الرئيسيةرياضة

لعبت في جميع فئات الوداد وأول منحة لم تتجاوز عشرة دراهم قبل أن أدخل تجربة في ليبيا

مانسيناكش إبراهيم نقاش (عميد الوداد سابقا)

 

مقالات ذات صلة

حسن البصري

حدثنا أولا عن بداياتك؟

ككل لاعب الانطلاقة كانت من الحي الذي ولدت فيه، حي سيدي عثمان، عشت وسط عائلة أغلب أفرادها يعشقون كرة القدم، لكني التحقت مبكرا بفريق الوداد البيضاوي وتدرجت عبر الفئات العمرية لهذا النادي، وعليكم أن تتصوروا طفلا يقطع المسافات في الحافلة من سيدي عثمان إلى حي الوازيس لممارسة لعبة يعشقها. وحين وصلت إلى مرحلة تبيح لي اللعب مع الكبار، تبين لي أنه من الصعب إيجاد مكانة مع الفريق الأول، ففضلت البحث عن مسار جديد مع فريق آخر، مستفيدا من تجربتي مع مدربين من العيار الثقيل تتلمذت على أيديهم في مختلف المراحل السنية داخل الوداد.

أين كانت الوجهة؟

أولا يجب أن تعرف أن مغادرتي للوداد كان أمرا صعبا جدا، تمنيت لو أنني أكملت مسيرتي التصاعدية وانتقلت من فئة الأمل إلى فئة الكبار، لكن الكلمة في الأخير كانت للمدرب الذي وضعني في لائحة الانتقالات، وقرر المكتب المسير إعارتي لكني فضلت خوض تجربة في ليبيا.

غادرت الوداد مكرها لكنك ستعود إلى الوداد فوق هودج؟

فعلا غادرت الوداد وأنا في حالة غضب، وددت لو استكملت مشواري في القلعة الحمراء، طبيعي أن تغضب لأنك بشر تشعر بأن الدار التي نشأت فيها لم يعد لك فيها مكان، لكن الحمد لله شاءت الأقدار أن أعود إلى الوداد حاملا على كتفي تجربة ساعدتني على تحقيق ما كنت أحلم به، فحلمي الكبير هو حمل قميص الوداد وقد تحقق.

كيف اخترت الهجرة إلى ليبيا؟

نادي الترسانة الليبي من الفرق العريقة، أظن أنه تأسس سنة 1947، ويتشابه مع الوداد في كونه فريقا للمقاومة والنضال ضد المستعمر. كان التحاقي به صعبا لأنني كنت مطالبا بإثبات مكانتي كلاعب شاب، فالفريق تعاقد معي وأنا عديم الخبرة والتجربة، لذا كان علي أن أضاعف من جهودي حتى أبلغ المستوى المنشود، والملعب هو الكفيل بتأكيد أحقيتي في حمل قميص هذا الفريق من عدمه. الحمد لله التجربة الليبية كانت مفيدة في حياتي كلاعب شاب في طور إثبات الذات ولو من دوري ليبي لا تصل أصداؤه إلى المغرب. كنت مرتبطا بعقد يمتد لسنة واحدة، وحين انتهى فضلت الانتقال لشرق ليبيا حيث تعاقدت مع فريق النجمة من مدينة بنغازي، وهو أيضا من الفرق العريقة، بحيث يرجع تاريخ تأسيسه إلى سنة 1943. قضيت معه موسما ثم قررت مغادرة البطولة الليبية بعد أن عززت رصيد التجربة في فريقين مختلفين.

كانت المحطة الثالثة في تونس؟

المحطة الثالثة كانت في تونس، حين التحقت بفريق الترجي الجرجيسي، وهو أيضا من بين أعرق الفرق التونسية، قدمت مردودا طيبا جعلني لاعبا أساسيا بشكل مطلق، لكن تفكيري انصب على المغرب، وحين انتهت مدة ارتباطي اقترح علي مسؤولو جرجيس تمديد العقد إلا أنني طلبت مهلة للتفكير، وفي ذهني رغبة العودة إلى موطني وبناء مستقبلي الكروي من المغرب ولو مع فريق في القسم الثاني، وهذا ما حصل فعلا عندما وقعت لاتحاد المحمدية لأنني كنت عازما على دخول بطولة القسم الأول عبر اتحاد المحمدية الذي لعبت في صفوفه موسمين، وحين قررت الرحيل اتصل بي مسؤولو جرجيس وحاولوا إقناعي بالاستمرار في هذا الفريق إلا أنني فضلت العودة إلى وطني.

كيف جاء انتقالك من المحمدية إلى تطوان؟

قبل أن أنتقل إلى المغرب التطواني، علمت عبر مسؤولي فريق اتحاد المحمدية، أن الوداد تابع عودتي إلى الدوري المغربي وتألقي مع فريق فضالة، لكن يبدو أن عرض تطوان شجع كلاوة رئيس الاتحاد على تسهيل انتقالي إلى المغرب التطواني، هناك تألقت بشكل ملفت وأصبحت عميدا للفريق الذي حقق حينها نتائج جيدة. حينها أصبحت تحت مجهر الجيش الملكي الذي أصبحت عميدا له أيضا، وكان يضم مجموعة من اللاعبين البيضاويين، حيث كنا نقوم برحلات يومية من الدار البيضاء إلى سلا، قبل أن تلجأ إدارة فريق الجيش الملكي إلى نقل جميع اللاعبين إلى مدينة سلا الجديدة القريبة من المركز الرياضي العسكري، بينما بقيت في حي النهضة لرغبتي في البقاء بعيدا عن تجمعات اللاعبين. الحمد لله مع الجيش حققت أول لقب ونلت كأس العرش، وحصلت على أول منحة لقب، علما أن أول منحة حصلت عليها في حياتي لا تتجاوز عشرة دراهم، وأنا في الفئات الصغرى للوداد وأداها من ماله الخاص أحد المدربين.

ستصبح متخصصا في هذا اللقب حين ستناله مع الدفاع الجديدي؟

فزنا بلقب كأس العرش ضد الرجاء البيضاوي في مباراة تاريخية، لماذا لأن هذا اللقب هو الوحيد في مسار الدفاع الحسني الجديدي. كان عبوري في هذا الفريق بداية لصفحة جديدة، حيث جدد الوداد رغبته في ضمي إلى صفوفه، ومن أسباب رحيلي هو عدم وفاء المسؤولين بتعهداتهم وهي الأسباب ذاتها التي جعلت لجنة النزاعات التابعة للجامعة تقوم بإصدر قرار يقضي بصرف مستحقات المدرب عبد الحق بن شيخة، وكذا صرف مستحقات أربعة لاعبين سابقين بالفريق من بينهم عبد ربه.

شاءت الصدف أن تعود إلى الوداد بعد محطات عديدة في ليبيا وتونس وفي المحمدية وتطوان والرباط والجديدة؟

كانت لي عروض أخرى لكنني فضلت عرض الوداد رغم أنه الأضعف من الناحية المالية، فقط لحبي الجارف للوداد الذي لعبت في صفوفه وأنا في فئة الصغار، قضيت فيه لحظات رائعة لن أنساها، طبعا هناك لحظات فيها حزن وقلق، مثلت العديد من الفرق وتوجت مع بعضها ببطولات مختلفة، لكن الوداد سيظل محفورا في الذاكرة للأبد، ولا أحد سيمحو هذه النجاحات حيث حصلت على لقب دوري الأبطال ولقب الدوري ثلاث مرات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى