شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسياسية

تهديدات متبادلة بين أمريكا وإيران بسبب السلاح النووي

طهران تتوعد بضرب القواعد العسكرية الأمريكية إذا نفذت واشنطن تهديداتها

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق تهديداته لإيران. فقد هدد بفرض قيود اقتصادية جديدة عليها مثلما حصل قبل أربع سنوات، بالإضافة إلى التهديد بالقصف إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وفي المقابل، هددت إيران بضرب قواعد الولايات المتحدة وقواعد حلفائها في المنطقة إذا مضت واشنطن ونفذت تهديدها، ما سينعكس سلبا على المنطقة بأكملها.

 

إعداد: سهيلة التاور

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران، يوم الأحد الماضي، بقصف إيران وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.

وفي مقابلة هاتفية مع شبكة (إن.بي.سي) قال ترامب إن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين يجرون محادثات، لكنه لم يُدل بمزيد من التفاصيل.

وأضاف: “إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف.. لكن هناك احتمالا، إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، أن أفرض عليهم رسوما جمركية ثانوية مثلما فعلت قبل أربع سنوات”.

وقال الرئيس الأمريكي: “إذا اضطررنا إلى التدخل عسكريا، فسيكون ذلك أمرا فظيعا بالنسبة لهم”.

وكشف ترامب الشهر الماضي عن مجموعة جديدة من العقوبات المصممة لممارسة “أقصى قدر من الضغط على الحكومة الإيرانية”، وقطع طهران عن الوصول إلى السلاح النووي والحد من “نفوذ إيران الخبيث في الخارج”.

وخلال فترته الرئاسية الأولى بين عامي 2017 و2021، انسحب ترامب من اتفاق نووي أبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي وضع قيودا صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات.

كما أعاد ترامب فرض عقوبات أمريكية شاملة. ومنذ ذلك الحين، تتجاوز إيران الحدود المتفق عليها بكثير في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وتزامن هذا مع ما أفادت به وسائل إعلام حوثية من وقوع “غارتين أمريكيتين” على جزيرة كمران اليمنية الواقعة في البحر الأحمر.

وقال ترامب إن الضربات خلال الأسبوعين الماضيين دمرت الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، فيما قال الحوثيون إن الضربات الأمريكية الأخيرة قتلت حوالي 60 شخصا.

 

القنبلة النووية خيار وارد

حذر مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، مساء أول أمس الاثنين، من أن طهران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، لكن “لن يكون أمامها خيار سوى القيام بذلك” في حال تعرضها لهجوم.

وقال لاريجاني، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي عقب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات على إيران: “في مرحلة ما، إذا اخترتم (الولايات المتحدة) القصف بأنفسكم أو عبر إسرائيل، فإنكم ستجبرون إيران على اتخاذ قرار مختلف”.

وأضاف: “إذا قصفت أمريكا أو إسرائيل إيران بذريعة برنامجها النووي فسنتوجه إلى إنتاج قنبلة ذرية”.

وتابع: “إذا ارتكبت واشنطن خطأ استراتيجيا اتجاه النووي الإيراني فستجبرنا على اتخاذ مسارات أخرى”.

وأكد مستشار المرشد الإيراني أن “ترامب لن يدخل الحرب إلا إذا أراد المقامرة بجيشه”، مشيرا إلى أن “محتوى رسالة ترامب لا يختلف عن تصريحاته لكنها كانت بلغة دبلوماسية”.

في السياق نفسه، أفادت وكالة “رويترز” بأن إيران اشتكت للأمم المتحدة من تصريحات ترامب “المتهورة والعدوانية”.

وجاء في الرسالة الإيرانية أن “تصريحات ترامب انتهاك صارخ للقانون الدولي والمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة”.

وأضافت: “من المؤسف والمقلق جدا استخدام أمريكا القوة العسكرية أداة أساسية للإكراه لتحقيق أهداف سياسية وجيوسياسية”.

وحذرت الرسالة من أن “طهران سترد بسرعة وحزم على أي عمل عدواني أو هجوم من أمريكا أو إسرائيل على سيادتها أو سلامة أراضيها أو مصالحها الوطنية”.

من جانبه، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إن طهران ستضرب قواعد الولايات المتحدة و حلفائها في المنطقة إذا مضت واشنطن ونفذت تهديدها بتحميل إيران تداعيات عسكرية ما لم يتم التوصل لاتفاق نووي جديد.

وذكر قاليباف: “إذا تعرض الأمريكيون لحرمة إيران فسيكون ذلك مثل شرارة في مستودع بارود قد تفجر المنطقة بأكملها”. وقال قاليباف في كلمة ألقاها على الهواء مباشرة خلال يوم القدس السنوي الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان “في ذلك الوقت، لن تكون قواعدهم وقواعد حلفائهم في مأمن”.

ووصف خامنئي رسالة ترامب بالخادعة، وصرح وزير الخارجية عباس عراقجي بأن المحادثات ستكون مستحيلة ما لم تغير واشنطن سياسة “أقصى الضغوط”. وأضاف عراقجي أن إيران درست رسالة ترامب بدقة وأرسلت “ردا مناسبا” عبر سلطنة عمان.

ومن جهته، قال مساعد المكتب السياسي بالجيش الإيراني إن التهديدات الأمريكية “هدفها إجبار طهران على التفاوض وتقديم تنازلات غير قانونية”، مؤكدا أن التفاوض تحت العقوبات والضغط والتهديد “غير مقبول ولن يحقق أهداف واشنطن”.

 

قاعدة دييغو غارسيا

حذرت إيران من أنها ستستهدف جزر تشاغوس التي تضم قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية -البريطانية إذا شنت الولايات المتحدة هجوما على أراضيها، في حين أدانت بريطانيا هذا التهديد.

ونقلت صحيفة “تلغراف” عن مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى قوله إن طهران ستضرب القاعدة البحرية الأمريكية-البريطانية دييغو غارسيا ردا على أي هجوم أمريكي.

وأضاف المسؤول الإيراني أنه لن يكون هناك تمييز بين القوات البريطانية أو الأمريكية إذا تعرضت إيران لهجوم انطلاقا من أي قاعدة في المنطقة أو ضمن مدى الصواريخ الإيرانية، حسب الصحيفة البريطانية.

وفي المقابل، أكد متحدث باسم الحكومة البريطانية على أهمية القاعدة التي تقع وسط المحيط الهندي، لأمن بريطانيا والولايات المتحدة، مشددا على إدانة لندن لهذه التهديدات واستمرارها في العمل مع الشركاء لتشجيع خفض التصعيد.

وتقع قاعدة دييغو غارسيا في جزيرة مرجان، وهي أكبر جزر أرخبيل تشاغوس، حيث قامت بريطانيا بتأجيرها لحليفتها الولايات المتحدة، عام 1966، لمدة 50 عاما.

وفور استئجارها، باشرت الولايات المتحدة بأعمال إنشاء قاعدة بحرية وجوية في الجزيرة، بعد إجبارها أهالي المنطقة على مغادرة منازلهم، ما بين عامي 1967 و1973، كما أغلقت أبواب الجزيرة في وجه السياح ووسائل الإعلام.

وتم تدشين القاعدة عام 1977، حيث تضم مدرجا بطول 3600 متر لطائرات الشحن العسكري، فضلا عن ميناء بحري بإمكانه استيعاب حاملتي طائرات في الوقت ذاته.

كما مددت بريطانيا تأجير الجزيرة للولايات المتحدة لمدة 20 عاما إضافية اعتبارا من عام 2016.

ووفقا للصحيفة، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية وصول ما لا يقل عن 3 قاذفات من طراز “بي-2 سبيريت”، المعروفة أيضا باسم “القاذفة الشبح”، إلى القاعدة هذا الأسبوع.

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، فقد أكد عراقجي أن طهران لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة تحت التهديد والضغط العسكري، لكن المحادثات غير المباشرة التي عقدت في السابق قد تستمر.

ولفت الوزير الإيراني إلى أن طهران أجرت محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في عهد الرئيسين السابقين حسن روحاني وإبراهيم رئيسي.

 

احتجاز ناقلتي نفط أجنبيتين

أعلن قائد المنطقة الثانية للبحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، “ضبط” ناقلتي نفط أجنبيتين في الخليج قال إنهما كانتا تهربان 3 ملايين لتر من الوقود.

 

ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، عن العميد حيدر هنريان، قوله إنه “خلال عملية بحرية، تم ضبط ناقلتي نفط أجنبيتين، هما ستار1 وفينتيج، تعملان ضمن شبكات تهريب الوقود في المياه المركزية للخليج”.

وأوضح أن “هاتين الناقلتين وعلى متنهما 25 فردا من الطاقم كانتا متورطتين في تهريب منظم للوقود في المياه الوسطى للخليج، وكانتا تحملان ما يزيد على ثلاثة ملايين لتر من وقود الديزل المهرب”.

ولم يتضح بعد في بادئ الأمر العلم الذي كانت ترفعه ناقلتا النفط، ولم يوضح المتحدث من أين وإلى أين كانتا تهربان الوقود.

وهدد كبار قادة البحرية الإيرانية مرارا وتكرارا في الأشهر الأخيرة بإغلاق طريق الشحن المهم في الخليج وسط تصاعد التوترات العسكرية.

واتهمت الولايات المتحدة البحرية الإيرانية بتعطيل الشحن التجاري في مضيق هرمز وخليج عمان، اللذين يربطان الخليج قبالة سواحل إيران بالمحيط الهندي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى