حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

عالم لا يلتفت إلى الوراء

 

مقالات ذات صلة

 

يونس جنوحي

 

دائما ما كانت هناك علاقة بين أعضاء المنظمات الإنسانية، والتجسس لصالح الدول العظمى.. خصوصا عندما يتعلق الأمر بالزيارات التي تُركز على دول العالم الثالث..

لا يزال ملف الموقوفين الثمانية في بوركينا فاسو -ثلاثة منهم أوروبيون- ساخنا.. فبعد أن دخلوا البلاد على اعتبار أنهم أعضاء وفد تابع لمنظمة إنسانية تشتغل في مجال حماية العاملين في القطاع الإنساني، أوقفتهم السلطات ووجهت لهم تهمة التجسس والخيانة.

التوتر بين هذه المنظمة الإنسانية والسلطات في بوركينا فاسو، مر بمحطات سابقة.. مسلسل طويل من التوقيف والاتهامات. الصيف الماضي أوقف مدير المنظمة في بوركينا فاسو، وحُكم عليه بالسجن لثلاثة أشهر، بتهمة جمع معلومات حساسة بدون إذن أو عِلم السلطات.

والآن برز ملف الموقوفين الثمانية، بينهم فرنسي، وسيدة فرنسية تحمل أيضا الجنسية السنغالية، وناشط من التشيك، ومالي، والبقية محليون.

المكتب الرئيسي للمنظمة، والموجود في “لاهاي” الهولندية، ندد بتوقيف موظفيه.. لكن المجلس العسكري البوركينابي، لا تسحره طبيعة لاهاي ولا ربيعها..

الشتاء على الأبواب. لكن صقيعه لن يُعيد الدفء إلى العلاقات ما دامت تهم بهذا الثقل، تقيد أنشطة المنظمات الإنسانية.

عندما كانت وفود المنظمات الإنسانية تحل في دول أخرى، مثل العراق، قبل أكثر من عشرين سنة، اتضح لاحقا أن هناك جواسيس أمريكيين تسللوا إلى البلاد، في لوائح موظفي مؤسسات حقوقية دولية، ومؤسسات يفترض فيها الحفاظ على السلم..

بل حتى التقارير التي تم جمعها بخصوص توفر العراق على أسلحة نووية، اتضح لاحقا أنها كانت ملغومة، وتحمل “بصمات” الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن.

سخرية الأقدار جعلت المتقاعدين ممن شاركوا في حياكة المؤامرة، يعترفون أن اللجان لم تكن نزيهة دائما.. وأن الموظفين الذين كانوا يضعون القبعات والنظارات الشمسية وينزلون من الحافلات ويبتسمون لأطفال بغداد، كانوا في الحقيقة يقيسون “الضحية” لكي يحفروا لها حفرة مناسبة!

أما في إفريقيا، فقد فُجرت ملفات منذ تسعينيات القرن الماضي، فضحت وجود تجار الألماس بين أعضاء منظمات خيرية.. يوزعون الدقيق والزيت نهارا، وفي المساء يأخذون العينات لإرسالها جوا. عندما غادروا البلاد بأسابيع، جاء المنقبون عن الألماس والذهب وأبرموا الصفقات مع المتمردين على السلطة المركزية، وتفاوضوا معهم على بيع البلاد بالجُملة. الأداء نقدا، وفي بنوك سويسرا.

منذ أن بدأت الاكتشافات الأوروبية، قبل أكثر من أربعة قرون، والجواسيس يرتدون جُبة العلماء ورُعاة الأعمال الخيرية.

إفريقيا كانت دائما محط أطماع الشركات والحكومات. التهمة ليست جديدة. كما أن حقوقيين مُنعوا من ممارسة دورهم الإنساني، ووجهت لهم تهمة التجسس، وأسقطت لاحقا.

حتى أعضاء “أطباء بلا حدود” لم يسلموا من التهمة، وعومل الأطباء معاملة الجواسيس والمجرمين في أكثر من نقطة جغرافية حول العالم. وعندما هدأت الأوضاع، وزال غبار الصراع بين المدنيين والعسكريين حول السلطة، اتضح أن التُهمة كانت على المقاس، والهدف منها كان منع الأطباء من الوصول إلى الجرحى.

دول إفريقية كثيرة تمر بمرحلة مفصلية. الكونغو الديموقراطية حكمت بالإعدام غيابيا في حق الرئيس السابق للبلاد. ومالي تسببت في غضب الجزائر في نيويورك بسبب تصريحات رئيس الوزراء.

إحصائيات المصابين بأمراض القرن التاسع عشر، في عموم التراب الإفريقي الشاسع، لا تزال مقلقة.

عندما حل محمد علي كلاي في عز شهرته، في “الزايير” -اسمها الكونغو الديموقراطية حاليا- في أكتوبر 1974، وخاض النزال ليستعيد لقب بطل العالم في الوزن الثقيل.. رغم كل المجد الذي حققه في الولايات المتحدة، كان عليه أن يعود إلى بلاد أجداده لكي يستعيد مكانه في القمة. لقد قال كلاي يومها إن افريقيا أصل العالم ومدارته الأولى..

لكن مشكلة العالم -هذا ما لم يقله كلاي- أنه لا يلتفت نهائيا إلى الوراء.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى