شوف تشوف

الرأيالرئيسية

صفعة معلم

اشترطت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فتح المجال الجوي الجزائري لطائرة المنتخب المغربي المشارك في بطولة إفريقيا للمحليين، عبر رحلة مباشرة من الرباط إلى قسنطينة، وطالبت الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بتعزيز شروط الضيافة وإلزام الجارة الشرقية باحترام بنود دفتر التحملات لاستضافة البطولات الإفريقية في ما يخص تسهيل ظروف تنقل واستضافة المنتخبات المشاركة.

قال فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، «في حال رفض الاتحاد الجزائري هذا المقترح، فإن المنتخب المغربي سيعتذر عن المشاركة»، ومريضنا ما عندو باس.

تفرض شروط الضيافة تسهيل مهمة الضيف، في تنقله في استقباله في إيوائه في تنقلاته في تداريبه في مبارياته في العناية بمشجعيه وبصحافييه، لكن الفرق والمنتخبات المغربية التي قدر لها أن تشارك في تظاهرات بالجزائر، لازالت تحمل ذكرى سيئة عن ضيافة بطعم الاستفزاز.

لا يمكن لبعثة المنتخب الوطني المغربي أن تقضي ثماني ساعات جوا للوصول إلى الجزائر، وأن تتوقف في تونس لاستكمال رحلة لا تتطلب إلا ساعتين ونصف، إلا إذا كانت السادية قد وجدت في الرياضة مرتعا لها.

اعتذرت مصر وتونس عن المشاركة في هذه البطولة الإفريقية، وقال متحدث باسم أوغندا إن الإمكانيات المالية تحول دون المشاركة في هذا الحدث القاري، فجند نظام الجزائر صندوقه السري وأعلن نفسه كفيلا لمنتخب تنهكه الأسفار. أما الاتحاد الكاميروني فقد دق ناقوس الخطر حين قال رئيسه صامويل إيطو: «نعتذر عن المشاركة في دورة الجزائر لغياب الحماية اللازمة للبعثة الرياضية»، أما الحكم غاساما الغامبي فطلب من لجنة التحكيم إعفاءه من الصفير في ملاعب الجزائر كي لا يتعرض لمكروه.

شرط لقجع يكرس القول المأثور: «نكون أو لا نكون»، نشارك وفق ضوابط الضيافة دون أن يمسنا مكروه، لا أن تقضي أيامك في ممارسة لعبة القط والفأر مع منظمين يأتمرون بأوامر حكام الجزائر لا بضوابط الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

كلما ظهرت على منتخب إفريقي أعراض القلق، وتردد في المشاركة في دورة الجزائر، إلا وتحركت السفارات وشرعت في ترضية الخواطر، حتى لا تتعرض البطولة للفشل ويصبح العزوف شعارها.

سجلنا أهدافا كثيرة في مباريات خفية ضد الجزائر، جعلنا أسطورة كرة القدم العالمية دييغو مارادونا يلف جسده بالعلم المغربي، ويغني في الصحراء المغربية «لعيون عينيا» ويرقص على أنغام الطرب الحساني بعد أن يخلطه بقليل من الطانغو اللاتيني، وقف ريفالدو وجورج وياه (قبل أن يصبح رئيسا لليبيريا) وأبيدي بيلي وأبو تريكة وكثير من النجوم العالميين لتحية العلم الوطني وهم يرددون في كورال جماعي «منبت الأحرار».

بوجود جارة شرقية تخلط السياسة بالرياضة، وتمارس هواية بتر الخرائط للاستفزاز، كان لابد من قطع الطريق أمام مناورات الاتحاد الجزائري حين أبدى نواياه لمنح الكيان الانفصالي مقعدا في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وظل يعول على الجنوب إفريقي موتسيبي رئيس «كاف» لتنفيذ هذا المخطط.

لكن «لي فراس الجمل فراس الجمال»، فقد صادقت الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالإجماع، على مقترح مغربي متعلق برفض عضوية أي اتحاد كروي ينتمي لبلد غير معترف به من طرف منظمة الأمم المتحدة، كبلد مستقل.

أغلقت أبواب «كاف» على الكيانات الانفصالية، ولم يجد ممثل الجزائر بدا من التصويت على القرار، وحين عاد إلى بلاده تلقى قرار الإقالة، حاول الرجل أن يقنع حكامه مستندا إلى القوانين الأساسية للاتحادين الأوروبي والأمريكي الجنوبي لكرة القدم، لكن مبرراته كانت أشبه بصيحات في واد.

قال لي زميل صحافي جزائري مقيم في باريس، إن اعتذار المنتخب المغربي وعدم مشاركته في دورة الجزائر، في صالح الصحافة الرسمية، لأن أي انتصار للمغرب سيضعها في حرج. ويجعلها تكتفي بذكر المنتخب المهزوم بدل المنتصر.

حسن البصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى