شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةوطنية

الصناع التقليديون المرحلون من “الولجة” يشتكون التهميش

طالبوا بحلول بديلة بعد هدم ورشاتهم ومقرات العرض بسلا

النعمان اليعلاوي

اشتكى عدد من الصناع التقليديين بسلا من “الإهمال” بعد سنوات طويلة من النشاط في الفضاء التاريخي “الولجة”، وبعد ترحيل ورشاتهم للصناعة إلى مناطق متفرقة في المدينة، حيث وجد عدد كبير من الصناع التقليديين أنفسهم في وضعية اجتماعية ومهنية حرجة، عقب ترحيلهم من هذا الموقع الذي شكّل رمزاً للذاكرة الحرفية للمدينة، ومحضنا للمهارات التقليدية التي توارثها السلاويون.

ورغم الوعود المتكررة من الجهات المسؤولة بإعادة توطينهم في فضاءات لائقة تضمن استمرار أنشطتهم وتمنحهم الحد الأدنى من الكرامة المهنية، إلا أن واقع الحال يكشف عن وضع مختلف. فالصناع التقليديون يشتكون من الإقصاء والتهميش، ويؤكدون أنهم باتوا في حكم “المتشردين الحرفيين”، في غياب أي بديل حقيقي أو دعم ملموس يمكنهم من الاستمرار في مزاولة حرفهم.

في تصريح لـ “الأخبار”، قال محمد السلاوي، أحد الصناع المرحّلين “كنا نعيش من حرفنا ونعتز بها، لكن بعد ترحيلنا، لم نعد نجد حتى فضاءً نضع فيه أدوات العمل. بعضنا اضطر لبيع عتاده والبعض الآخر غادر الميدان نهائيا”، كما أعرب زملاءه عن أسفهم لما وصفوه بـ”الإجهاز على ذاكرة الحرفة”، إذ شكلت الولجة عبر عقود مركزاً للحرفيين من مختلف التخصصات: الفخار، الحدادة، النجارة، النقش، الزليج، والنسيج التقليدي. وكانت نقطة جذب للسياح والباحثين والمهتمين بالتراث المادي المغربي.

يؤكد الصناع أن البدائل المقترحة، ومنها نقلهم إلى منطقة طريق القنيطرة في معرض مؤقت، تبقى مرحلية وغير مستدامة، لا تستجيب لشروط الاستمرارية، سواء من حيث الموقع، أو التجهيزات، أو ظروف الاشتغال. ويطرح كثيرون تساؤلات حول المعايير التي تم اعتمادها في توزيع المحلات الجديدة، في حال وُجدت، وعن مدى شفافيتها وعدالتها.

في هذا السياق، يطالب المتضررون بتدخل عاجل من السلطات المحلية والجهات المسؤولة عن قطاع الصناعة التقليدية، لإعادة الاعتبار لفئة تمثل ركيزة من ركائز الهوية السلاوية. كما يناشدون وزارة السياحة والصناعة التقليدية بإدراج ملفهم ضمن أولويات التنمية المحلية، خاصة وأن سلا تعد من الحواضر المغربية العريقة في هذا المجال، معتبرين أن ما تعيشه الولجة بعد تفريغها من صناعتها التقليدية يشكل خسارة رمزية ومادية كبرى. ويؤكد هؤلاء أن الحفاظ على التراث لا يقتصر على المعمار فقط، بل يشمل الإنسان والمهارة والممارسة اليومية التي تنبض بالحياة في الأسواق والورشات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى