شوف تشوف

الرئيسيةرياضةفسحة الصيف

الحسن الثاني يتكفل بعلاج حكم فيدرالي في فرنسا بعد أن فقد البصر في حادثة سير

قضاة الملاعب : عبد الرحيم المتمني (حكم ومراقب ومحاضر)

أولى شرارات عشق الكرة من ملعب «قشيش»

مقالات ذات صلة

ولد عبد الرحيم المتمني، سنة 1959، بمدينة مراكش وتحديدا بحي الموقف الذي يجاور ملعب «قشيش» لكرة القدم (ملعب «20 غشت» حاليا)، والذي كان يعتبر، إلى جانب ملعب «الحارثي» وملعب «المشور» وملعب «العسكر»، متنفسا حقيقيا لأطفال وشباب المدينة. من هذه الفضاءات تخرج العديد من نجوم الكرة المراكشية، وفيها برزت أسماء منها من شق طريقه في عالم الكرة ومنها من غير وجهته. ففي هذا الفضاء تعلم الخالدي والخضار وباكار تقنيات مداعبة الكرة ومن «قشيش» ركبوا رفقة لاعبين آخرين صهوة النجومية.

كان لهذه البيئة الرياضية وقعها الكبير على شخصية عبد الرحيم المتمني، حيث كان يقضي سحابة يومه في هذا الفضاء، ويقسم يومه مناصفة بين المدرسة وملعب «قشيش»، بل غالبا ما كان يقصد الملعب حين يغادر المدرسة ويقضي فيه ما تبقى من ساعات قبل أن يتوجه إلى بيت عائلته.

لم يكن ملعب قشيش مجرد مساحة متربة يمارس فيها الصغار والكبار هوايتهم، بل كان مدرسة تعلم فيها عبد الرحيم وأقرانه أولى دروس الروح الرياضية والتنافس الشريف وغيرها من القيم. وحين انضم، وهو شاب يافع، إلى فريق النهضة المراكشية، اختار المتمني حراسة عرين هذا الفريق الذي دافع عنه بكل روح تطوعية في زمن لم يكن فيه ذكر للمنح والتعويضات.

انخرط في سلك ممارسة كرة القدم حارسا للمرمى ضمن فريق النهضة الرياضية المراكشية لمدة موسم واحد، (1972/1973)، وكان يحمل اسما «مستعارا» لازال عبد الرحيم يذكره بـ«نوسطالجيا»: «حملت اسم الإدريسي عطوف مولاي عبد العزيز، لا أعلم منه هذا الشخص لكنني كنت أحمل هويته الكروية، فعلى رخصة اللاعب صورتي فقط وباقي البيانات تخص شخصا آخر، كان هذا الأسلوب ساري المفعول في الفئات العمرية الصغرى، لأن المؤطرين كان همهم هو كسب المباريات لا تكوين النشء».

كانت فترة تجريبية بالنسبة إليه، قبل أن يخوض غمار تجربة رياضية أخرى ضمن فريق المؤسسة التعليمية، فقد دعاه مدرس التربية البدنية بإعدادية عبد المؤمن بن علي، المؤطر عبد اللطيف المنصوري، الحارس السابق للكوكب المراكشي، للمشاركة ضمن فريق للعبة الريكبي، سارات الأمور كما أريد لها وتمكن من تحقيق أول لقب رفقة فريق المؤسسة حين فاز ببطولة المغرب للألعاب المدرسية.

سعى الشاب عبد الرحيم إلى الجمع بين أكثر من تخصص رياضي، فانخرط في ألعاب القوى ضمن بطولة الألعاب المدرسية، ثم كلاعب ضمن فريق الفتيان للريكبي دون أن يغفل عشقه الأول لكرة القدم وللمرمى.

 

المتمني يرمى القفازات ويتمسك بالقلم والصفارة

عاد عبد الرحيم المتمني إلى ملاعب الكرة حكما، بعد أن قطع حبل الود مع المرمى، ودخل مدرسة تكوين الحكام التابعة لعصبة الجنوب التي كانت مترامية الأطراف، إذ شجعه على ذلك رئيس العصبة آنذاك، عبد الجبار بوستة، (شقيق القيادي الاستقلالي امحمد بوستة). لم تكن الدروس تعطى للتلاميذ بانتظام بل كانت متقطعة ولا تتجاوز حصصا لتقيم أداء الحكام وتقديم مستجدات التحكيم، لكن عبد الرحيم كان حريصا على الجمع بين التكوين والدراسة من خلال مؤلفات حول التحكيم.

في سنة 1975 نال المتمني صفة حكم فرع، فعهد إليه بقيادة مباريات بطولة عصبة الجنوب على مستوى مدينة مراكش والضواحي، قبل أن يصعد تدريجيا إلى حكم عصبة وحكم متجول بين العصب وحكم وطني.

قضى عبد الرحيم ست سنوات في غرفة الانتظار قبل أن يصبح حكما وطنيا، لكن التأخير في الارتقاء كان ميزة تلك الفترة. يقول المتمني لـ«الأخبار»: «في تلك الفترة كانت الترقية في مجال التحكيم بطيئة جدا، أنا محظوظ لأنني قضيت كحكم متجول بين العصب ست سنوات، هناك من قضى عمره في هذه الدرجة».

مارس كحكم مساعد (حكم الشرط آنذاك) مع مجموعة من الحكام المحنكين، من قبيل محمد السويدي وأحمد شوقي الجوهري، والحكم الدولي عمر أبو القاسم، وبعد ذلك أوكلت إليه مهمة رئاسة ثلاثي تحكيمي.

وحسب المتمني، فإن سعيد بن منصور، رئيس اللجنة المركزية للتحكيم، هو من أعلن التمرد على الأنماط التقليدية التي كانت سائدة، وعمل، خلال توليه هذه المهمة، على تشبيب قطاع التحكيم وضخ أسماء شابة ومنحها فرصة قيادة مباريات كانت حكرا على القدامى.

«قام سعيد بن منصور بما يشبه الزلزال في القطاع التحكيمي، فأعلن ثورة على الأنماط القديمة، ووضع حدا لهيمنة حكام كانوا يسيطرون على التحكيم المغربي، فقد كانوا يسيطرون على التعيينات الخاصة بفرق الصفوة ويتركون الفتات للبقية، حتى في الاجتماعات لم نكن نلج القاعة إلا بعد دخول الكبار، وفي القاعة الصفوف الأولى للحكام الدوليين يليهم الحكام الفيدراليون ثم المتجولون بين العصب. في عهد سعيد ألغيت هذه الطقوس، وأصبح الجميع سواسية أمام قانون شفاف للتعيينات. في عهده تم الاعتماد على ثلاثيات واعدة وبعد ثلاث سنوات ظهرت نتائج سياسة التشبيب وبرز حكام جدد نابوا عن المتقاعدين دون أن يحدث شرخ في منظومة التحكيم».

برز اسم المتمني في مداخلاته خلال اجتماعات الحكام، كان يفكر بصوت مسموع ويجسد، إلى جانب أقرانه، جيلا جديدا من الحكام لهم القدرة على الجمع بين التطبيقي والنظري، لاسيما بعد أن فتح رئيس لجنة التحكيم المركزية الباب على مصراعيه أمام كفاءات لطالما عاشت في الظل لسنوات قبل أن تشد إليها الأنظار.

 

الحسن الثاني يأمر بعلاج الحكم المتمني على نفقة القصر

تعرض عبد الرحيم المتمني لحادثة سير خطيرة في شهر مارس 1993، كان في طريقه إلى مدينة بن سليمان لقيادة مباراة حسنية بن سليمان ضد أشبال الجو السلاوي، لم يكن يعتقد أن هذا اليوم الربيعي سيكون نقطة تحول في مساره التحكيمي.

يروي حكمنا تفاصيل الحادثة، فيقول: «كنا نهم بمغادرة مراكش على متن السيارة، كنت أجلس على يمين السائق، وعلى مستوى شارع علال الفاسي، فوجئنا بحافلة تخترق الطريق دون احترام لقانون السير وللإشارات، فحدثت صدمة عنيفة، وكان الشارع فارغا في صباح يوم أحد من أيام رمضان، آخر ما سمعت أذناي صراخ وبكاء وكلمات متقطعة «مات مات مسكين محال يعيش».

ويضيف المتمني: «علمت أن الصدف قادت الحكم أحمد جوهري شوقي إلى مكان الحادثة، حيث كان يملك محلا لبيع الأمتعة الرياضية غير بعيد عن موقع الفاجعة، وقام بالاتصال بالحكم السويدي الذي كان يشغل حينها منصب مدير ديوان والي أمن مراكش، وعلى الفور هرعت سيارة الإسعاف ورجال الأمن إلى مكان الحادثة، وتم نقلي إلى مستشفى الأنطاكي».

فقد حكمنا نعمة البصر وشاع خبر الفاجعة، قبل أن يتدخل الملك الحسن الثاني ويصدر تعليماته بإحاطة المتمني بكامل شروط الرعاية الطبية. يقول سعيد بن منصور، الذي كان رئيسا للجنة المركزية للتحكيم في تلك الفترة:

«لقد كان الملك الحسن الثاني يتابع نبض البطولة، فخلال تنقل ثلاثي تحكيم مغربي بقيادة الحكم عبد الرحيم المتمني من مراكش لابن سليمان لقيادة مباراة ضد أشبال الجو، تعرضت السيارة التي تقل الثلاثي لحادثة سير مروعة، فقد على إثرها المتمني نعمة البصر، في مساء نفس اليوم تلقيت مكالمة هاتفية من الكولونيل باموس، وطلب مني متابعة الوضعية الصحية للحكم والعمل بأقصى سرعة على إحالته على مصحة متخصصة في طب العيون بباريس، بناء على تعليمات سامية من الحسن الثاني، وعلى الفور انتقلت إلى باريس لمتابعة الوضع الصحي وتنفيذ تعليمات الملك مع موافاة رئيس الجامعة بتقرير حول تطورات الوضع الصحي».

على إثرها حظي حكمنا بالتفاتة مولوية سامية من طرف الملك الحسن الثاني، الذي تكفل شخصيا بمصاريف استشفائه وعلاجه بالديار الفرنسية. إذ نقل الحكم المتمني على وجه السرعة إلى واحدة من أكبر المصحات المتخصصة في طب العيون كان البروفسور المشرف عليها من أصدقاء الملك. هناك تم علاج المصاب في مرحلة أولى وعاد إلى فرنسا مرة ثانية لإجراء مراقبة أخيرة بعد أن كللت العملية بالنجاح.

كان المتمني أول حكم يحظى بهذه الالتفاتة المولوية، قبل أن يحظى بها الحكم الدولي الراحل سعيد بلقولة الذي خضع بدوره للعلاج في مصحة فرنسية على نفقة القصر.

اعتزل المتمني التحكيم في الملاعب، لكنه شغل مناصب عديدة في مجال التكوين، كما شغل مهمة مراقب الحكام وساهم في تأطير العديد من المحطات التكوينية مركزيا وجهويا. ولأنه رجل تربية وتعليم، فقد امتلك آليات بيداغوجية ساعدت على تبليغ محتويات مرافعاته ويسرت عملية التواصل بينه والمتلقي.

للإشارة فإن عبد الرحيم المتمني شغل عدة مهام تربوية ورياضية، واستفاد من مساره المهني في قطاع التربية والتعليم، حيث ساهم في ترسيخ حصص التربية البدنية في التعليم الابتدائي، بعد أن كان النشاط الرياضي شكليا عند التلاميذ. في قدرته على التوفيق بين المهام الوظيفية والمهام الرياضية، يبقى عبد الرحيم شاكرا، إلى الأبد، لرئيس المولودية المراكشية السابق، الراحل عبد الصمد الاستقصاء، الذي غير في عهده اسم الفريق وأضاف إليه لمسة التعليم وضم لمكتبه المسير نخبة من رجال التربية والتعليم، أبرزهم المازوني والطرومباتي والإفريقي وحسن القاني وابا فارس..

 

مسار الحكم والمربي عبد الرحيم المتمني

التحق بمدرسة تكوين الحكام التابعة لعصبة الجنوب في موسم 1974/1973 وتخرج منها في شهر يوليوز من سنة 1974 برتبة حكم فرع

ارتقى إلى درجة حكم عصبة خلال موسم 1975/1976

ارتقى إلى درجة حكم متجول بين العصب سنة 1982

أشرف على مدارس تكوين الحكام منذ سنة 1987 وإلى غاية 2007 موازاة مع مهامه كحكم وطني ممارس

ارتقى إلى درجة حكم جامعي خلال موسم 1991/1992

مراقب وطني موازاة مع مهامه مديرا لمدارس تكوين الحكام بعصبة الجنوب

عضو سابق بالمديرية الوطنية للتحكيم بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومسؤول عن التواصل والنصوص والعلاقات مع العصب

رئيس حالي للجمعية المغربية للثقافة والرياضة والإعلام

عضو فاعل في عدد من الجمعيات الوطنية والجهوية والمحلية

رجل تعليم سابق، تدرج في أسلاكه بمختلف المهام والمناصب التربوية والإدارية

عضو باللجنة المركزية للتحكيم بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

 

مؤلفات ودراسات وأبحاث المتمني في مجال الرياضة والتحكيم

الدليل العملي للحكام المبتدئين

الرفيق الحميم لفهم قوانين التحكيم

دليل المعلم في التربية البدنية

التربية البدنية والرياضة المدرسية المدرسة الابتدائية.. بين سمو الأهداف وعوائق الممارسة.

 

شواهد واعترافات

شهادة مكون في مجال التحكيم مسلمة من طرف «الكاف» تحت إشراف «الفيفا»

شهادة محاضر للحكام مسلمة من «الفيفا»

شهادة محاضر للحكام مسلمة من الاتحاد العربي لكرة القدم

شهادة الكفاءة في الرياضة والتربية البدنية مسلمة من وزارة الشبيبة والرياضة

شهادة تقدير وشرف مسلمة من الاتحاد الدولي للثقافة البدنية والرياضية

شهادة تقدير وشرف مسلمة من الاتحاد العربي للثقافة البدنية والرياضية

شهادة تقدير واعتراف من المعهد العالي المتخصص في سوسيولوجيا الرياضة بمارسيليا.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى