شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

كورنيش سلا يتحول إلى «فخ قاتل»

وفاة ترفع حوادث السقوط المميت من المنحدر الصخري

النعمان اليعلاوي

مقالات ذات صلة

تحوّل كورنيش مدينة سلا في نظر العديد من السكان والزوار إلى منطقة خطر محدق، تحصد الأرواح في صمت، وتكشف عن اختلالات مقلقة في تدبير السلامة داخل الفضاءات العمومية.

ففي صباح يوم السبت الماضي، وقعت حادثة مأساوية هزت سكان المدينة، بعدما سقط شاب في عقده الثالث من أعلى المنحدر الصخري المحاذي للكورنيش، في لحظة مأساوية صادفت احتفاله بعقيقة «سبوع» مولوده الأول. الضحية الذي ترك دراجته النارية بجانب الطريق، اقترب من الحافة للإطلالة على البحر، قبل أن تنزلق قدمه ليسقط إلى الأسفل، حيث علق جسده بين الصخور، وسط صدمة المارة الذين لم يتمكنوا من إنقاذه.

وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد عرف كورنيش سلا منذ سنوات سلسلة من حوادث السقوط المفجعة، معظمها بسبب غياب الحواجز الواقية، وانعدام التشوير التحذيري، وتهالك بعض أجزاء الرصيف. وعلى الرغم من تنبيهات المواطنين ونشطاء المجتمع المدني، ما زالت السلطات المحلية تتعامل مع الملف ببرودة غير مبررة.

الخطورة لا تكمن فقط في تضاريس الكورنيش الصخرية، بل أيضا في غياب تصور واضح لتأهيله، وفق معايير السلامة المعمول بها في المدن الساحلية. فباستثناء بعض أشغال التهيئة الشكلية، لم تُتّخذ أي تدابير عملية لحماية الأرواح، سواء بوضع سياجات حديدية مانعة، أو بتثبيت علامات تحذيرية، أو بإحداث دوريات مراقبة، خصوصا في الفترات التي تعرف إقبالا كبيرا من الزوار.

وترتفع أصوات الغضب من جديد، وسط مطالبات واسعة بتدخل عاجل من الجهات المعنية، وعلى رأسها جماعة سلا، من أجل إنهاء مسلسل الإهمال الذي يحاصر هذا المعبر الحيوي. ويؤكد عدد من الفاعلين الجمعويين أن الكورنيش في وضعه الحالي لم يعد فقط مصدر خطر على حياة المارة، بل صار نقطة سوداء تسيء لصورة المدينة، وتعكس ضعف ثقافة السلامة في الفضاءات العامة.

في الوقت الذي تواصل فيه مدن مغربية أخرى تأهيل واجهاتها البحرية ضمن رؤية متكاملة للجاذبية الحضرية والأمن العام، ما زال كورنيش سلا، رغم كل المؤهلات، عالقا في دوامة التهميش والتأجيل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى