شوف تشوف

الافتتاحيةالدوليةالرئيسيةسياسية

رسالة لإيطاليا

 

انتهت أشغال قمة «إيطاليا- إفريقيا.. جسر للنمو المشترك»، وذلك بمشاركة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ممثلا للملك محمد السادس، لكن مهما كانت مخرجات القمة حول المواضيع التي تدارستها، فإنها لن تتجاوز سوء الفهم والريبة اللذين يسودان العلاقات بين المغرب وإيطاليا في ما يتعلق بقضية وحدتنا الترابية، وبالتالي لن يكون هناك أثر كبير للتواجد الإيطالي في القارة السمراء وبابها المغرب يغلق أبوابه.

ما يطالب به المغرب إيطاليا ليس مستحيلا، هو يطالب فقط بأن تكون سلطات روما واضحة في موقفها من قضية الصحراء المغربية كما فعلت عدد من الدول الأوروبية، في مقدمتها إسبانيا التي ينبغي أن يكون موقفها بوصلة لكل الدول في القارة العجوز نظرا لما تتوفر عليه من دراية بالملف وعمقه التاريخي وتداعياته الجيواستراتيجية.

ما يؤاخذ على السلطات في روما، سيما مع صعود اليمين الشعبوي لجورجيا ميلوني، أنها تريد الزبدة وثمن الزبدة، تريد غاز الجزائر في الشتاء للتدفئة وتقايض موقفها على أساسه وفي الوقت نفسه تريد من المغرب فتح أبوابه الاستثمارية المغرية بالصيف مقابل تصريحات غامضة لا يتجاوز أثرها الذبذبات الصوتية.

ما ينبغي أن يفهمه قادة قصر كويرينالي أن المملكة لم تعد كما كانت، حسب تعبير وزير الخارجية ناصر بوريطة، وعلى إيطاليا أن تدرك ذلك، وألا تتعامل مع المغرب، كما تتعامل مع ليبيا، كحديقة خلفية لروما، يمكن التحكم فيه وقتما دعت الضرورة لذلك، طبقا لمصالحها الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية في المنطقة.

لذلك سيظل المغرب يتعامل مع إيطاليا بحذر شديد إلى غاية خروجها من منطقة الراحة من أجل بناء شراكات واضحة بعيدا عن العلاقات المتذبذبة التي تجعل مستقبل إيطاليا بإفريقيا صعبا.

اليوم على إيطاليا أن تدرك أن المغرب تعب من الدول التي تلعب على الحبلين أو تدخل في متاهات لَيِّ ذراع بلدنا بقضية وحدته الترابية، وأن بلادنا لها القناعة الراسخة بأنها لن تتعامل مع أي دولة تجعل من الصحراء المغربية ملفا احتياطيا يمكن استخراجه ونفض الغبار عنه كلما دعت مصلحتها لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى