محمد اليوبي
في خطوة أثارت الكثير من الانتقادات، أقدمت فدرالية اليسار، التي تضم حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي، على ترشيح شخص محكوم في قضية تتعلق بالعنف ضد النساء، ضمن لوائحها بمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط.
وحسب وثائق وأحكام تتوفر عليها «الأخبار»، فإن رشيد العدواني، المرشح ضمن لائحة فدرالية اليسار للانتخابات الجماعية بمقاطعة يعقوب المنصوب بالرباط، التي ستجرى غدا الأربعاء، سبق أن أدانته المحكمة ابتدائيا واستئنافيا بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة بمبلغ 500 درهم، وتعويضا ماديا لفائدة الضحية قدره 30 ألف درهم، وذلك بعد متابعته بالضرب والجرح في حق خطيبته، التي وضعت ملفها لدى جمعيات حقوقية، كما أبلغت قادة أحزاب فدرالية اليسار بملف هذا المرشح.
وأكد منطوق الحكم القضائي، أنه تبين للمحكمة من وقائع القضية ووثائق الملف أن المتهم قام فعلا بالمنسوب إليه وذلك استنادا لاعترافه التمهيدي بأنه قام بصفع المشتكية وتبادل الشد من الشعر معها من جهة، ولنوعية الاصابات الموصوفة بالشهادة الطبية والتي لا يمكن للإنسان أن يحدثها في حق نفسه ولا نسبتها لغير فاعلها من جهة أخرى، واستنادا لشهادة الشاهدة التي جاءت دقيقة وتطرقت لأدق الجزئيات واطمأنت لها المحكمة مما اقتنعت معه الأخيرة بثبوت المنسوب للمتهم، وقررت عقابه طبقا للقانون، وأوضحت المحكمة أن حالات الانفعال لا يمكن أن تكون مبررا لارتكاب الأفعال المجرمة كما لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعدم المسؤولية أو ينقصها، ونظرا لظروف المتهم الاجتماعية وانعدام سوابقه القضائية ولدرجة إجرامه، قررت المحكمة تمتيعه بظروف التخفيف القضائية والنزول عن الحد الأدنى للعقوبة المقررة قانونا وجعلها موقوفة التنفيذ.
ويستفاد من محاضر الشرطة القضائية بالرباط، والدرك الملكي بمركز مهدية بضواحي القنيطرة، أنه تم الاستماع إلى المشتكية المسماة «غ.ا.ز»، بمقتضى تعليمات النيابة العامة، وجاء في تصريحاتها أن المشتكى به كان خطيبها ولما أخبرته بأنها لم تعد ترغب في استمرار علاقة الخطوبة، لم يتقبل الأمر وأصبح يلاحقها أينما حلت، وفي أحد الأيام تهجم عليها بمقر عملها وعرضها للعنف والسب والشتم أمام الملأ وتسلمت شهادة طبية بها من العجز 30 يوما، كما اعتدى عليها مرة أخرى بشاطئ مهدية، ومواصلة في البحث تم الاستماع إلى شاهدة، صرحت أنها بينما كانت بمنزلها بشاطئ مهدية بالقنيطرة حوالي السادسة صباحا أثار انتباهها صراخ قادم من الخارج وعند تفقدها الأمر تبين لها أن المشتكى به يمسك بشعر المشتكية، وينهال عليها بالضرب والركل والصفع، ثم أسقطها أرضا وبصق عليها، وتلفظ بعبارات مخلة بالحياء، قبل أن يتدخل أحد الأشخاص كان برفقته وقام بتخليصها من قبضته، كما تم الاستماع لشاهدة أخرى، صرحت بدورها أنها في نفس اليوم، بينما كانت نائمة في بيتها أثار انتباهها ضجيج أمام المنزل، ولاستكشاف الأمر بدا لها شخص يعتدي على المشتكية بالضرب ويمسكها من شعرها ويقوم بجرها أرضا.