شوف تشوف

الرئيسيةشوف تشوف

الرجا فالله

عوض إطلاق البدراوي لشعار رجامعانا لجمع التبرعات لفريق الرجاء كان الأجدر به أن يطلق شعار «الرجا فالله».

فقد انتهى زمن الوعود المعسولة وحل زمن «السعاية».

في 16 ماي 2022، أعلن المكتب المسير للرجاء البيضاوي استقالة جماعية، بعد أن عجز الرئيس المحامي أنيس محفوظ عن مواجهة حجم المديونية. ظهر اسم جديد من خارج محيط المنخرطين اسمه عزيز البدراوي، لم تطأ قدماه ملعب محمد الخامس ولم يكن مشجعا للرجاء بل إن رفاق دربه أجمعوا على أن المرشح لقيادة الرجاء كان عاشقا لفريق الجيش الملكي بحكم انتمائه لحي التقدم مسقط الرأس والقلب.

‎ظهر البدراوي، صاحب شركة أوزون، ووعد بتنظيف محيط الفريق وضخ الملايير في خزينته والقطع مع الديون التي تغرق أقدام الفريق في الوحل. لكن هذا المرشح ارتدى ثوب «المنقذ» واستعان بمجموعة من المنخرطين اللاهثين خلف «مول الشكارة».

‎طرح مشكل الأهلية، فالمرشح يريد أن يكون وحيدا رغم أنه لا يتوفر على شرط الانخراط في النادي قبل عامين، بحث حواريوه عن صيغة غير قانونية لشرعنة ترشيحه، أدى واجب الانخراط لسنتين وأعلن نفسه مرشحا وحيدا.

‎في اجتماعه الأول مع «برلمان» الرجاء، سأله أحد المنخرطين:

«‎هل تعلم أن النوايا وحدها لا تكفي؟».

فرد قائلا: «سأوفر السيولة المالية الكافية وسأقطع مع سياسة الاستجداء».

‎عقد الجمع العام في شهر يونيو دون ضوابط قانونية وآمن الرجاويون أن الغاية تبرر الوسيلة. ‎أمام الفندق الذي احتضن الجمع اصطف المشجعون حمل كثير منهم صورة البدراوي، وطالبوه وهو ينزل من سيارة فاخرة بتنظيف الفريق، وفي لحظة حماس شرع في تحية الأنصار الذين شيعوه إلى كرسي الرجاء.

‎في أول اجتماع له مع اللاعبين، وعد عزيز بتوفير سيولة مالية للتوقيع على تعاقدات جديدة في المستوى، إلى جانب سيولة أخرى من أجل استعداد النسور للموسم الرياضي المقبل.

‎أطلق الرجل العنان للوعود، وقال للاعبين والمشجعين «وداعا للأزمة»، لكنه أصر على متابعة الرؤساء السابقين وعرض مالية الفريق للافتحاص، بل ووجه نداء للمسيرين السابقين دعاهم لـ«إرجاع المال المنهوب». ولأن اللسان «ما فيه عظم» فقد شرع البدراوي من أول يوم في التواصل مع «أعداء افتراضيين» في منصته على إنستغرام، وقضى وقتا طويلا في معارك جانبية ضدهم.

‎تسلح عزيز البدراوي، حين عين رئيسا للرجاء الرياضي، وفي أول ندوة صحافية وزع الوعود على الحاضرين، وعد بإنشاء قناة تلفزية خاصة بالنادي الأخضر، ومتحف بمواصفات عالمية وإنشاء فروع لمدرسة الرجاء في ربوع المغرب، وتسديد الديون والقطع مع التسيير الرجاوي، بعد أن نال الضوء الأخضر لتكوين مكتب مسير مكون من أشخاص من خارج المحيط الأخضر، ومع الأيام تبخرت الوعود واستقال الجزء الأكبر من فريق عمله، وانتهى نائبه مبحوثا عنه بتهم الفساد.

‎من أقوال البدراوي المأثورة:

«‎أنا مستعد لكي أضع رزقي كله رهن إشارة الرجاء، لم آت إلى النادي إلا من أجل خدمة الفريق».

«‎أنا مستعد لأعطي دمي من أجل إعادة الرجاء إلى العالمية».

‎«ثقوا بيا غادين نبلبلوها»، في إشارة إلى دخوله لسوق الانتقالات بقوة للتعاقد مع أسماء كبيرة ووازنة، فقد «‎انتهى عهد التعاقد مع «الكرارس».

‎لكن مع مرور الأيام استفحلت الأزمة وتبين أن الرجل استبدل «الكرارس» بـ«البراوط». و‎وقع عقدا لمدة ثلاث سنوات مع مستشهر في عالم القمار، فغضب منه مستشهر «أولا إينيرجي» للمحروقات وقرر سحب علامته من قميص الفريق ولوحات الملعب الإشهارية بعد أن وضع مسؤولو النادي الأخضر شعار المستشهر الجديد على القميص.

‎من الإمارات أرسل البدراوي صوره وهو يوقع عقودا لتنمية نشاط شركته، وحين غضب منه الرجاويون أرسل صورة وهو يوقع عقد «تفاهم» مع فريق قطري كتب بلغة الخشب.

وهكذا ففي الوقت الذي يفوز فيه البدراوي بعقود تقدر بالمليارات السنوية لشركته المتخصصة في جمع الأزبال مع بلديات وجماعات قروية فقيرة لا تكاد تنتج أية قمامة، وفي الوقت الذي نراه يطير إلى الخليج وبلدان إفريقيا لمد جذور شركاته، التي يشترك في واحدة منها مع كريمين رئيس جماعة بوزنيقة، سائس الخيول ومربي العجول المستوردة، والذي عهد إليه بتنظيف المدينة في تضارب سافر للمصالح، نلاحظ أنه عاجز عن تدبير موارد مالية لفريق الرجاء الذي جاء إليه فوق شعار التخليق وحسن التدبير.

‎وهكذا انتهى به المطاف في خانة مسيرين لطالما انتقدهم، وقرر جر الرجاء لجمع التبرعات والصدقات، ما يكشف مدى عجزه المزمن عن إخراج فريق الرجاء من أزمته، حينها نال لقب «الهضراوي»، في إشارة لكثرة كلامه ووعوده التي بقيت أقوالا بلا أفعال.

‎الآن يمكن الجزم بأن البدراوي «عطى حمارو» وجعل من «الصينية» فرصة لانتشال الفريق من الغرق، علما أن الرجاء هو الفريق الوحيد في القارة الإفريقية الذي كسب 16 مليارا من بيع لاعبين وعائدات كأس محمد السادس وأهدرها في 16 يوما، أي بمعدل صرف يقارب المليار في اليوم الواحد، دون حساب.

‎تحيا الحكامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى