شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

كارثة بيئية تهدد شاطئ سلا

قنوات تفرغ مياها ملوثة بالقرب من مرسى الصيد

النعمان اليعلاوي

يواجه شاطئ مدينة سلا كارثة بيئية خطيرة، بعد رصد كميات كبيرة من المياه العادمة تصب فيه مباشرة، على بعد أمتار من ميناء الصيد (المرسى)، مما ينذر بتداعيات وخيمة على البيئة البحرية وصحة المصطافين، في ظل صمت يثير الكثير من التساؤلات من طرف السلطات المعنية.

وشهدت الأيام الأخيرة تسربا مكثفا لمياه ملوثة قادمة من مجاري الصرف الصحي نحو الشاطئ، مسببة روائح كريهة وتلوثا بصريا ومخاطر صحية جسيمة، خصوصا مع قرب فصل الصيف الذي يعرف توافد أعداد كبيرة من الزوار إلى شواطئ المنطقة.

وتداول عدد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو توثق لحجم التلوث، معربين عن غضبهم واستيائهم من هذا الوضع، الذي «يحرم المدينة من واحد من أهم متنفساتها الطبيعية». كما أطلقت فعاليات بيئية نداءات مستعجلة إلى السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، من أجل التدخل السريع ووقف نزيف التلوث.

وفي اتصال مع جريدة «الأخبار» ندد فاعلون جمعويون بما وصفوه بـ«الاستهتار بالسلامة البيئية»، محذرين من خطورة استمرار ضخ المياه العادمة دون معالجة، ما قد يؤدي إلى كارثة صحية تشمل انتشار الأمراض الجلدية والمعدية، فضلا عن الإضرار بالثروة السمكية والنظام البيئي المحلي. ودعت جمعيات المجتمع المدني إلى فتح تحقيق عاجل حول مصادر هذه المياه العادمة، وتحديد المسؤوليات، مع الشروع الفوري في برامج تطهير بيئي مستدام، تضمن حماية الشاطئ وصون صحة السكان والزوار.

يشار إلى أن شاطئ سلا كان قد عرف خلال السنوات الماضية عدة محاولات لتأهيله وتحسين جودته البيئية، كما حصل في المواسم السابقة على «اللواء الأزرق» الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، برئاسة الأميرة لالة حسناء، غير أنه قد تم سحب اللواء منه في السنوات الأخيرة، بعد تقرير رسمي أوضح عدم جودة مياه الشاطئ وصلاحيته للسباحة، إلا أن استمرار مثل هذه الظواهر يهدد بنسف كل الجهود المبذولة، ويطرح علامات استفهام كبرى حول جدية الالتزامات البيئية للجهات المسؤولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى