شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

الحروب التجارية

دقت طبول الحرب التجارية العالمية، مع إعلان دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عن فرض رسوم جمركية جديدة على العديد من دول العالم، ضمنها المملكة المغربية التي شملتها نسبة منخفضة جدا تتمثل في 10 بالمائة بالمقارنة مع دول عربية أخرى وصلت زيادة نسبة الرسوم الجمركية المفروضة عليها إلى 30 بالمائة ضمنها الجزائر.

هناك تحديات حقيقية يواجهها المغرب في المستقبل القريب ترتبط بمدى الاستعداد التام لحكومة المونديال للتعامل مع التحولات العالمية الكبرى والمتسارعة في مجالات التجارة والصناعة والفلاحة ومؤشرات ارتباك سلاسل التموين الغذائي، نتيجة تطورات الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، كقوة عالمية بارزة، وتأثيرها القوي على السوق العالمية وتقلبات الأسعار، وسعي كل دولة للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين باعتبارها من ركائز حفظ السلم الاجتماعي.

يجب الأخذ بعين الاعتبار تطورات صراع السيادة الاقتصادية بين دول العالم، وتحديات الاضطرابات التجارية التي ظهرت مباشرة بعد جائحة كوفيد 19، وزادت من تعقيداتها تداعيات الحروب المدمرة، والتسابق على منابع المياه والثروات الباطنية التي تشكل الخام المحرك للطاقة النظيفة وصناعة السيارات والطائرات والصناعات الثقيلة في المستقبل القريب.

كل قرار تتخذه الدول العظمى، في مجال التبادل التجاري، أو العلاقات الاقتصادية بشكل عام، لا شك أن له تأثيرات مباشرة على اقتصادات الدول النامية، لذلك من واجب كافة القطاعات الحكومية العمل وفق تدابير استباقية لتدبير تبعات أزمات الحروب المشتعلة بالشرق الأوسط والتوجس من توسعها أكثر، والحرب الروسية الأوكرانية وتبعات ردود المقاومة الدبلوماسية للقرار الأمريكي الخاص بالزيادة في الرسوم الجمركية، وحماية المصالح العليا للمملكة بالدرجة الأولى.

نحن مقبلون على متغيرات عالمية متسارعة في كل المجالات، وتطاحنات اقتصادية لا ترحمُ ضعيفا ولا تنتظر متعثرا في مواكبة التطورات، والمصالح العليا للمملكة تبقى فوق كل اعتبار، والدبلوماسية الملكية الناجحة في نسج علاقات دولية قوية ومتوازنة، يجب استثمارها من قبل الحكومة لربح نقاط مهمة في المعاملات التجارية والاقتصادية، وفق معادلة (رابح -رابح) التي أسست لها المبادرات الملكية في علاقة المملكة بإفريقيا وباقي دول العالم.

أمامنا فُرص مهمة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود، لأن المغرب محط أنظار العالم خلال هذه المرحلة الدقيقة من التحولات العالمية، باعتبار المملكة الشريفة بوابة إفريقيا التي تُشكل مصدر غذاء ودواء العالم في المستقبل القريب، وهو الشيء الذي يفرض على الجميع استيعاب دقة المرحلة والنظرة الملكية بعيدة المدى، عوض الاستغراق في تفاصيل تافهة وتمييع النقاش العمومي، والغرق في بحر النظرة السطحية للمتغيرات العالمية والتشكيك المخدوم في قدرات مملكة فاجأت العالم بتدبيرها لأعقد الأزمات وتفرض احترام قراراتها السيادية عبر التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى