الأخبار
في تطور مثير توقعه كثير من المتتبعين للملف، برأت هيئة الحكم بالمحكمة الابتدائية بتمارة، مساء أول أمس الأربعاء، نجلي القيادي الاستقلالي الراحل فوزي بنعلال وكاتبته الخاصة وموظف بمصلحة الإمضاءات ببلدية تمارة، كانوا متهمين في قضية تزوير ادعت المشتكية، وهي زوجة الراحل فوزي بنعلال الثانية، أنها كانت سببا في تغيير مسار ثروة الراحل التي تقدر بالملايير.
وبعد ستة أشهر من الاعتقال قضاها المتهمون الأربعة، أعقبها إفراج ومتابعة في حالة سراح بقرار من قاضي التحقيق بتمارة، حسمت المحكمة، أول أمس، الملف ابتدائيا بإصدار حكم يقضي ببراءة المتهمين الأربعة في الملف من تهمة التزوير.
وكان قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتمارة أمر، في فبراير من سنة 2022، باعتقال نجل الراحل فوزي بنعلال الأكبر والحاقه بشقيقه الأصغر والكاتبة الخاصة بالشركة، وكذا موظف مسؤول بمصلحة تصحيح الإمضاءات ببلدية تمارة، الذين كانوا يتواجدون قيد الاعتقال الاحتياطي على ذمة التحقيق.
وجاء هذا الاعتقال تزامنا مع مجريات التحقيقات التفصيلية المنجزة وتكثيف الخبرات التقنية المنجزة على الإمضاءات موضوع الشكاية بالتزوير، من طرف فرقة الشرطة القضائية، حيث تدعي المشتكية أنها مزورة وغيرت مآل الثروة المالية الكبيرة لزوجها الراحل فوزي بنعلال، ما حرمها من حقوقها الشرعية، موجهة اتهامات مباشرة لابنيه والكاتبة الخاصة بشركة العائلة ومسؤول بمصلحة تصحيح الإمضاءات ببلدية تمارة.
وتابعت المحكمة المتهمين من أجل جنح التزوير في محررات عرفية وتجارية واستعمالها طبقا للفصول 357، 358 و359 من القانون الجنائي بعد «تزوير محررات للاستيلاء على تركة مكونة من شركات عبر نقل ملكيتها دونا عن باقي الورثة».
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط أحال الملف على الشرطة القضائية بأمن تمارة من أجل فتح تحقيق في شكاية زوجة الراحل فوزي بنعلال تفيد بحرمانها من إرث مستحق بموجب «عملية تزوير طالت وثائق ومحررات رسمية بإيعاز من أبنائه وكاتبته وموظف»، قبل أن تظهر الخبرة التي أجرتها المصالح الأمنية المختصة، حسب مصادر مقربة من الملف، أن التوقيعات المضمنة في عقود التفويت وسجلات المصادقة على التوقيع تعود للمالك الراحل فوزي بنعلال وليست مزورة، وتم تحريرها والمصادقة عليها في توقيت سابق عن وفاته.
وتعود تفاصيل هذا الملف إلى سنة 2021، حيث اشتبه، وفق شكاية رسمية، في لجوء اثنين من أبناء الزوجة الأولى لرئيس بلدية الهرهورة المتوفى قبل أربع سنوات إلى تزوير عقود بيع شركة «لوريفاج»، التي تملك، بالإضافة إلى حانة ومقهى «لوريفاج»، فيلا فاخرة تفوق مساحتها خمسمائة متر مربع، كان يقيم فيها فوزي بنعلال وأسرته الأولى المتهمة بالتزوير، فضلا عن محلات تجارية عديدة تبلغ قيمة كرائها شهريا حوالي 100 مليون سنتيم.
وتفيد المعطيات نفسها بأن الراحل فوزي بنعلال كان عمد إلى توزيع ثروته الكبيرة على زيجاته الثلاث، بعد أن تزوج باثنتين قبل وفاته، حيث سجل المركب التجاري، الذي يضم عدة محلات تجارية ومقر بنك وحماما تركيا، ومحل رياضة ومقاهي، باسم إحداهن، ثم منح مقهى بحي أكدال وشركة ووكالة سياحية وحانة لزوجة أخرى، قبل أن تلجأ إحداهن للقضاء بشكاية تتضمن اتهامات بتزوير عقد بيع الشركة المالكة لجميع هذه العقارات إلى الزوجة الأولى، ووجهت الاتهام رأسا لابنيه وكاتبته الخاصة وموظف بالبلدية، قبل أن تبطل هيئة الحكم بالمحكمة الابتدائية بتمارة هذه الاتهامات وتقر ببراءة الجميع من تهمة التزوير.