شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةرياضةسياسية

عسكرة كرة القدم

 

حينما يتحول اللاعبون إلى جنود بسراويل قصيرة، والنادي والجامعة  إلى ثكنة عسكرية واللوائح الرياضية للكاف إلى أوامر عسكرية تكون النتيجة في نهاية المطاف هي احتجاز أقمصة فريق رياضي ذنبها الوحيد أنها تحمل خريطة بلد الفريق الضيف.

والحقيقة أن ما جرى في مطار الهواري بومدين من تطاول يتجاوز كل الخطوط الحمراء يؤكد حقيقة واحدة مفادها أننا أمام عسكرة الرياضة، وهو ما أسهم في تخريب الرياضة والفن والثقافة في الجارة الشرقية، فعسكرة كل شيء، يعني جعله أداة من أدوات تكريس شرعية النظام وضرب خصومه الإقليميين ونشر سمومه في المنطقة، وهي عسكرة تجعل من مقابلة عادية تستعمل فيها قواعد التنافس الرياضي معركة ضروس بدون احترام الفريق الخصم.

ومن المؤسف حقا أن العقلية العسكرية الجزائرية تتعامل مع فريق حل ضيفا على أرضها كما تتعامل مع العدو في الميدان أو على أقل تقدير الجندي عند عصيانه للأوامر.

فنظام الكابرنات يريد أن يجعل جميع الرياضيين الذين يحلون بدولتهم مجرد مدربين على الطاعة العمياء والحلول العنيفة، بينما الساحة الرياضية هي مكان لنبذ كل أشكال التعصب والتقارب والاحترام والتنافس الشريف.

إن عسكرة الرياضة من قِبَلِ نظام الكابرانات تمثل تعبيرا عن أزمة مركبة، سياسية اقتصادية اجتماعية ثقافية، يعيشها هذا النظام المفلس الذي يحاول بيع الوهم باختلاق توترات مفتعلة دائما ما يؤدي ثمنها غاليا وهو ما ستنتهي به قضية الاستفزازات التي تعرض لها فريق النهضة البركانية.

واليوم الكرة بملعب المؤسسات الرياضية الدولية والقارية، لتتخذ موقفا صارما من عسكرة الرياضة وتحويل لعبة كرة القدم إلى بديل لانتصارات سياسية مشتهاة، وعلى تلك المؤسسات أن توقف مهازل الجارة الشرقية أو تضع قواعد جديدة لتجنب اللقاء بفرقها إذا ما استمر العسكر في فرض سلطته على الملاعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى