
طانطان: محمد سليماني
ابتلع حوض ميناء الوطية بإقليم طانطان، زوال يوم الأربعاء الماضي، مركبا للصيد الساحلي، مباشرة بعد عودته إلى الميناء من رحلة صيد.
واستنادا إلى المعطيات، فإن مركبا للصيد الساحلي يحمل اسم «بولفضايل» تعرض للغرق بحوض ميناء الوطية بطانطان، بعد لحظات من وصوله إلى الميناء، ذلك أنه ما أن اقترب من الرصيف للرسو قصد إفراغ حمولته، حتى بدأ المركب في الغرق، ما دفع طاقمه إلى النزول والنجاة بأنفسهم.
وحسب مصادر مطلعة، فإن المركب الغارق عاد من رحلة صيد، غير أنه أثناء مساره نحو الرصيف للرسو، اصطدم بجسم غريب في عمق الحوض، ما أدى إلى حدوث ثقب في قاعه، حيث بدأت المياه تتسرب إليه، وما هي سوى لحظات قليلة، حتى بدأ المركب يغرق شيئا فشيئا، إلى أن اختفى كليا في عمق الحوض. واستنادا إلى المصادر، فإن المكان الذي اصطدم فيه المركب بجسم صلب، يرجح أن يكون بقايا مركب سبق أن غرق في المكان ذاته، ولم يتم التمكن من انتشاله، لصعوبة الأمر. ونظرا إلى خطورة المكان، فإن عددا من الربابنة يناورون خلال دخولهم إلى حوض الميناء، عبر تغيير المسار لتفادي المرور فوق مكان غرق مركب سابق. ويشكل بقاء المراكب الغارقة في عمق حوض الميناء خطرا على السلامة البحرية، وأيضا على البيئة.
واستنادا إلى المعلومات، فقد سبق أن تعرض مركب للصيد الساحلي بالخيط للغرق، وسط حوض ميناء طانطان، بعدما عاد بسرعة من رحلة للصيد، إلا أنه بعد وصوله إلى الميناء غرق بشكل كلي، دون أن يخلف الأمر أي خسائر في الأرواح. وحسب المعطيات، فإن هذا المركب الغارق كان في وضعية متدهورة جدا، وحالته الميكانيكية لا تسمح له بالإبحار، رغم أنه قبيل غرقه خضع لعمليات إصلاح، إلا أن حالته التقنية تفصح عن كونه لم يعد صالحا للإبحار. وخلال نهاية شهر دجنبر الماضي كذلك لقي ربان مركب للصيد الساحلي مصرعه، على إثر غرق مركب وسط حوض ميناء طانطان. وكان الربان المتوفى داخل المركب إثر غرق هذا الأخير وسط الميناء، رفقة ميكانيكي يعمل بالمركب ذاته، يواصلان العمل لإصلاح عطب مفاجئ به، غير أن قوة تسرب المياه إلى المركب حالت دون التمكن من إصلاح العطب، حيث بدأ المركب في الغرق، ليتمكن الميكانيكي من إنقاذ نفسه، بعدما قفز من المركب الغارق نحو مركب آخر راسٍ بالقرب منه، لينجو بنفسه، فيما ظل الربان عالقا وسطه، ولم يتمكن من الخروج، بسبب وضعيته الصعبة في تلك الأثناء.
ويتسبب غرق المراكب وسط حوض الميناء في مشاكل كثيرة ويثير مخاوف كبيرة، ذلك أن هذا الأمر يتسبب أحيانا في عرقلة حركة الملاحة البحرية، حيث إن المراكب والسفن تخشى أن يلتطم عمقها بهذه المراكب وببقاياها الموجودة في عمق المياه في الحوض، كما أن تسرب الزيوت والكازوال من هذه المراكب يتسبب في تلويث البيئة البحرية.
ويعيد تكرار حوادث غرق مراكب الصيد البحري بميناء طانطان وتعطل عدد منها داخل الحوض أسئلة عديدة حول فعالية الفحص التقني الدقيق لهذه المراكب، حيث إن بعضها في حالة ميكانيكية متدهورة جدا وغير صالح للإبحار بتاتا. ويعتمد الفحص التقني لقوارب ومراكب الصيد من قبل تقنيي شعبة الآلة على عمليات تفتيش دقيقة للمراكب من ناحية صلاحيتها للملاحة، وتوفر معدات السلامة الموجودة بها، والحالة الميكانيكية للمحرك.