
لماذا اخترت التخصص الرياضي الأصعب؟
الفضل يرجع للمؤطر صوصي العلوي، الذي اشتهر بالتخصص في سباقات الموانع، وهو الذي شجعني على هذا الاختيار. في المنتخب سبقني بولامي وصهير والخطابي ويربا. إن أصعب سباق في العالم هو 3000 متر موانع، قالها سيباستيان كو ولم يقلها بوعويش، لأنه يتطلب عدة عناصر حركية وذات طبيعة بدنية، مثل القدرة على التحمل وخفة الحركة والجرأة، بالإضافة إلى التفكير في كيفية أداء المهارة. سباق الموانع سباق عقبات في ألعاب القوى، حيث تم اشتقاق أسم السباق من سباق الخيل.
كيف بدأت علاقتك بالمنتخب الوطني لألعاب القوى؟
بدأت علاقتي، كما أشرت، بعد تألقي في الألعاب المدرسية على مستوى نيابة الخميسات، ومنها إلى الفريق الزموري الذي مكنني من المشاركة في العديد من المسابقات الوطنية وكانت تتابعها أطر تقنية تابعة للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى. من هنا كانت البداية، فوجدت نفسي في منتخب الأمل أو المنتخب الرديف حيث كنا نقيم معسكرا شبه دائم في مركز الرياضات المنظر الجميل بأكدال التابع لوزارة الرياضة، وكانت معي في هذا المعسكر شقيقتي العداءة حادة، لكن، للأسف، فوجئنا ذات ليلة بقرار إفراغ الفضاء لأسباب أجهلها وتم تسريح الأبطال الواعدين وإرجاعهم إلى فرقهم، ومنهم من قطع صلته بألعاب القوى. هنا امتدت إلي يد الحرس الملكي الذي ضمني إلى صفوفه إلى جانب عدائين آخرين، وانطلقت في مسيرتي بعد ضمان وظيفة في مؤسسة عسكرية.
لماذا كنت ترفض لعب دور أرنب سباق في بعض الملتقيات؟
لم أكن أرفض لعب دور أرنب سباق في الملتقيات الدولية، حين يتعلق الأمر بعداء مغربي يسعى إلى الظفر بلقب للمملكة المغربية وليس من أجل جائزة ذاتية تخصه هو وحده، لكني، بالمقابل، رفضت عروضا للعب دور أرنب سباق، مرات عديدة، حين يتعلق الأمر بجر عداء أجنبي كما حصل لي في أحد الملتقيات مع عداء سعودي عرض علي مبلغا ماليا قدره 50 ألف دولار مقابل التحول إلى أرنب يساعده على تحقيق رقم قياسي. لقد أحضر لي العداء السعودي حقيبة فيها 25 ألف دولار وقال لي إنه في حال تحقيق الهدف المطلوب سيضاعف الحصة المالية، غير أني رفضت وقلت إنني لن أكون أرنب سباق إلا من أجل إنجاز لوطني. لكن، بالمقابل، حين كنت في حاجة لأرنب سباق مغربي يجرني لتحقيق إنجاز لبلدي رفض عداء مغربي طلبي وقال لي إنه يحلم بميدالية وأنه في حاجة لتحسين وضعه المالي، فلا هو ظفر بالمال ولا أنا حققت الرقم المرغوب ولا الوطن استفاد. حصل هذا في ملتقى لألعاب القوى بمدينة لشبونة البرتغالية.
اللجوء لأرنب سباق كان بمقابل مادي..
أرنب السباق قديم التداول في منافسات ألعاب القوى، قبل أن ينتقل إلى مجالات أخرى من قبيل السياسة، ففي الانتخابات، مثلا، تظهر أرانب سباق في لعبة تتطلب الكثير من الدهاء. بالنسبة لأم الألعاب أكدت تجارب علمية أن وجود أرنب سباق أو عداء وهمي يزيد من السرعة بنسبة مهمة وبالتالي يتحسن الرقم الشخصي للعداء وللسباق. لهذا يستعين منظمو الملتقيات الكبرى بأرانب سباق لرفع الوتيرة وتحطيم أرقام قياسية.
متى بدأت أولى خيوط التوتر مع المسؤولين؟
بدأت معاناتي مع القائمين على الرياضة في ولاية فلوريدا الأمريكية سنة 1997، حين شاركت ضمن المنتخب العسكري المغربي في البطولة العسكرية العالمية. فبعد انتهاء المنافسات خرجت لقضاء سهرة خارج الفندق مع صديقات أمريكيات في مدينة ميامي، وحين كنا ننهي السهرة خارج الملهى توقفت دورية أمنية وطلب مني رجل أمن أوراق هويتي فقلت له إنني عداء مغربي مشارك في تظاهرة رياضية بالولاية نفسها وكشفت له عن «بادج» كان في حوزتي، إلا أنه أصر على تفحص جواز سفري الذي لم يكن معي، وأكدت له أن رئيس الوفد المغربي يحتفظ بجميع جوازات سفر العدائين والعداءات فاستغرب وقرر أن ترافقني الدورية إلى الفندق الذي تقيم فيه البعثة المغربية للتأكد من كلامي. كانت الساعة، حينها، في حدود الرابعة صباحا، كنت أعرف أن رجال الدورية سيخلقون هلعا في فندق المنتخب لكنهم أصروا على تفحص جواز سفري مهما كان التوقيت. في الفندق تم الاتصال هاتفيا بغرفة رئيس الوفد وطلب منه النزول فورا للبهو من أجل توضيحات حول أقوالي، وفعلا أكد لهم وجود جواز سفر كل العدائين معه في غرفته، فغضب منه رئيس الدورية وقال له: «أنت تخرق القانون باحتفاظك بوثائق تخص أشخاصا آخرين، بإمكاني اعتقالك إذا لم تسلم كل فرد جوازه، أنت وافد على الولايات المتحدة الأمريكية ولست رئيسا لأن الرئيس هنا هو كلينتون». وعد المسؤول عن الوفد المغربي بإرجاع الجوازات لأصحابها وبرر سبب احتفاظه بها بخوفه من «لحريك»، وهو مبرر أغضب الدورية التي حذرته من هذا السلوك الذي يتنافى وحقوق الإنسان.
كيف كان رد فعل رئيس الوفد تجاهك؟
طبعا غضب مني لأنني كنت السبب في ما حصل، خاصة وأن رجال الأمن داهموه في ساعة مبكرة من الصباح. لكن المهم أنه، في اليوم الموالي، عقد اجتماعا بمقر الفندق ووزع علينا جوازات سفرنا.
هل تعرضت لعقوبات إدارية بعد عودتك للمغرب؟
فعلا بدأت المتاعب منذ تلك الواقعة التي كانت مجرد تصحيح لوضعية خاطئة حين يحتفظ رئيس البعثة بجوازاتنا وكأننا قاصرون. أكيد كتب تقريرا حولي وضع عند القائم على الرياضة العسكرية، ولفقت لي اتهامات غريبة، من قبيل إحداث فوضى في الطائرة أثناء العودة من أمريكا.





