
علمت «الأخبار» أن السلطات المحلية والإقليمية، بعمالة سيدي سليمان، باتت تواجه صعوبات كبيرة في التفاعل مع المراسلة الواردة على مصالح عمالة سيدي سليمان، من طرف وزارة الداخلية، بشأن ضرورة التعاطي مع ظاهرة انتشار الكلاب الضالة.
وأكدت مصادر الجريدة أن فشل المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان، الذي يدبر شؤونه عبد الواحد خلوقي، في تنزيل مشروع إعداد فضاء لجمع الكلاب الضالة، الذي كان مقررا إنجازه داخل المطرح الإقليمي للنفايات المنزلية والمشابهة لها، الموجود على مستوى مدخل المدينة، دفع بالمسؤولين إلى الاستعانة بخدمات هواة القنص، الذين باشروا بداية الأسبوع الجاري، إلى جانب الجماعة الترابية، حملة لجمع الكلاب الضالة، والتخلص من تلك التي تظهر عليها علامات الإصابة بداء السعار.
وأضافت المصادر أن المواطنين، بعموم الجماعات الترابية بإقليم سيدي سليمان، باتوا يتخوفون من الانتشار الكبير للكلاب الضالة، التي أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للسكان، في غياب أي تدخل من المجالس الجماعية المعنية، وفي مقدمتها المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان، الذي تؤكد المصادر انشغال رئيسه (خلوقي) بصفقات «التوفنة»، مشيرة إلى أنه يتم تمريرها لفائدة رؤساء جماعات موالين له، في ظل الغموض الذي يلف مدى الالتزام بالمعايير التقنية للأشغال المنجزة، في وقت كان من المفروض أن يضع رئيس المجلس الإقليمي كافة آليات المجلس رهن إشارة السلطات المحلية والإقليمية والجماعات الترابية من أجل إنجاح عملية جمع الكلاب الضالة، بدل تسخير تلك المعدات لفائدة جمعيات مستفيدة من أموال برنامج أوراش، والتي عهد إليها بمهمة رش المبيدات بالمقابر (جماعة الصفافعة على سبيل المثال).
يشار إلى أن وزارة الداخلية كانت قد قررت، في وقت سابق، منع قتل الكلاب الضالة باستعمال الأسلحة النارية أو السم (مادة الاستركنين)، في سياق التفاعل مع ملاحظات فعاليات المجتمع المدني المهتمة بالرفق بالحيوان، على الصعيدين الوطني والدولي، في مقابل إصدار المصالح المعنية بوزارة الداخلية لتوجيهات تقضي باستعمال وسائل بديلة في محاربة الظاهرة، من قبيل جمعها بمراكز معالجة مؤقتة وإخضاعها لعمليات التلقيح والتعقيم، عبر عقد اتفاقيات في هذا الصدد مع هيئة الأطباء البيطريين، بهدف المشاركة في إخصاء الكلاب الضالة لمنع تكاثرها، وسط مطالب بتعزيز مكاتب حفظ الصحة بالجماعات الترابية بالتجهيزات الضرورية، بعدما رصدت وزارة الداخلية حوالي 70 مليون درهم من أجل اقتناء سيارات ومعدات لجمع ومحاربة الكلاب الضالة وداء السعار.