شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضة

كيف يقضي المحترفون المغاربة شهر رمضان

أجبروا بطولات على توقيف مباريات للإفطار وإشادة بأدائهم وفرنسا تخلق الاستثناء 

يوسف أبوالعدل

مقالات ذات صلة

مع حلول شهر رمضان كل سنة يعود التساؤل الجوهري في مباريات كرة القدم حول السماح بصيام اللاعبين المسلمين، والمغاربة منهم خاصة، في مباريات أنديتهم الأوروبية التي تختلف القوانين فيها حسب كل دوري ومدرب وإدارة ناد، منها التي تحترم ديانة وقناعة اللاعب ومنها التي تفرض سلطتها الإدارية والمالية والتعاقدية لإفطار اللاعبين خلال شهر رمضان الأبرك.

«الأخبار» تقوم بجولة حول أهم البطولات التي يقضي فيها اللاعبون المغاربة شعائرهم الدينية في هذا الشهر الفضيل لمعرفة طقوس يومياتهم والتزامهم بصيام رمضان ولو على حساب مباريات الفريق الرسمية المتزامنة مع أذان الإفطار.

 

مغاربة «الليغا».. الصدارة في الصيام

يتصدر اللاعبون المغاربة ترتيب المحترفين المسلمين الذين يواظبون على صيام شهر رمضان سواء في الحصص التدريبية أو المباريات الرسمية، وذلك بعدد يصل إلى اثني عشر لاعبا ينشطون في فرق منتمية للدوري الإسباني من أصل أربعة وثلاثين محترفا يقومون بفريضة أداء ركن مهم من أركان الإسلام.

ومن بين اللاعبين الذين يفرضون ضرورة قيامهم بشعيرة الصيام ولو عند تزامنها مع مباريات رسمية، نجد نايف أكرد، مدافع ريال سوسيداد الإسباني، وعبد الصمد الزلزولي، مهاجم بتيس ومروان سنادي، لاعب أتليتيكو بيلباو، وعبد الكبير عبقار، مدافع ديبورتيفو ألافيس، ووليد شديرة وعمر الهيلالي لاعبي إسبانيول برشلونة، ومنير الحدادي، مهاجم ليغانيس، ويونس عبد اللاوي، لاعب سيلتا فيغو، فضلا عن آدم أزنو وأنور تهامي وسليم أملاح لاعبي بلد الوليد، وإلياس أخوماش لاعب فياريال.

وقال الدولي المغربي نايف أكرد عن الموضوع إنه اعتاد على خوض المباريات قبل وصوله لفئة الكبار، معتبرا أن ذاته اعتادت روتينا بصوم رمضان وخوض مباريات الكرة، وهو الطرح الذي أكده إلياس أخوماش، الذي أكد أنه، رغم عيشه في إسبانيا، اعتاد على الوضع بحكم البيئة التي عاش فيها والمستمدة من عائلته المغربية التي حافظت على التقاليد الإسلامية داخل الدار قبل وصوله إلى ملاعب الكرة.

 

إنجلترا.. قانون يساعد المغاربة على الصيام 

 

في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، يجد اللاعبون المحترفون، مغاربة ومسلمين بصفة عامة، دعما من رابطة الاتحاد الإنجليزي، وذلك بسن مبدأ ضرورة توقف المباريات عند توقيت الإفطار للسماح للاعبين المسلمين بالتوصل بقسط من الطعام لإنهاء صيامهم، وذلك في بادرة لقيت استحسان الجميع، سواء المسلمين أو غيرهم الذين اعتبروا تلاقح الديانات واحترام أركانها ضرورة لسيرورة أي مجتمع يتشكل من العديد من الثقافات والديانات، معتبرين كرة القدم وسيلة للتعبير عن طريقة عيش الشعب البريطاني متشعب الجنسيات.

وفي برنامج تلفزيوني حول الموضوع، قال نوصير مزراوي إن قيامه بشعائره الدينية أهم بالنسبة له من كرة القدم، خاصة في واحد من أهم أركان الإسلام، مضيفا أن قدرته الجسدية تسمح له بخوض المباريات وهو صائم، وهو ما اعتاد عليه في هولندا، بلد الإقامة الذي ترعرع فيه منذ أن كان شابا يافعا قبل وصوله إلى الفريق الأول لأجاكس أمستردام أو المنتخب المغربي.

واعترف مزراوي بأنه وجد مساعدة واحتراما من طرف كل الإداريين وزملائه في فريقه مانشستر يونايتد، المعتادين على مثل هاته العادات لكونهم لاعبين محترفين وسبق لهم أن التقوا بزملاء مسلمين في عالم كرة القدم وفي الأندية التي حمل كل واحد منها قميصها قبل وصوله إلى مانشستر.

وفي البرنامج نفسه أسر الدولي المغربي بلال الخنوس، لاعب كريستال بالاص، باعتياده على خوض المباريات وهو صائم، إذ لم يسبق أن شكل له الموضوع حرجا أو ضررا، مؤكدا أنه تفاجأ، خلال سنته الأولى في إنجلترا، لطريقة عيش الشعب الإنجليزي واحترامه للعديد من أبجديات الحياة وخصوصيات الفرد، كل حساب معتقداته وديانته في إطار سلام يعم الجميع.

وأثنى الخنوس على الرابطة المسيرة للدوري الإنجليزي لسماحها بتوقف المباريات عند موعد أذان المغرب حينما يكون أحد اللاعبين المتبارين في المباراة صائما، معتبرا أن هذا يظهر نوعية الإنجليز في الاحترام ويؤكد أن الصور التي يلتقطها العالم عن الدوري الانجليزي تحسب نقاطا إضافية لـ«البريمرليغ».

 

فرنسا.. مشاكل الإفطار تصل المنتخب الوطني 

 

رفض الاتحاد الفرنسي لكرة القدم توقف اللعب خلال مواجهات «الليغ 1» أثناء مباريات شهر رمضان التي تتزامن مع موعد الإفطار، ما خلق موجة من الغضب، خاصة مع تواجد جالية مسلمة كبيرة ناهيك عن عدد كبير من اللاعبين المسلمين بالقسمين الأول والثاني الفرنسيين، اللذين يصل عدد اللاعبين المغاربة فيهما إلى أكثر من عشرين لاعبا، يتقدمهم أشرف حكيمي وإلياس بنصغير نجما باري سان جيرمان وموناكو.

ورفع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم من حدة لغته حين أصدر بلاغا جديدا يمنع من خلاله لاعبي المنتخب الفرنسي من الصيام خلال المباريات التي تصادف فترة التوقف الدولي المقبلة نهاية شهر مارس الحالي، وهو مازاد من الاحتقان داخل المجتمع الفرنسي، وخاصة في الشأن الرياضي.

والتقطت كاميرات المباريات مجموعة من اللاعبين المغاربة وهم ينهون صيامهم على عجل خلال توقف المباريات التي يكونون طرفا فيها إثر خطأ أو شرود أو ما قابل ذلك من أخطاء، في صور زادت في دعم مقترح اللاعبين المسلمين الذين يطلبون من الاتحاد الفرنسي سن قانون بتوقف مؤقت في المباريات التي تصادف دقائقها توقيت الإفطار، للسماح للاعبين الصائمين بالتقاط أنفاسهم بقطرات ماء وتمر ومكملات غذائية تساعد على إنهاء صيامهم وإتمام المباراة دون مضاعفات محتملة.

 

الخليج العربي.. حنين إلى «رمضان البلاد»

 

أبدى مغاربة الخليج العربي سعادتهم خلال شهر رمضان، خاصة أن كل العوامل الكفيلة بجعلهم يعيشون أجواء رمضانية وحنينهم إلى الشهر الفضيل بالمغرب، باتت موجودة في كل الدوريات التي يمارس فيها الدوليون المغاربة، وخاصة بالسعودية، قطر والإمارات.

وكان حكيم زياش أول المشيدين بعيشه تجربة الصيام لأول مرة في بلد عربي حينما احترف، قبل شهرين، في نادي الدحيل القطري، إذ أكد الدولي المغربي أنه يعيش أفضل أيامه بقطر وبطقوس عربية إسلامية تلفه خلال شهر رمضان، الذي اعتاد عيشه وممارسة طقوسه بالديار الأوروبية وهو الذي عاش في هولندا ومارس الكرة فيها قبل أن ينتقل من أجاكس أمستردام إلى تشيلسي الإنجليزي ومنه إلى غالاطا ساراي التركي قبل أن يعرج على الدحيل القطري.

من جهته تحدث عبد الرزاق حمد الله، لاعب الشباب السعودي، بصيغة الجمع عن اللاعبين المغاربة والمسلمين في الدوري السعودي لكرة القدم وأكد على أنهم محظوظون لوجودهم بالسعودية في هذا الشهر الكريم، إذ يساعد مسؤولو الأندية والاتحاد في تحديد إجراء المباريات والتداريب في توقيت مناسب يسمح للاعبين بالصيام وقضاء يومياتهم الدينية التي ترتفع وتيرتها في شهر رمضان.

وقال حمد الله إنه قضى أكثر من ثمانية «رمضانات» بالعربية السعودية وأن أجواءه تحتفظ على سريتها كل سنة، مضيفا أن اللاعبين الأجانب غير المسلمين الذين زاملوه في الأندية التي حمل قميصها، منهم من قام بصيام أيام من الشهر الفضيل لمعرفة إحساس زملائه المسلمين، في تحد يذكره بالسنوات التي قضاها في السعودية حاملا قميص كبار أندية الدوري هناك.

وختم حمد الله بأنه في العديد من المناسبات يجتمع بزملائه المغاربة الذين ينشطون في الدوري للقيام بصيام وإفطار مشترك يتذكرون من خلاله رمضان المغرب، إذ تحضر المائدة المغربية والطرائف المحلية التي يبتدعها اللاعبون والتي تذكر غالبيتها برمضان في المغرب، سواء رفقة أفراد عائلاتهم أو عند احترافهم الكرة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى