
طنجة: محمد أبطاش
أدت التساقطات المطرية التي تهاطلت على مدينة طنجة لما يزيد على أسبوع، إلى توسع حدة الانزلاقات الأرضية بمجمع سكني بمنطقة الرهراه، حيث تفاجأ السكان، الذين سبق أن نبهوا إلى هذه الانزلاقات الأرضية، قبيل هذه التساقطات الأخيرة، بكونها باتت تتوسع بشكل وصف بالمخيف، حيث أصبحت هذه الانهيارات تقترب من التجزئة التي تقطنها مئات الأسر، مما ينذر بكارثة في حال وصولها إلى العمارات السكنية.
وطالب السكان، في تصريحات متطابقة، السلطات المختصة بالمدينة بالتدخل ومنع المنعشين العقاريين من الاستمرار في تشييد العمارات السكنية بمنطقة الرهراه، ناهيك عن ضرورة التدخل الآني لمعالجة هذا الوضع، لتفادي كوارث في حال وصلت حدة هذه الانزلاقات إلى قلب المجمع السكني، خاصة في ظل استمرار النشرات الإنذارية حول تساقطات مطرية قوية قادمة في غضون الأيام المقبلة.
هذا، ولا يبعد مكان هذه الانزلاقات الأرضية سوى ببضعة أمتار عن العمارة السكنية، التي كانت في طور البناء وانهارت في شهر ماي الماضي، مما أدى إلى وفاة حارس بعين المكان، نتيجة تشييدها في منطقة رخوة وشبه جبلية، فضلا عن كون ترابها يوصف بـ»التراب المرج»، أي سهل الانزلاق، حيث تم إقامة التجزئة العقارية فوق الجبل الترابي، رغم اعتراض السكان القاطنين بجواره في وقت سابق، بسبب الأضرار المترتبة على ذلك، خاصة أثناء التساقطات المطرية، إذ يجدون صعوبة في المرور بعين المكان نتيجة الأوحال الناتجة عن الأتربة.
ويتخوف الجميع من تكرار فاجعة ماي الماضي، حين انهار ورش البناء المذكور آنفا بشكل مفاجئ، سيما وأن المنطقة التي شُيد فيها المركب السكني هي في الأصل عبارة عن هضبة من الأتربة، كانت إلى وقت قريب غابة بمنطقتي الرهراه ومسنانة، غير أنه تم الترخيص لصاحبه، وهو منعش عقاري معروف بالمدينة، بشكل مفاجئ خلال السنتين الماضيتين بتشييد المشروع السكني، دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الأرض.
ونبهت بعض المصادر إلى أن منطقة الرهراه تستوجب العمل على منع إضافة التجمعات السكنية بها، بسبب المخاطر التي قد تترتب في حال استمرار هذه التراخيص، خاصة وأن المجمع السكني نفسه يقع فوق بحيرة الرهراه، التي شهدت هي الأخرى إعادة الأشغال من الصفر بفعل ظهور تشققات بمحيطها، وهو ما أثار الكثير من الاستغراب، حيث لم تمر بعد سنة على إحداثها والانتهاء من عملية تجهيزها. وأثارت هذه التشققات العديد من التساؤلات في صفوف الجهات المختصة حول جدية المقاولة التي اشتغلت على تبليط وتأثيث هذا المنتزه، وكذا حول الترخيص أصلا للبنايات المجاورة له، التي قد تكون قد ساهمت في ذلك، بسبب استعمال أوراش البناء لوسائل تسبب الاهتزازات.