أسرت مصادر جد مطلعة أن فرقة مكافحة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، أحالت، أول أمس السبت، مدير شركة من مواليد 1998 على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، على خلفية اتهامه بارتكاب جنايات خطيرة متعلقة بالنصب وابتزاز الطلبة المغاربة بأوكرانيا، وقد أحاله الوكيل العام للملك على قاضي التحقيق، ملتمسا منه إخضاعه في وضعية اعتقال لتحقيقات تفصيلية حول التهم الخطيرة المنسوبة إليه، قبل أن يقرر هذا الأخير إيداعه المركب السجني العرجات من أجل محاكمته بتهمة تكوين عصابة إجرامية متخصصة في الاتجار الدولي في البشر والنصب والاحتيال والابتزاز والاغتصاب.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن المتهم المنحدر من مدينة الرباط كان موضوع مذكرات بحث وطنية ودولية، وجرى اعتقاله بدولة رومانيا وترحيله إلى المغرب، صباح الثلاثاء الماضي، حيث تسلمته السلطات الأمنية المغربية بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء ووضعته رهن الحراسة النظرية لمدة 72 ساعة، من أجل إخضاعه للتحريات التمهيدية حول التهم الموجهة اليه.
وأفادت مصادر «الأخبار» بأن المتهم الثلاثيني الذي يملك شركة دولية ويقطن بفيلا بحي أكدال واستقر قبل سنوات بأوكرانيا، كان موضوع شكايات عديدة من طرف عائلات مغربية، حول تعرضها لابتزازات متكررة، بعد النصب والاحتيال على أبنائها المتمدرسين بجامعات أوكرانيا.
وتؤكد المعطيات الأولية التي حصلت عليها «الأخبار» أن المتهم متورط في استهداف العشرات من الطلبة المغاربة الراغبين في متابعة الدراسة بجامعات ومعاهد أوكرانيا ورومانيا، حيث يقدم لهم عروضا مغرية، عبر شركته المتخصصة في الوساطة والتوجيه، قبل أن يحكم قبضته عليهم مباشرة بعد وصولهم لدولة أوكرانيا، من خلال توريطهم في قضايا ومشاكل إجرامية خطيرة، بتنسيق مع شبكات محلية، قبل إخضاع أسرهم لعمليات ابتزاز، تنتهي بإرغامها على دفع ملايين السنتيمات من أجل تحرير وإنقاذ أبنائهم من مشاكل وجرائم مفتعلة قد تكلفهم عقوبات سجنية كبيرة وضياع مستقبلهم الدراسي.
وتفيد معلومات إضافية حول الملف بأن المتهم الثلاثيني تورط في تعريض طالبة مغربية لجريمة اغتصاب، حيث يرجح أن استدراجها لهذه الجريمة جاء بعد ابتزازها هي وعائلتها بالمغرب.
وفي انتظار تأكيد صحة هذه المعطيات من عدمها، لم تستبعد مصادر «الأخبار» أن يتم استدعاء الأسر المشتكية بالتزامن مع إجراء التحقيقات التفصيلية، كما رجحت المصادر أن تكشف التحريات المنجزة من طرف قاضي التحقيق تورط مدير الشركة المتهم في ارتكاب عمليات إجرامية أخرى، خلال أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، التي عرفت تسجيل شكايات عديدة من طرف الأسر المغربية، بعد تعرضها للابتزاز والنصب من أجل ترحيل أبنائها من أوكرانيا إلى المغرب أو دول مجاورة، حيث تداولت أسر مغربية عديدة، بالتزامن مع اندلاع الحرب، أخبارا مرفوقة بشكايات حول دبلوماسي مزور برتبة قنصل سطا على الملايين تحت طائلة ترحيل الطلبة المغاربة بسبب الحرب، وتسجيلهم بجامعات أوروبية، وهو الأمر الذي لم يحصل وفق شهادات بعض الآباء والطلبة الضحايا.
