
طنجة: محمد أبطاش
تحولت حديقة عمومية حديثة الإنشاء، بجماعة اكزناية بطنجة، إلى ما يشبه “مسبحًا عموميًا” بسبب مياه الأمطار التي غمرت فضاءاتها، ما أثار انتقادات واسعة من قبل المواطنين حول جودة الأشغال في مثل هذه المشاريع الترفيهية، خاصة وأنه رغم مرور زهاء أسبوع على الأمطار التي شهدتها اكزناية، فإن هذه المياه لا تزال راكدة في المكان نفسه.
وأظهرت صور توصلت بها “الأخبار” امتلاء الحديقة بالمياه، مما جعلها غير صالحة للاستعمال وألحقت أضرارًا بمرافقها، خاصة تلك المخصصة للأطفال.
وأكدت المصادر أن هذا المتنفس تم افتتاحه حديثًا في إطار جهود توفير فضاءات ترفيهية للسكان، إلا أن الأمطار كشفت عن عيوب واضحة في بنيته التحتية، حيث يبدو أن نظام تصريف المياه لم يكن كافيًا لتجنب هذه الوضعية، مما يعكس ضعف التخطيط أو التنفيذ في المشروع.
وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من غياب معايير الجودة في إنجاز هذه الفضاءات العمومية، متسائلين عن دور الجهات المسؤولة في مراقبة جودة الأشغال، خاصة أن الأمر يتعلق بمرافق يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا للأطفال والعائلات.
وطالب عدد من سكان الجماعة الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لإصلاح العيوب وضمان تجهيز الحديقة بأنظمة تصريف مياه فعالة، لتفادي تكرار هذه المشكلة مع كل تساقطات مطرية.
وحسب بعض المصادر، فإن هذه الحديقة تندرج ضمن الاستثمارات التي تم تخصيص 650 مليون درهم لإنجازها في إطار مشاريع البرنامج المندمج لتأهيل وتنمية منطقة اكزناية خلال الفترة 2021-2022، بمشاركة عدة مصالح محلية. ورغم هذه الاستثمارات الكبيرة، فقد برزت تحديات تتعلق بجودة تنفيذ بعض المشاريع وغياب الصيانة الدورية.
ونبهت المصادر إلى أن هذه الحالة تُظهر أهمية تعزيز آليات المراقبة والصيانة لضمان جودة المشاريع المنجزة، خاصة تلك الممولة من المال العام. كما أن الأمر يتطلب تقييمًا دوريًا للمشاريع، ومساءلة الجهات المختصة بالجماعة، والتأكد من التزامها بالمعايير الفنية والهندسية المعتمدة، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الاستثمارات الكبيرة.
وللإشارة، فإن عددًا من مشاريع تهيئة جماعة اكزناية باتت تعرف اختلالات، وهو ما دفع مؤخرًا لجنة مختلطة إلى معاينة عدد من النقاط على امتداد واد اكزناية، وذلك بعد ورود تقارير وُصفت بالسوداء حول الاختلالات التي رافقت تهيئة هذا المشروع، الذي كلف نحو 15 مليار سنتيم.
وحسب المصادر، فإن تقارير ميدانية لمهندسين نبهت إلى وجود عدد من الاختلالات التي رافقت هذا المشروع، على رأسها عيوب في عملية التهيئة، ناهيك عن استفحال البناء العشوائي بجوانب هذا الوادي.