شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

هكذا قامت إدارة الأمن الوطني بتشغيل لاعبي الوداد الرياضي بالدائرة السابعة

أبو بكر اجضاهيم (رئيس الوداد الرياضي سابقا)

كيف انتقلت من مهام ديبلوماسية إلى مهام أمنية؟

تم وضعي رهن إشارة حزب ينتمي إليه مدير الأمن الوطني، الذي يعلم الجميع انتماءه لحزب الاستقلال، لكن ما أن تشكلت حكومة أحمد بلافريج، في ماي 1958، من طرف الملك محمد الخامس، حتى قرر الحزب إلحاقي بديوان الاستقلالي محمد الدويري، وزير الأشغال العمومية. قضيت فترة قصيرة في هذا المنصب لأتوصل بإشعار من إدارة الأمن الوطني تطالبني، من خلاله، بالالتحاق بعملي في سلك الشرطة بعد أن انتهت فترة انتدابي ووضعي رهن إشارة حزب الاستقلال. لكن القرار جاء في أعقاب انتهاء مهمة الغزاوي على رأس جهاز الأمن.

 

ما الصعوبات التي ستواجه سياسيا استقلاليا يدخل القطاع الأمني؟

المشكل لم يكن في الصفة السياسية كمنتم لحزب الاستقلال أو من بين أذرعه الإعلامية. المشكل كان في عشقي للوداد، لقد كان رئيس أمن الدار البيضاء في تلك الفترة هو علي بلقاسم، سلمته تعييني وذهبت لأتابع شؤون الوداد الذي كان حينها يمر بفترة صعبة. ذات يوم اتصل بي وطلبني على عجل في مكتبه، وقال لي إن استقلاليا يدعى «التران» مرشح ضد أحمد رضا كديرة، وأن المطلوب مني، بحكم أنني أعرف «ناس» حزب الاستقلال، أن أعمل كل ما في وسعي من أجل ضمان نجاح كديرة في الانتخابات. كانت كلماته أشبه بأوامر بعيدة تماما عن مهامي كعميد شرطة. قلت له لا يمكنني أن أرجح كفة مرشح على آخر أو أن أجبر الاستقلالي على «بيع الماتش» لكديرة.

 

كيف كان رد فعل رئيسك المباشر؟

انتابته نوبة غضب وكتب تقريرا لإدارة الأمن الوطني يدعي فيه عدم امتثالي للأوامر، فصدر قرار بتوقيفي عن العمل ووجدت نفسي مرة أخرى في ديوان مدير الأمن الوطني. كان مدير الديوان حينها هو محمد الحداوي، خال والدتي، حكيت له قصتي مع بلقاسم، فطلب مني أن أقطن عنده في فيلا بحي مابيلا، وحين كان يزوره كبار المسؤولين الأمنيين في بيته كانوا يستغربون لوجودي معه أنا الموقوف عن العمل في نظرهم.

 

بعد حصول المغرب على استقلاله تم إدماج مجموعة من لاعبي الوداد في سلك الأمن الوطني، ما دواعي هذه المبادرة؟

جرت العادة أن تكافئ الدولة أبطالها الذين يرفعون علمها عاليا في المحافل الدولية، والوداد، كما يعرف الجميع، فريق للمقاومة اختار لاعبوه الملاعب للدفاع عن القضية الوطنية. بعد حصول المغرب على استقلاله كان يعاني من خصاص على مستوى الموارد البشرية، فتم إدماج اللاعبين الذين على وشك الاعتزال في وظائف تابعة للدولة.

 

لماذا الأمن الوطني؟

كما أسلفت الذكر، فعبر تاريخ الوداد الرياضي هناك مجموعة من اللاعبين والمسيرين والمؤطرين الذين ناضلوا ضمن الحركة الوطنية، أمثال: العفاري ورفقي والزهر واللائحة طويلة.. اعتبروا من المقاومين. فخلال الموسم الرياضي 1949/1950 كان الوداد عنوانا للمقاومة ضد المحتل الفرنسي، وكل المباريات كانت تستقطب جمهورا غفيرا يجد في الوداد وفي لاعبيه الكيان القادر على مواجهة المستعمر. إذن كل لاعبي الودادي اعتبروا مقاومين لهذه الاعتبارات. لهذا فحين تم تأسيس جهاز الأمن أعطيت الأولوية للمقاومين وكثير من اللاعبين الوداديين اشتغلوا في  الدائرة الأمنية التي عرفت بـ«الساتيام».

 

أغلبهم في الأمن السياسي، لماذا؟

فعلا لقد اشتغل في جهاز الأمن السياسي العديد من الوداديين، أمثال اسفيران وبارجو وأسماء أخرى، لا يمكن أن ننعتهم بالجلادين، لأنه لا أحد ينكر دورهم في المقاومة وإخلاصهم للوطن، وما تكبدوه من محن في مواجهة المستعمر. لقد ساهموا في الكفاح من أجل إجلاء الفرنسيين وقاوموا من أجل عودة محمد الخامس من منفاه، لهذا لا يعقل أن يقوم مقاوم بعد الحصول على الاستقلال بنسج مؤامرات ضد النظام، وكمثال فإن المؤامرات ما بعد الاستقلال ساهمت في تصفية والدي، إذن كان لابد من جهاز للأمن السياسي.

 

عملية الإدماج كانت متشعبة..

بدأت عملية الإدماج في صفوف الأمن الوطني مباشرة بعد الحصول على الاستقلال حين قررت إدارة الأمن الوطني حديثة النشأة إدماج المقاومين في سلك الأمن. لهذا كان بعض لاعبي الوداد سباقين للعمل في الشرطة. وفي بداية السبعينات كان أحمد الدليمي بدوره وراء إدماج العديد من اللاعبين الممارسين في اتحاد سيدي قاسم ضمن وظائف مختلفة في الأمن بحكم منصبه كمدير عام للأمن الوطني. أيضا فريق الشرطة ومنتخب الشرطة الوطني ساهما في توظيف لاعبين في هذا القطاع، وحين أصبح البصري رئيسا شرفيا لنهضة سطات أدمج لاعبي النهضة في الأمن الوطني، والشيء نفسه في الكوكب المراكشي مع محمد المديوري.

 

دون أن ننسى فضل منتخب الشرطة على لاعبيه..

فعلا، لقد قررت إدارة الأمن الوطني، في نهاية الستينات، تكوين منتخب الشرطة المغربي للمشاركة في دورة كأس المغرب العربي للشرطة التي كانت ستنظم في ليبيا. أسندت تمثيلية المغرب في دورة طرابلس لفريق غالبية لاعبيه من الوداد وتم الفوز باللقب، حينها طلب مني، وكنت مشرفا على هذا المنتخب، إعداد لائحة اللاعبين الذين يلعبون في هذا المنتخب وليست لهم وظائف، فقدمت اللائحة وتم تشغيلهم على الفور.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى