العماري يغيب عن دورة يوليوز ونوابه يتصرفون في الملايين
طنجة: محمد أبطاش
غاب إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، عن الدورة العادية لشهر يوليوز الجاري، التي انعقدت عشية أول أمس الاثنين بمقر مجلس الجهة، مبررا ذلك بالاستقبال الملكي، الأمر الذي جعل نوابه، كما عاينت ذلك «الأخبار»، يقررون في ملفات مهمة وصفقات ضمت الملايين.
وتكشف المعطيات التي تم استعراضها على هامش هذه الدورة، أن المجلس الإقليمي لوزان، الذي يرأسه العربي المحرشي، البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، وأحد أكثر المقربين من العماري، استفاد من صفقات مبهمة، من خلال عدم الإدلاء بالأرقام المالية ضمن مشروع اتفاقية في هذا الشأن، حيث تم الاكتفاء، في أحد البنود الخاصة بها، بالتأكيد على أن مجلس الجهة سيتولى إنجاز الدراسات وتمويل المشروع المزمع إنجازه بموجب هذه الاتفاقية حول إعداد دراسات بشأن تهيئة منتزه جهوي بالإقليم، كما جرى تحديد أن المشروع سيتم بالتنسيق الكلي بين المجلسين، فيما تم وضع المديرية الجهوية للمياه والغابات كطرف لـ«الاستئناس» فقط كما توضح هذه المعطيات، حيث إن دورها لا يتجاوز إعداد العناصر المرجعية المتعلقة بالدراسات وتمكين الأطراف من الوثائق ذات الصلة بموضوعها.
ومن ضمن هذه الاتفاقيات المثيرة للجدل، وسبق أن أحدثت سجالا قويا بين اللجان المجتمعة في وقت سابق، دعم مجموعة الجماعات الترابية «بوهاشم» التي يرأسها أحد المقربين من العماري أيضا. وتوضح الأرقام المالية حول مشروع هذه الاتفاقية، التي تمت المصادقة عليها أيضا، والتي تتضمن إنجاز مشاريع تنموية بهذه المنطقة في إطار الشراكة، ومنها إنجاز مسالك قروية بتراب المجموعة بمبلغ مليوني درهم، وتهيئة ثلاثة مسارات سياحية طبيعية بمليون درهم، فضلا عن تجهيز منتزه المجموعة بمليون درهم، في الوقت الذي تأتي هذه الاتفاقية الأخيرة، تزامنا وتنبيهات الداخلية بكون العماري بات يمارس ما يشبه عملية الانتقاء في توزيع دعم الجهة، بعد أن سجل تهميشه للجماعات القروية بضواحي طنجة والحسيمة، التي باتت بحاجة للدعم المالي لإنقاذ ماليتها، بسبب وصول بعض منها لحافة الإفلاس، غير أن رئيس الجهة يدفع لتوجيه هذا الدعم للمقربين منه.
إلى ذلك، وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر حضور العماري، غاب الأخير بالمبرر السالف ذكره، علما أن النقاشات التي شهدتها أشغال الدورة وصفت بـ«السطحية»، سيما وأن فريق حزب العدالة والتنمية داخل المجلس أضحى مدافعا عن رئاسته بشكل غريب، كما يظهر ذلك خلال تدخلات نبيل الشليح، رئيس الفريق، والذي بات أكثر المقربين من العماري من غيره من المحسوبين على حزب «البام».