
مصطفى عفيف
دخل شاطئا واد مرزك بالنواصر، والصنوبر «دافيد» في بنسليمان، ضمن لائحة الشواطئ غير المسموح الاستحمام بها، حسب نتائج التقرير الوطني حول جودة مياه الاستحمام ورمال شواطئ المملكة، وقد صنف الشاطئان ضمن 6 شواطئ بجهة الدار البيضاء – سطات لا تتوفر فيها معايير الاستحمام، إلى جانب زناتة الكبرى وزناتة الصغرى والنحلة سيدي البرنوصي والنحلة عين السبع.
وشدد التقرير على استمرار هيمنة النفايات البلاستيكية على المشهد البيئي الساحلي، حيث تمثل مواد البلاستيك والبولسترين قرابة 86 في المائة من مجموع النفايات المجمعة، وتأتي أعقاب السجائر وأغطية الزجاجات البلاستيكية ومغلفات وعيدان الحلوى في صدارة الأصناف الأكثر انتشارا، علما أن هذه الأنواع الثلاثة تمثل أكثر من نصف النفايات التي تم توثيقها خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وفي ما يتعلق بالنفايات البحرية، أشار التقرير إلى أنه تم رصد 64 شاطئا خلال سنة 2024 عبر عمليات أخذ عينات وتحاليل فطرية للرمال، فضلا عن توصيف ميداني للنفايات البحرية. وخلصت النتائج إلى تسجيل انخفاض بنسبة تفوق 21 في المائة في كمية النفايات التي تم جمعها مقارنة مع السنوات الماضية، وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا يعكس جزئيا فعالية المبادرات البيئية والتحسيسية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني.
وبحسب نتائج التقرير الوطني حول جودة مياه الاستحمام ورمال شواطئ المملكة والذي سجل تحسنا ملموسا في مؤشرات الجودة البيئية على مستوى السواحل المملكة ، وهو ما يعكس تطورا تدريجيا في مستوى العناية بالمنظومة الساحلية ومردودية البرامج البيئية، التي تم تنفيذها في السنوات الأخيرة. وأظهرت نتائج التقرير أن ما يناهز 93 في المائة من شواطئ المملكة تتوفر على جودة ميكروبيولوجية مطابقة للمعايير الوطنية المعتمدة للاستحمام، حيث تم تصنيف 47 في المائة من هذه الشواطئ ضمن خانة الجودة الممتازة، و32 في المائة في خانة الجودة الجيدة، بينما حصلت 14 في المائة على تقييم الجودة المقبولة. ويُبرز هذا التحسن نجاحا نسبيا في عمليات المراقبة والتدبير البيئي.
كما قدم التقرير جملة من التوصيات، إذ أوصى بتعزيز أنظمة التطهير السائل على مستوى السواحل، المتعلق بشبكة الصرف الصحي، ومحطات الضخ، ومصبات مياه الأمطار… كما أوصى بالمراقبة المستمرة والحرص على سير عمل مختلف أجهزة الصرف الصحي التي قد تؤدي إلى تلوث مياه الاستحمام بسبب التصريف المباشر أو غير المباشر للمياه العادمة، ومنع أي تصريف للمياه العادمة، سواء المنزلية أو الصناعية، على مستوى المجاري المائية، ومصارف مياه الأمطار وفي مناطق الاستحمام، ومراقبة حفَر الصرف الصحي المحاذية للشواطئ لتفادي تدفق وتسرب المياه العادمة.
ومن بين التوصيات التي تضمنها التقرير تسريع نظم إزالة التلوث في المدن والمراكز الحضرية الساحلية وبمصبّات الأنهار للحد من تلوث مياه الاستحمام، والمراقبة المنتظمة لجميع المصادر المحتملة للتلوث، وتنفيذ التدابير والإجراءات المقترحة في التقارير البيئية لمياه الاستحمام، وتعزيز الشواطئ بالبنية التحتية والمعدات الصحية المناسبة، من قبيل المراحيض والحمامات وحاويات الأزبال، مع مراعاة طول الشواطئ.