شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

ترامب «يختتم» الاستعراض..

يونس جنوحي

 

وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، والموقف الأمريكي الأخير، خيّب آمال الكثيرين في اندلاع حرب «لا تُبقي ولا تذر» في قلب الشرق الأوسط.

السياسة الدولية لا تعترف بالعاطفة. الذين كانوا يدافعون عن إيران، ويرون النظام الإيراني آخر معاقل الدفاع عن الإسلام، لم يفهموا كيف أن القيادة في طهران أعطت الأمر بالاعتداء على قاعدة أمريكية في قطر. وهو الحادث الذي تلاه إجماع دولي وصفه بانتهاك للسيادة القطرية.

هناك دولة أخرى تقف في الطرف الآخر من المعادلة. يتعلق الأمر بباكستان التي اندلعت بينها وبين الهند حرب قبل أسابيع. تبادل الطرفان اتهامات بخرق المواثيق الدولية، علما أن البلدين معا يأتيان في مقدمة الدول التي تتوفر على أقوى الجيوش في العالم.

تقارير دولية تحدثت عن اتصالات سرية لإقامة علاقات بين إسرائيل وباكستان. وفي مارس الماضي، وصل وفد يتكون من عشرة صحافيين ومُدرسين باكستانيين، في زيارة سرية إلى إسرائيل، لم تتناولها الصحافة المحلية نهائيا، وفجرتها صحيفة «التايمز الأوروبية».

الصحيفة قالت إن جوازات السفر الباكستانية تنص صراحةً على صلاحيتها للسفر إلى جميع الدول باستثناء إسرائيل. ومع ذلك جرت اتصالات سرية بين البلدين، سيما في مجالي الأمن والاستخبارات.تعيين الصورة البارزة للمقالة

هذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها أحاديث عن تحسين العلاقات مع إسرائيل في باكستان. فقد دعا العديد من الجنرالات العسكريين الباكستانيين علنًا إلى استكشاف العلاقات الدبلوماسية، مما يُبرز التوتر بين البراجماتية العسكرية والأيديولوجية السياسية.

وتضيف الصحيفة أن رئيس حركة الإنصاف الباكستانية الذي كان ينتقد التطبيع بشدة، مهد الطريق «خلف الأبواب المغلقة» لإقامة علاقات غير مُعلنة مع إسرائيل. خطابه أثار مشاعر معادية لإسرائيل في صفوف مؤيديه، لكن ما أسمته الصحيفة «مناورات دبلوماسية» يشير إلى واقع «أكثر تعقيدا».

منظمة غير حكومية كانت وراء ترتيب زيارة الوفد الباكستاني إلى إسرائيل في مارس الماضي. وتقول بعض التقارير إنها ممولة من جهات خارجية. والمثير أن الوفد زار الكنيست، والمسجد الأقصى في قلب مدينة القدس.

التقرير الذي نشرته «اليوروبيان تايمز» يقول إن بعض النشطاء في باكستان، من المعروفين بمواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية، قللوا من شأن زيارة الوفد الباكستاني إلى إسرائيل. وتقول الصحيفة إن هؤلاء يُديرون حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، تروج للعمليات العسكرية الباكستانية، وحاولوا إبعاد النظام عن أي مسؤولية من تفاصيل الزيارة.

في ماي 2022، التقى وفد «شبه رسمي» من باكستان بالرئيس الإسرائيلي. وكانت ناشطة باكستانية في مجال حقوق المرأة، تحمل الجنسية الأمريكية، وراء تفجير خبر الزيارة، بعد أن نشرت صورة لها مع الرئيس الإسرائيلي.

بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوقف الشامل والتام للحرب بين إسرائيل وإيران، يُعزز الرجل فرصته للفوز مستقبلا بجائزة «نوبل» للسلام. وهذا الأمر ليس نكتة، وإنما قراءة استشرافية يتوقعها الخبراء.

موقف ترامب فاجأ عددا من الأوساط التي تابعت الحرب الأخيرة خلال الأسبوعين الماضيين.

مرة أخرى، يظهر أن قراءة أغلب المتحمسين في الشرق والغرب، للمواجهة بين الدول الإسلامية وإسرائيل، تحتاج إلى إعادة قراءة. إيران وباكستان تُعتبران من القوى العسكرية الرائدة في المنطقة، لكن القضايا التي تؤمن بها الدولتان في الأمم المتحدة، وترفعها في الأعياد والمناسبات، تختلف جذريا عن مصالحهما على أرض الواقع.

بعض الظرفاء لم يروا في الحرب الإيرانية- الإسرائيلية، منذ انطلاقها، سوى «استعراض» لن يقود إلى أي مستقبل.. لكن بدا واضحا أن سخريتهم كانت حقيقة. حتى أنهم قالوا إن ترامب عندما أوقف هذه الحرب، لم يجد فتيلا لينتزعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى