
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن منتخبين بجماعة طنجة استفسروا رئاسة المجلس خلال الأيام الماضية عن الوضعية الكارثية للمجزرة الجماعية بسوق سيدي احساين، بعدما انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف جانبًا من هذه الوضعية.
وقالت مصادر جماعية إن المجلس التزم الصمت تجاه هذه الوضعية، واكتفت أغلبيته بالإعلان عن أنها ستنظر في الأمر عبر إرسال لجنة خاصة للاطلاع على وضعية المجزرة، التي وُصفت بالعشوائية داخل السوق. في المقابل، طالب المنتخبون بعقد اجتماع خاص لهذا الغرض لمناقشة الموضوع والخروج بتوصيات من شأنها إنهاء الجدل حول هذا الملف، خاصة بعدما تناولته صحف إسبانية ونبهت إلى أن اللجنة الدولية لكرة القدم “الفيفا”، لو عاينت هذه الأشرطة وزارت السوق الأسبوعي، لما أعطت الموافقة لإقامة مباريات بمدينة طنجة.
إلى ذلك، حمّلت مصادر جماعية من جديد المسؤولية لجماعة طنجة بخصوص وضعية هذا السوق الأسبوعي، الذي تحول مؤخرًا إلى وجهة رئيسية لسكان المدينة، في ظل ارتفاع الأسعار بأسواق القرب التي أصبحت في قبضة المتلاعبين بالأسعار وسط غياب الرقابة. وقالت المصادر ذاتها إن التأخر الحاصل في إخراج دفتر تحملات لهذا السوق الأسبوعي يهدد الصحة العامة للسكان المحليين، ومن ضمنهم سكان القرى المجاورة الذين يعتمدون عليه بشكل رئيسي كمصدر للحوم.
للإشارة، فقد كشف التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات عن ملاحظات مماثلة، حيث أكد أن الجماعة لا تبادر إلى تفعيل صلاحياتها في تأمين سلامة وجودة المواد الاستهلاكية، بما في ذلك اللحوم والتوابل المعروضة للبيع أو للاستهلاك في عين المكان خلال أيام السوق الأسبوعي. وتكتفي الجماعة بانتظار دعوتها للمشاركة في اللجان المختلطة التي تُعنى بمراقبة الأسعار والنظافة والجودة، والتي تتولى هذه المهام بالتنسيق مع الإدارات الترابية.
وفي هذا السياق، يتضح أن هذه اللجان لا تتوفر على برامج سنوية مسبقة تحدد الزيارات الميدانية المزمع القيام بها للأسواق الأسبوعية. كما يلجأ الباعة إلى وسائل تقليدية لمحاولة الحفاظ على طراوة منتجاتهم، من خلال نصب خيام واستخدام مظلات شراعية وستائر وأقمشة وأغطية مبللة وألواح، فضلًا عن توظيف طاولات مفروشة لعرض اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك. وحسب قضاة المجلس الأعلى للحسابات، فإن هذه الوسائل لا توفر الحماية الكافية للسلع، حيث تبقى معرضة للتلوث بسبب عوامل خارجية، مثل الأتربة والغبار والأمطار والأوحال والأدخنة والرطوبة، فضلًا عن الغازات المنبعثة من عوادم المركبات التي تجوب فضاءات العرض.