محمد سليماني
بعدما أعطت الإدارة العامة للتكوين المهني وإنعاش الشغل انطلاقة أشغال بناء مدينة المهن والكفاءات بمدينة كلميم، توقفت المقاولة الحائزة على الصفقة فجأة عن مواصلة أشغال البناء، وتوقف المشروع، الأمر الذي سينعكس سلبا على الآجال المحددة من قبل إدارة التكوين المهني لاستقبال المتدربين والمتدربات بهذا الصرح التكويني.
واستنادا إلى المعطيات، فإن توقف أشغال بناء مرافق هذا المشروع وصل إلى مجلس المستشارين، حيث وجه مستشار برلماني سؤالا كتابيا في هذا الصدد إلى وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، لمعرفة الإجراءات والتدابير المزمع اتخاذها لتسريع وتيرة بناء مدينة المهن والكفاءات بمدينة كلميم. ويأتي تعثر أشغال بناء هذا المرفق التكويني، بعدما أطلق مكتب التكوين المهني إعلانا تصحيحيا لاستكمال أعمال البناء رقم (33/2023).
وبحسب المعلومات، فقد سبق أن انطلقت أشغال بناء المشروع منذ بداية السنة الماضية، حيث قامت المقاولة الحائزة على صفقة بناء هذه المعلمة التكوينية بتسييج القطعة الأرضية المخصصة لبناء المشروع ووضع آليات العمل، والبدء في أشغال حفر الأساسات لمباشرة الأشغال كي تكون هذه الفضاءات التكوينية جاهزة لاستقبال المتدربين خلال الموسم التكويني المقبل، حسب ما هو مقرر، وذلك بعدما سارعت الإدارة الجهوية للتكوين المهني الخطى حينها لإطلاق أشغال البناء في موعدها عبر تهييء كل الظروف وإعداد الوثائق الضرورية لذلك، على أمل استكمالها في غضون 18 شهرا.
واستنادا إلى المعطيات، فإن مدينة المهن والكفاءات الممتدة على مساحة 4 هكتارات، يعول عليها جهويا لتعزيز الإمكانات التكوينية الجديدة غير المتوفرة بأغلب مدن جهة كلميم- واد نون، حيث ستوفر عرضا تكوينيا متنوعا من خلال 32 شعبة منها؛ 11 شعبة مخصصة للفلاحة والصناعة الغذائية، و8 شعب في قطب البناء والأشغال العمومية، و9 شعب في قطب التكنولوجيا الرقمية، إضافة إلى 4 شعب في قطب الصيد البحري. كما تضم هذه المؤسسة التكوينية الجديدة بنيات مشتركة وفضاءات بيداغوجية مخصصة لتقوية الكفاءات الذاتية، وخاصة الكفاءات اللغوية والمقاولاتية والمهنية للمتدربين، منها مركز للتوجيه الوظيفي، وفضاءات للابتكار (العمل المشترك ومصنع رقمي)، ثم مركز اللغات والكفاءات الذاتية، وخدمات للمقاولات وريادة الأعمال، وحاضنة للمشاريع، ومركز للندوات. كما ستعتمد مدينة المهن والكفاءات بجهة كلميم- واد نون منصات تطبيقية متكاملة للتكوين تضم مزرعة بيداغوجية بالنسبة إلى قطب الفلاحة، ومنزل إيكولوجي بالنسبة إلى قطب البناء والأشغال العمومية، ومصنع رقمي بالنسبة إلى قطب الرقميات.
واستنادا إلى المعلومات، فإن مدينة المهن والكفاءات بكلميم سيتم تشييدها باعتماد مالي يصل إلى 125 مليون درهم، موزع ما بين 25 مليون درهم مساهمة من مجلس الجهة، و100 مليون درهم من مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، بحيث خصص مجلس الجهة خلال ميزانية سنة 2020 مبلغ 5 ملايين درهم، و10 ملايين درهم خلال سنة 2021، ومثله خلال سنة 2022، فيما خصص مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل 10 ملايين درهم خلال سنة 2020، و50 مليون درهم خلال سنة 2021، و40 مليون درهم في سنة 2022. وبموجب هذه الاتفاقية ستتوفر الجهة على مؤسسة تكوينية من الجيل الجديد، متعددة الأقطاب والتخصصات، كما ستسهر على تلقين تكوينات تستجيب لحاجيات الجهة من الكفاءات اللازمة ومواكبة تطورها الاجتماعي والاقتصادي.
