
خالد الجزولي
حجز المنتخب الوطني الرديف لكرة القدم مقعدا له في المباراة النهائية للنسخة 11 من كأس العرب «قطر 2025»، عقب فوزه على منتخب الإمارات بثلاثية دون رد، في المواجهة التي احتضنها ملعب «ستاد خليفة الدولي» بالريان، عشية أول أمس الاثنين، برسم نصف نهائي البطولة العربية.
وبادر «الأسود» إلى افتتاح باب التسجيل عبر المهاجم كريم البركاوي في الدقيقة 28، حيث أظهر المدرب طارق السكتيوي نواياه الهجومية، من خلال الضغط الذي فرضته العناصر الوطنية على دفاعات المنتخب الإماراتي، واستغلال الأظهرة لتحقيق هجوم أقوى بكثافة عددية مع تواجد المدافع محمد بولكسوت في الجهة اليمنى وحمزة الموساوي في الجهة اليسرى، من حيث جاءت تمريرة الهدف الأول.
وتألق محمد ربيع حريمات في خط الوسط، ومنح التوازن لكل خطوط «الأسود»، من حيث البناء واسترجاع الكرات بمعية زميله أنس باش، فيما ظل المهاجم وليد أزارو يناوش في خط الهجوم، حيث أقلق جديا قلب دفاع المنتخب الإماراتي، بل نجح في الكثير من الأحيان في استرجاع الكرات ومساعدة خط وسط المنتخب المغربي. وشكل التقدم في النتيجة نوعا من الارتياح لدى المجموعة الوطنية، وساعد الأمر اللاعبين على تدبير النزال بشكل أكثر تركيزا، عكس المنتخب الإماراتي، الذي ظل يبحث عن المرتدات السريعة لمباغتة المنتخب المغربي بهدف مفاجئ، إلا أنه فشل في تحقيق ذلك أمام تألق كل لاعبي المنتخب الوطني.
الربع الأخير من عمر المواجهة سجل انتفاضة قوية لـ«الأسود»، في ظل التغييرات التي أقدم عليها الناخب الوطني، بعدما عزز خطي الوسط والهجوم، حيث أضاف البديل أشرف المهديوي الهدف الثاني في الدقيقة 83، قبل أن يضاعف زميله، المهاجم البديل عبد الرزاق حمد الله النتيجة، واضعا بذلك حدا لكل آمال لاعبي المنتخب الإماراتي في تقليص النتيجة أو إدراك التعادل، خاصة مع اقتراب صافرة نهاية المواجهة.
هذا وسيكون المنتخب الوطني الرديف على موعد مع مباراة نهائية قوية بنكهة مغربية، عندما يلاقي منتخب الأردن بقيادة الإطار الوطني جمال سلامي، الذي تغلب على منتخب السعودية في نصف النهائي الثاني، الذي جمع بينهما، مساء أول أمس الاثنين، بملعب «البيت». وستجرى المباراة النهائية، عشية غد الخميس، على أرضية ملعب «لوسيل» بالدوحة، بحثا عن اللقب العربي الثاني لفائدة «الأسود»، بعدما فازوا بنسخة 2012 تحت قيادة المدرب البلجيكي إيريك غيرتيس.
طارق السكتيوي
أعرب طارق السكتيوي، مدرب المنتخب المغربي الرديف لكرة القدم، عن سعادته الغامرة بالتأهل إلى نهائي بطولة كأس العرب، عقب الانتصار المقنع على المنتخب الإماراتي بثلاثة أهداف دون رد، في المباراة التي أقيمت، عشية أول أمس الاثنين، على أرضية ملعب خليفة الدولي، برسم نصف نهائي البطولة العربية.
واعتبر السكتيوي بلوغ «الأسود» المباراة النهائية، ثمرة عمل جماعي متواصل، قوامه التواضع والانضباط وحب الوطن، مثلت القيم التي ميزت أداء لاعبيه طيلة مسار البطولة العربية، وقال في تصريح إعلامي: «شكر خاص لجميع اللاعبين على انضباطهم التكتيكي، وروحهم القتالية العالية، وإحساسهم الكبير بالمسؤولية تجاه القميص الوطني، لقد حافظوا على انضباطهم بشكل كبير، نفذوا كل التعليمات، وأظهروا قوة شخصيتهم من أجل بلوغ المباراة النهائية».
وأبرز الناخب الوطني أهمية حسن قراءة المباراة والتدخلات التقنية في الوقت المناسب، واعتبرها عاملا حاسما في ترجيح كفة المنتخب المغربي، مشيرا إلى أن التغييرات التي أُجراها، أثمرت عن أهداف حاسمة أنهت المواجهة، وضمنت بطاقة العبور إلى النهائي.
وختم طارق السكتيوي حديثه بالتأكيد على أهمية البعد الإنساني في عمله، مشيرا إلى تفهمه للضغوط التي يعيشها اللاعبون، وسعيه الدائم إلى خلق أجواء قائمة على الثقة والاحترام، وهو ما انعكس إيجابا على الأداء الجماعي، وقاد المنتخب الوطني الرديف إلى بلوغ المشهد الختامي للبطولة، حيث قال: «أشعر بمعاناة اللاعبين والضغوط التي يمرون بها، لقد كنت لاعبا في السابق لمدة 15 عاما، وأتفهم الأمر جيدا، وأحاول دائما أن أكون قريبا منهم، وأن أمنحهم الاحترام والحب الذي يستحقونه».
أولاريو كوزمين مدرب منتخب الإمارات
عبر الروماني «أولاريو كوزمين»، مدرب منتخب الإمارات لكرة القدم، عن حسرته بعد إقصاء فريقه من نصف نهائي كأس العرب، إثر الهزيمة أمام المنتخب المغربي بثلاثة أهداف دون رد، معتبرا أن نتيجة المباراة لم تعكس حقيقة المواجهة والفارق الحقيقي بين المنتخبين.
وأوضح مدرب «الأبيض» الإماراتي في الندوة الصحفية، التي تلت مباراة نصف نهائي البطولة العربية، أن مجموعته قدمت مردودا مميزا، خاصة خلال الشوط الثاني، حيث فرضت سيطرتها وخلقت مجموعة من الفرص سانحة للتسجيل، إلا أن الحظ لم يكن حليف لاعبيه بعدما اصطدمت محاولاتهم بالقائم، في وقت حسم فيه المنتخب المغربي المواجهة باستغلال محدود لفرصه في الدقائق الأخيرة.
وأبرز الروماني «كوزمين» في حديثه أن بداية المباراة كانت إيجابية من جانب لاعبي الإمارات، بعدما خلقوا عددا من فرص التسجيل بشكل مبكر، قبل أن يتأثروا ذهنيا بعد الهدف الأول للمغرب، وتابع: «رغم ذلك، حاول اللاعبون العودة في الشوط الثاني من خلال الضغط بقوة، إلا أن الفعالية الهجومية غابت عنهم، بينما نجح المنافس في إضافة هدفين من محاولات قليلة على المرمى».
وأكد المدرب الروماني أن المنتخب المغربي يتميز بالانضباط والتنظيم والخبرة، خاصة بعد إشراك لاعبين ذوي تجربة كبيرة، ما سمح له بحسم المباراة في لحظاتها الأخيرة، مشيرا في الوقت ذاته إلى تأثير الإرهاق على لاعبيه، وتسببه في تراجع التركيز لدى البعض منهم، نتيجة المجهود الكبير المبذول في مواجهة الجزائر، التي امتدت إلى 120 دقيقة، قبل ثلاثة أيام فقط.
كريم البركاوي
تعد مباراة نهائي كأس العرب “قطر 2025″، المقرر أن تجرى بين المنتخبين المغربي والأردني، بعد غد الخميس، معركة للسباق نحو التتويج بلقب هداف النسخة 11 من البطولة العربية، وستجمع بين المغربي كريم البركاوي صاحب ثلاثة أهداف والمتصدر الأردني علي علوان بمجموع أربعة أهداف.
ويبتعد المهاجم المغربي البركاوي بفارق هدف واحد عن المهاجم الأردني، بعدما أثبت المهاجم السابق لفريق حسنية أكادير مجدداً حسمه في مباراة نصف النهائي أمام منتخب الإمارات، إلا أن المهمة لن تكون سهلة أمامه، بتواجد محمد كنو لاعب وسط منتخب السعودية، صاحب ثلاثة أهداف، وقد يزيد من رصيده في مباراة تحديد المركز الثالث أمام منتخب الإمارات، بينما فقد الجزائري عادل بولبينة كل خطوظه في رفع رصيده من الأهداف إلى أكثر من ثلاثة، بعدما أقصي منتخب بلاده في دور الربع أمام الإمارات.
تيسودالي يصر على خوض النهائي
يسارع طارق تيسودالي مهاجم المنتخب الوطني الرديف، الزمن ليكون جاهزا معافى قبل نهائي كأس العرب المقامة بقطر، بعدما تعذر عليه خوض مباراة نصف النهائي أمام المنتخب الإماراتي بداعي الإصابة، التي تعرض لها على مستوى الرأس، وقد استعمل طارق السكتيوي ورقة جاهزية المهاجم تيسودالي قبل المواجهة الماضية، لتمويه المنتخب الإماراتي، إلا أنه فضل عدم ضمه حتى في لائحة المباراة، وذلك لمنحه الوقت الكافي للتعافي، قبل العودة بقوة لتعزيز خط هجوم المنتخب الوطني.
ويأمل المهاجم تيسودالي في التواجد بملعب نهائي كأس العرب، لاسيما وأنه قدم مردودا جيدا خلال مشاركاته مع المنتخب الوطني الرديف، إلا أن الأمر يبدو صعبا بشكل مشاركته كأساسي أمام العودة القوية لكل من وليد أزارو وعبد الرزاق حمد الله، قياسا على ما قدماه في مباراة الإمارات الأخيرة.
الأردن سلامي : سعيد بمواجهة السكتيوي
عبر جمال سلامي مدرب منتخب الأردن، عن سعادته بعد قيادة “النشامى” للتأهل إلى نهائي كأس العرب، لمواجهة المنتخب المغربي، مشيرا إلى أن مجموعته بلغت المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق.
كما تحدث سلامي في تصريح إعلامي، عن علاقته الشخصية المتميزة مع الفرنسي “هيرفي رونار” مدرب السعودية، وقال: “كرة القدم قد تفرض منافسة على أرض الملعب، لكن الروابط الإنسانية والصداقة تبقى أقوى وأدوم من أي نتيجة”، كما عبّر سلامي عن سعادته بملاقاة مواطنه طارق السكتيوي مدرب المنتخب المغربي في نهائي كأس العرب، وقال: “المباراة المقبلة أمام المغرب ستكون بمشاعر خاصة وأجواء أخرى”، وتابع: “ما يزال أمام الأردن خطوة واحدة لتحقيق اللقب، أتمنى أن يواصل اللاعبون نفس الروح والقتالية في النهائي ضد المنتخب المغربي، وفخور جدا بالعمل مع هذه المجموعة المميزة من اللاعبين”.





