
طنجة: محمد أبطاش
قامت السلطات المختصة بمدينة طنجة، بداية الأسبوع الجاري، بهدم السور الإسمنتي غير القانوني، الذي أقيم بغابة الرميلات التي توصف في أوساط السكان المحليين بـ«رئة البوغاز». وحسب بعض المصادر، فإنه بناء على حلول لجنة مختلطة بعين المكان جرى هدم هذا السور، بعدما تبينت عدم قانونيته، في وقت تمت إحالة ملف شركة فرنسية تبين أنها وراء هذا الخرق القانوني على القضاء، ليقول كلمته في الموضوع. ولقيت الفكرة استحسانا لدى عدد من النشطاء المتتبعين للشأن البيئي، ناهيك عن سكان المدينة، خاصة وأن هؤلاء النشطاء كانوا وراء فضح هذه الأشغال، بعدما قاموا بتوثيق صور وفيديوهات لهذه الخروقات بقلب هذه الغابة، ما دفع بعدد من النشطاء إلى التحرك لعين المكان، وهو ما جعل السلطات تتدخل في وقت لاحق لفتح تحقيق لمعرفة تفاصيل هذه القضية.
ودعت بعض المصادر المتتبعة إلى ضرورة إصدار مقرر خاص لحماية هذه الغابة من عملية الترامي بشكل عشوائي، خاصة وأنه تزايدت أخيرا بشكل كبير عملية قطع الأشجار، إذ توصلت السلطات المختصة بشكايات مباشرة حول قيام مجهولين بقطع عدد من الأشجار من نوع الصفصاف المعمرة والأوكاليبتوس والصنوبر، مع العلم تضيف الشكايات أن قطع هذه الأشجار انطلاقا من غابة الرميلات لحدود مديونة يشكل خرقا قانونيا جديدا، في ظل تشديد القوانين الجاري بها العمل على معاقبة من تورط في مثل هذه الأعمال بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات، مع غرامات مالية ثقيلة.
وللإشارة، فقد كان نشطاء قد بثوا صورا لقيام هذه الشركة بتشييد سور إسمنتي في قلب غابة الرميلات التي توصف بـ«رئة طنجة»، وهو ما أثار موجة غضب في صفوف السكان، الذين يعتبرون هذه الغابة بمثابة الفسحة الوحيدة التي يتنفسون فيها الهواء النقي بالمدينة على طول السنة. كما دخل عدد من المستشارين الجماعيين على الخط، للمطالبة بالتحقيق في هذه الأشغال والأشخاص الذين يقفون وراءها، داعين في الآن نفسه إلى العمل على نزع الملكية للمنفعة العامة، وتعويض الملاك في حال ثبوت وجود خواص يتوفرون على وثائق قانونية كما تم اكتشاف ذلك سابقا، سيما في ظل جشع المنعشين العقاريين لتشييد مبان وفنادق في قلب هذه الغابة، نظرا إلى وجودها في مكان سياحي مهم يمنح إطلالة على المحيط المتوسطي بأكمله.