
النعمان اليعلاوي
وجه فلاحو عدد من المناطق بإقليم زاكورة نداءات استغاثة للسلطات المحلية والإقليمية، مطالبين بتعويضات عاجلة بعد العاصفة الرعدية العنيفة التي اجتاحت الإقليم مساء الخميس 1 ماي الجاري، والتي خلّفت خسائر واسعة في المزروعات والبنيات الفلاحية الأساسية، وسط تجاهل رسمي للوضع الكارثي الذي يعيشه السكان، حسبهم.
وبحسب معطيات توصلت بها جريدة “الأخبار”، فإن جمعيات فلاحية وتنموية وجهت مراسلات رسمية إلى عامل الإقليم، دعت فيها إلى ضرورة التدخل الفوري وتفعيل لجان الإغاثة لتقييم حجم الأضرار، واتخاذ إجراءات ملموسة لمواكبة الفلاحين المتضررين، خصوصاً بالمناطق الأكثر تضرراً، مثل بوزكار، ركاب النثل، وتكورت بمنطقة الفايجة التابعة لجماعة وقيادة الزناتة.
ووفق الشهادات الميدانية، فقد أتت العاصفة على مساحات واسعة من المحاصيل، وتسببت في تلف شبه كلي لمحصول التمور، وضياع أكثر من 80 في المائة من زراعة البطيخ الأحمر “الدلاح”، إلى جانب إتلاف محصولي القمح والشعير، ونفوق عدد من رؤوس الأغنام، مما فاقم من الخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي تكبدها الفلاحون.
وأكدت الجمعيات أن الوضع تأزم أكثر بسبب التوقف المفاجئ لتلقي طلبات الدعم الفلاحي، ما أدى إلى حرمان المتضررين من آليات المواكبة والاستجابة، في وقت يضطر فيه الفلاحون إلى شراء الأعلاف بأسعار مرتفعة في ظل أزمة اقتصادية خانقة. كما طالت الأضرار البنيات التحتية الفلاحية، وعلى رأسها الألواح الشمسية التي يعتمد عليها الفلاحون في الري بالتنقيط، ما ينذر بتوقف كلي للأنشطة الزراعية في حال استمرار تجاهل مطالبهم.
واعتبر فلاحون، في تصريحات متطابقة لـ “الأخبار”، أن هذه الكارثة الطبيعية تهدد الموسم الفلاحي بالكامل، وقد تؤدي إلى نزوح قروي في ظل فقدان مصدر العيش الوحيد لعشرات العائلات التي تعتمد كلياً على الفلاحة المعاشية. ودعوا إلى تحرك عاجل من وزارة الفلاحة والجهات المعنية، عبر تفعيل برامج استعجالية للدعم والتعويض، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
من جهتهم، أبدى فاعلون جمعويون استغرابهم من غياب لجنة إقليمية لتقييم الأضرار رغم مرور أيام على العاصفة، معتبرين أن “التأخر في الاستجابة يعمق الأزمة ويزيد من فقدان الثقة في مؤسسات الدولة لدى ساكنة هذه المناطق المنسية”.
ويراهن الفلاحون حالياً على تدخل عامل الإقليم لدى الجهات الوزارية، خاصة وزارة الفلاحة ووكالة التنمية الفلاحية، لتوفير دعم مباشر وتعويضات مادية وإعادة تأهيل الشبكات المتضررة. كما يطالبون بإدماج المنطقة ضمن البرامج الوطنية للتأمين ضد الكوارث الطبيعية، وتعزيز بنيات الوقاية والتنبؤ المناخي.