
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة عن موجة استياء وسخط واسعين تسود في صفوف سكان حي الأمان بمنطقة مسنانة بمدينة طنجة، عقب إقدام إحدى الشركات العقارية، قبل أسابيع، على تسييج فضاء عمومي مخصص لألعاب الأطفال، مجاور لملعب القرب رقم 80 بتجزئة الأمان، وذلك في خطوة وُصفت بأنها اعتداء على حق السكان في الولوج إلى المرافق العمومية.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن الفضاء الذي تم تسييجه أُحدث سنة 2017 في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكان يعد المتنفس الوحيد لأطفال وعائلات الحي، قبل أن تُقدم الشركة على وضع سياج حديدي يطوقه، ما أثار غضبا واسعا بين السكان، الذين رأوا في الخطوة مسا بحقوقهم وخرقا للمصلحة العامة، خاصة وأن الفضاءات الترفيهية والاجتماعية تُعتبر من بين الدعائم الأساسية لضمان جودة العيش بالمجال الحضري.
وتفاعلا مع هذه الواقعة، وجه فريق برلماني مساءلة إلى الجهات الحكومية المختصة، حول الإجراءات التي تعتزم المصالح الوزارية اتخاذها لحماية هذا الفضاء العمومي واسترجاعه لفائدة السكان، ناهيك عن مدى مراقبة هذه المصالح لاحترام الشركات العقارية لدفاتر التحملات، وضمان عدم الترامي على الملك العمومي تحت أي مبرر.
وفي السياق ذاته، طالب فاعلون محليون بضرورة التدخل العاجل لمنع تكرار مثل هذه الممارسات، التي تمس بشكل مباشر بحقوق المواطنين في التمتع بالمرافق العمومية ذات البعد الاجتماعي والتنموي، داعين إلى تعزيز مراقبة المشاريع السكنية، والحرص على ضمان انسجامها مع متطلبات العيش الكريم والعدالة المجالية داخل الأحياء.
للإشارة، فإن السلطات الإدارية والمختصة في التعمير بمختلف مقاطعات طنجة تلقت تعليمات صارمة بالتعامل بحزم مع عمليات الترامي المفترضة على بعض المساحات الخضراء، أو اقتطاع أجزاء منها، وضرورة إنجاز تقارير ميدانية ورفعها إلى السلطات الولائية المختصة، للحزم مع كل المتلاعبين في مثل هذه المسائل، بعد ورود شكايات حول وجود أشخاص تراموا على مناطق خضراء لإقامة مشاريع عقارية، ضاربين بذلك كل مجهودات الدولة في الصفر حول القضاء على تشويه تصاميم التهيئة.
إذ إن هؤلاء المتلاعبين غالبا ما يقومون بوضع الأتربة والردم فوق هذه المساحات، بعد طمرها ليلا، استعدادا لتحويلها إلى تجزئات عقارية في غفلة عن السلطات المختصة، وكان آخرها قيام أحد المقاولين بأحد أحياء المدينة بتسييج مساحة خضراء، بدعوى إبعاد الأطفال عن منطقة البناء، لكن تحرك السلطات الوصية دفع به إلى إزالة هذا السياج.
للإشارة، فإنه تم في وقت سابق التأكيد خلال اجتماع لجنة الاستثناءات في التعمير بولاية جهة طنجة، على ضرورة التعامل بصرامة مع هذا الموضوع، حيث سبق أن حذرت السلطات المختصة من المساس بتصميم التهيئة.