حسن البصري
مرت ثلاث وعشرون سنة على وفاة اللاعب الدولي يوسف بلخوجة، سقط صريعا فوق عشب ملعب محمد الخامس أمام ستين ألف متفرج كانوا يتابعون مباراة الوداد والرجاء البيضاويين من المدرجات وملايين المتتبعين أمام التلفاز.
تبخرت وعود ليلة التأبين وتوصيات الجمع العام الذي أعقب الوفاة زوال يوم 29 شتنبر من سنة 2001.
كل تلك الوعود التي أطلقت دفنت مع الفقيد في قبره، حيث اكتفى المسؤولون بتنظيم دوري واحد في مدينة القنيطرة، دون أن تتلقى أسرة بلخوجة العائدات المالية للمباراة التأبينية، بل إن والد الفقيد لم يتلق حتى الدعوة لحضور تلك المباراة التأبينية بشكل رسمي. في حين بقي التكريم مقتصرا على نصب قميص عملاق للاعب يوسف بلخوجة يؤرخ للحدث المؤلم ويذكر اللاعبين برقم 19 الذي كان يحمله اللاعب الراحل منذ التحاقه رفقة زميله القمش بالفريق الأحمر قادمين إليه من فريق النادي القنيطري.
مع مرور الأيام، تحولت الالتزامات الشفوية إلى سراب، وقرر محمد بلخوجة، والد اللاعب الراحل، بدء رحلة البحث عن الحقيقة والوعود الضائعة، بداية من مقر شركة الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي نصر الدين الدوبلالي وانتهاء بالمحكمة، مرورا بجامعة كرة القدم وشركة التأمين ووزارة الشباب والرياضة ومركب محمد بنجلون، وكل المرافق التي تستحق أن تتحول إلى حائط مبكى.
لم يكن مطلب الأب يتجاوز المطالبة بحق ابنه المبتور، الذي كان مصدر عيش الأسرة ومعيلها قيد حياته، بل إن الأب ظل يلتهم المسافات بين مدينتي القنيطرة والدار البيضاء مع التوقف بمحطة الرباط بحثا عن حقوق هضمها الجحود والتنكر للاعب حمل قميص المنتخب الوطني فحرم من مستحقاته المالية بعد مشاركته في مباراتين رسميتين، لأنه مات والكذب على الأموات مباح، وحين لجأ الأب إلى القضاء تقرر أن تسدد الجامعة 15 ألف درهم لعائلة الراحل، وهو المبلغ الذي قدمه الأب المكلوم كأتعاب للمحامية التي تبنت القضية. ولم تقدم شركة التأمين المتعاقد معها أي تعويض لأسرة الفقيد، لأن الوفاة جاءت نتيجة سكتة قلبية حسب منطوق التقرير الطبي، وشركة التأمين لا تصنف السكتة القلبية ضمن إصابات الملاعب التي تستحق التعويض بل إن ملعب مركب محمد الخامس غير مؤمن أصلا.
قبل ثلاث سنوات خلت، وتحديدا في الجمع العام لنادي الوداد الرياضي، فرع كرة القدم، أعلن الرئيس السابق سعيد الناصري عن ميلاد مؤسسة يوسف بلخوجة للأعمال الاجتماعية، وفوض للجمع العام صلاحية اختيار رئيس للمؤسسة التي ستعنى برعاية وداديين بللوا قميص الوداد بالعرق والدم ووجدوا أنفسهم خارج السياق، فاختير عبد الرحيم صابر، اللاعب السابق للوداد ورئيس جمعية قدماء اللاعبين، بإجماع المنخرطين على رأس هذه المؤسسة التي لم تخرج بعد إلى الوجود.
في حديث مباشر معه، قال لي محمد بلخوجة، والد لاعب الوداد الراحل يوسف بلخوجة، إنه تلقى إشعارا بضرورة أداء ضريبة على الأرباح تخص “كَريمة” نقل في ملكية ابنه الراحل، ورغم عدم توفر يوسف على مأذونية نقل اضطر الوالد لأداء الضريبة، ورفع شكاية في الموضوع إلى المصالح المختصة، حيث طالب بالكشف عن الـ”كريمة” التي يؤدي ضريبتها دون أن يعثر عليها، وما زال ينتظر الرد.