «UHF».
وخصصت المديرية العامة لإنجاز العملية أربعة فرق متحركة من مديرية البنيات التحتية التقنية، مجهزة بمعدات مراقبة، بالإضافة إلى فريق للتتبع والتنسيق متمركز بمقر الهيأة العليا والمدير العام للاتصال السمعي البصري.
وستستمر بعض محطات «UHF» التي تغطي التجمعات القروية في البث شريطة عدم التسبب في التشويش على محطات أخرى.
وبلغت نسبة تغطية التراب الوطني بتقنية البث الرقمي الأرضي حوالي 84 في المائة مع نهاية سنة 2013، على أن يتم توفير وتدبير الموارد اللازمة لتغطية 16 في المائة المتبقية.
ووقعت وزارة الاتصال، في وقت سابق، مع مجموعة من الشركات الوطنية المستوردة للأجهزة المستقبلة للبث التلفزيوني الرقمي الأرضي، على اتفاق يهدف إلى مواكبة تنزيل المخطط الوطني للانتقال إلى التلفزة الرقمية الأرضية من خلال توفير أجهزة استقبال بأثمنة مناسبة.
وتضم المجموعة الأولى من الشركات الوطنية المستوردة كلا من مجموعة «أبرون نور فيزيون» ومجموعة «فيزيون أنترناشيونال» و مجموعة «ه ب ه إليكترونيك» على أن يتم التوقيع مع شركات وطنية أخرى.
ويهدف الاتفاق الذي أجرته الوزارة مع الشركات الوطنية المستوردة لأجهزة استقبال البث الرقمي، إلى توفير أجهزة ذات جودة في السوق الوطنية بكميات كافية وبأثمنة مناسبة.
وتراهن الوزارة من خلال الانتقال من التلفزيون التناظري إلى التلفزيون الرقمي الأرضي، على صيانة السيادة الإعلامية للدولة وتعزيز تنافسية الإعلام المغربي وتجويد مضامينه، بالإضافة إلى توسيع العرض التلفزيوني عبر تنويع العرض الإخباري للقنوات وكذلك دعم التطور الرقمي للمغرب.

تكاليف جديدة تتحملها الأسر المغربية

عدد من الأسر التي كانت تكتفي في وقت سابق بمشاهدة القنوات المغربية اعتمادا على البث التناظري، اضطرت إلى اقتناء أجهزة جديدة، إن توفرت، تمكنها من متابعة البرامج التلفزيونية التي تعرضها القنوات المغربية.
خديجة باري، عاملة، لم تستسغ اقتناء جهاز جديد للاستقبال بعدما كانت تكتفي في وقت سابق باستقبال القنوات الأرضية فقط. بعد انتقال البث من التناظري إلى الرقمي اكتفت هذه الأخيرة بمتابعة البرامج الإذاعية على محطات الراديو ومشاهدة برامج القناة الأولى، نظرا لعدم قدرتها على اقتناء جهاز جديد حسب ما صرحت به لـ«الأخبار».
وقالت المتحدثة نفسها، في حديث مع الجريدة، إن انتقال البث من التناظري إلى الرقمي حرمها خلال شهر رمضان من متابعة برامج قناتي «دوزيم» و«ميدي 1 تي في» مكتفية ببرامج القناة الأولى، مؤكدة أن ظروفها المادية الصعبة وتزامن هذا الانتقال مع شهر رمضان الذي يتطلب تكاليف إضافية، حسب تعبيرها، لا يمكنها من اقتناء جهاز جديد لمتابعة البرامج التلفزيونية.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أنها كانت تفضل متابعة المسلسلات والبرامج على القناة الثانية، فيما أدى الانتقال من البث التناظري إلى البث الرقمي الأرضي إلى انقطاعها عن مشاهدة قناتها المفضلة. وتضيف المتحدثة أنها لا تلمس الفرق بين مشاهدة البرامج بنظام البث التلفزيوني التناظري أو البث الرقمي، مشيرة إلى أنها انقطعت منذ انتقال البث عن متابعة المسلسلات وجميع البرامج التلفزيونية التي كانت تفضلها.
إلى ذلك، اضطرت عدد من الأسر والعائلات المغربية إلى اقتناء أجهزة جديدة لاستقبال القنوات المغربية بجودة عالية، وذلك لتجاوز «التشويش» الذي كان يشوب الصورة التي يتم استقبالها اعتمادا على البث التناظري، يشار إلى أن البث الرقمي الأرضي (TNT) يوفر جودة عالية على مستوى الصوت والصورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى