شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

الإهمال يحول السوق المركزي لسلا إلى خراب

يضم أكثر من مائة محل تجاري ويشكل متنفسا اقتصاديا بالمدينة العتيقة

النعمان اليعلاوي 

تحول السوق المركزي بمدينة سلا إلى “خراب”، في ظل انتشار النفايات الناتجة عن نشاط المحلات التجارية، حيث تُرمى النفايات على أبوابه لساعات طويلة قبل أن تتدخل الشركة الوصية على قطاع النظافة لجمعها. وقد عبر تجار الخضر والفواكه والسمك، في السوق التاريخي الذي يعود بناؤه لأكثر من 80 عامًا، عن استيائهم من غياب شروط النظافة وقطع خدمات الماء الصالح للشرب عن السوق منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفي تصريحاتٍ لـ”الأخبار”، أوضح عدد من التجار أنهم اضطروا إلى تعبئة براميل من الماء خلال الليل لاستخدامها في اليوم التالي، مما أثر سلبًا على نشاطهم التجاري. وأشار التجار إلى أن السوق الذي يضم أكثر من مائة محل تجاري بالإضافة إلى جناح لبيع المأكولات البحرية، بات يشهد انخفاضًا حادًا في عدد المحلات النشطة؛ إذ يعمل به حاليًا ستة أو سبعة محال فقط، بينما اختار باقي التجار ترك السوق والعمل خارجه أو الانتقال إلى مواقع أخرى في المدينة.

ولم يقتصر الإهمال على حالة النظافة والخدمات الأساسية، بل شمل أيضًا المرافق الحيوية للسوق؛ إذ أشار متحدث باسم التجار إلى أن المسجد الموجود بالسوق يعاني من حالة تدهور، كما أن المرافق الصحية مثل المراحيض باتت ملتقى للأوساخ في ظل غياب الإنارة والمياه. وأكد المتحدث أن هذه الحالة لم تعد محتملة في سوق كان يومًا ما محط جذب للزوار من مدينة الرباط وسلا، بمن فيهم الدبلوماسيون وكبار الشخصيات.

وأضافت الأصوات المطالبة بالتدخل أن الجهات الوصية على السوق، التابعة لجماعة سلا والتي يرأسها العمدة جامع المعتصم من حزب العدالة والتنمية، تتحمل المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الحالية. كما أشاروا إلى وجود محاولة من قبل بعض الفاعلين لاحتكار المحلات المهجورة، حيث تم تفويت عدد منها لأشخاص لا تربطهم صلة بالسوق، في وقت ترفض فيه الجهات تحصيل رسوم استغلال المحال من التجار.

وفي ضوء ما تشهده السوق من تدهور في الخدمات وتراجع النشاط التجاري، يطالب التجار والمواطنون بتدخل عاجل من الجهات المختصة لإعادة تأهيل السوق التاريخي وحفظ مكانته كأحد المعالم العمرانية والثقافية لمدينة سلا، بما يضمن تحقيق العدالة للمستثمرين واستعادة ثقة الجمهور في التراث الحضري للمدينة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى