عادت الاحتجاجات في أوساط سكان دوار البراهمة نواحي مدينة سلا، والرافضين لمخطط إعادة إيواء سكان دور الصفيح، والذي تشرف عليه عمالة المدينة، وذلك بعدما خرج عشرات سكان الحي العشوائي بسلا للاحتجاج من جديد في وقفة أمام مقر باشوية عامر وجماعة عامر، للمطالبة بـ«حلول من أجل تعويض السكان، أصحاب المحلات التي شملها نظام إعادة الإيواء».
كما طالب السكان المحتجون السلطات بـ«التعويض عن المباني والمنازل التي تم هدمها، ضمن ضيعات حفرة الدوم بمنطقة البراهمة».
وواصلت السلطات المحلية بسلا تصفية ملف الأحياء الصفيحية والسكن غير اللائق بالمدينة، بعد تنفيذ عمليات ترحيل ساكنة البراريك التي عمرت عشرات السنين كسهب القايد والديبو، وقد باشرت السلطات عملية تنقيل سكان دواوير البراهمة بجماعة عامر القروية بسلا.
وقالت مصادر محلية لـ«الأخبار» إن السلطات المحلية ومعها أطر من عمالة سلا؛ حلت بالمنطقة منذ يونيو الماضي؛ حيث تم وضع مكتب وخيمتين لاستقبال السكان ومباشرة مساطر الترحيل، وأوضحت أن المصالح التابعة للعمالة وعدت السكان بحل للمشاكل العالقة، مقابل تبسيط المسطرة الإدارية؛ وبحث سبل المواكبة وقتما أمكن ذلك، ومعالجة الشكايات والنزاعات في حينها.
وانتقدت مصادر حقوقية عدم إعطاء السلطات وقتا كافيا لتتدبر الساكنة أمرها، حيث هدمت المساكن ووجد «السكان أنفسهم أمام واقع جديد، وبات عليهم إيجاد الحلول لمواصلة العيش، وعليهم البحث عن مسكن وعن شغل وعن مقاعد لتمدرس الأطفال، الذين تم إبعادهم عن مدارسهم الأصلية». وأضافت المصادر أن «من السكان من بنى أكواخا على أنقاض مساكنهم، في انتظار إيجاد حل»، مبرزة أنه «نظرا إلى غلاء اكتراء الشقق بسلا، فجزء مهم من الساكنة لجأ إلى الأحياء الشعبية بالمدينة، لاكتراء غرفة داخل شقة».
واعتبرت المصادر أن «هذا الواقع خلق طلبا كبيرا على التمدرس بهذه المناطق، التي تعاني أصلا من ضعف بنيات الاستقبال، الشيء الذي خلق اكتظاظا كبيرا بالأقسام في جماعة العيايدة»، مضيفة أن «هناك من لم يتم قبوله بسبب غياب مقعد». وفضلا عن هذه المشاكل المرتبطة بالسكن والتمدرس، فالسكان الذين فقدوا شغلهم (التجار الصغار والحرفيون… الخ) بسبب الهدم، مطالبون بأن يبحثوا عن شغل جديد، مما سيحول معظم الساكنة إلى مهن هامشية ذات مردودية ضعيفة وغير قارة.
النعمان اليعلاوي
