الرئيسيةسياسية

يسرى الميموني تكشف لـ«الأخبار» أسباب استقالتها من «البيجيدي» والتوحيد والإصلاح

محمد اليوبي
أعلنت الناشطة يسرى الميموني، عضو حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، تقديم استقالتها من الحزب، على خلفية الهجوم القوي الذي تعرضت له، بعدما عبرت عن موقفها من التطورات الأخيرة في ملف الصحراء وتوقيع رئيس الحكومة والأمين العام للحزب على الإعلان الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل.
ووجهت الميموني رسالة إلى الكاتب الإقليمي لشبيبة وحزب العدالة والتنمية بمحلية طنجة المدينة، أعلنت من خلالها عن قرار استقالتها من الحزب، بعد سنوات من الانتماء إليه، وذكرت مجموعة من الأسباب التي دفعتها لاتخاذ القرار، من بينها أن مؤسسات الحزب لا تقبل النقد، وقالت «يصعب على أن أبقى في مؤسسة ترفض النقاش وتتجاهل النقد السياسي وتتجه نحو الشخصنة»، وكشفت أن قياديا بارزا نعتها بـ«بياعة الماتش» فقط لأنها أعلنت موقفها وصدحت به ملء الفم والشفتين، «علاوة على الذباب الإلكتروني الذي يتطوع لمهاجمتي في كل موقف من كل حدب وصوب».
وتحدثت الميموني في رسالة استقالتها عن وجود انشقاق وانقسام داخل الحزب إلى تيارين، أثر على أداء الحكومة الحالية، وأضافت «فلم نعد نعرف هل هو حزب أفراد أم مؤسسات، حينها يصبح المناضل أسيرا لأسئلة المواطن وإجاباته أيضا، إضافة أن المشروع الذي كان ينص على الوضوح والشفافية يعانقه الآن كوكطيل من الضبابية والغموض»، وتساءلت «كيف لحزب لم يصلح بيته الداخلي أن يقوم بالإصلاح الخارجي؟ كأن بعض أفراده في حلبة ملاكمة، تسعى إلى تصفية حسابات شخصية وسياسية». وكشفت الميموني غياب الديمقراطية الداخلية، واستغلال بعض المناضلين وتحويلهم إلى «كراكيز وقطيع في سبيل التعبئة وتنمية الاقتصاد الجيبي ومصلحتهم الكرسية»، ودعت إلى تحرير الدين من القبضة السياسية، مشيرة إلى أن بعض الأفراد يستغلون الدين كي يبرروا الفساد داخل التنظيم.
وأوضحت الميموني في تصريح لـ«الأخبار»، أنها بدأت تتعرض للمضايقات منذ إبداء موقفها في قضية مصطفى الرميد، في إشارة إلى فضيحة عدم تصريحه بكاتبته لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وقالت «عوض مناقشة أفكاري، بدأ قياديون يناقشون أحمر شفاهي وطلاء أظافري وأناقتي». وأشارت هذه الناشطة التي تحظى بمتابعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنها نشأت في حركة التوحيد والإصلاح الجناح الأيمن للحزب، وجمعية الرسالة جناحه الأيسر، وقالت إنها «من عائلة محافظة حافظة للقرآن، لكنها متحررة ومنفتحة على الحياة»، وشعارها «الدين هو العزلة عن الحرام لا عن الحياة»، وأضافت «انتميتُ لحزب العدالة والتنمية بطريقة تقليدية، إيمانا بمشروع الإصلاح، لكن الحزب الذي لم يستطع أن يصلح بيته الداخلي، كيف له أن يساهم في بناء بيوت خارجية».
وقالت الميموني إنها تعرضت للاستغلال من طرف قياديين للوصول إلى المناصب، وأضافت «كنتُ الطنجاوية الوحيدة التي تؤثر داخل البيجيدي بالإقليم، لأنه من الصعب جدا أن تصنع اسمك بالسوشل ميديا وتؤثر على الشباب سياسيا، وتتفوق على أصحاب روتيني اليومي، وتساهم في تعزيز ثقافة المشاركة السياسية للشباب بالواقع والعالم الافتراضي كذلك حتى يصبح اسمك كشابة مؤثرة سياسية تبلغ أكثر من 280 ألف متابع، ومحاضرة بعدّة جامعات على المستوى الدولي»، وأشارت إلى تزكيتها للعمل إلى جانب الوزير السابق، نجيب بوليف، المكلف بالتنظيم الحزبي خارج المغرب، قبل أن تتعرض للحصار داخل التنظيم، حسب قولها.
وبخصوص علاقتها بحركة التوحيد والإصلاح، أوضحت أن الحركة هي «مؤسسة دعوية تعلمت منها الأخلاق والقيم والوضوح، لكنهم لم يتقبلوا فكرة أن أكون حافظة لجزء مهم من كتاب الله، وأناقش في الدين، وأقوم بطلاء الأظافر في الوقت نفسه»، وأضافت «أنا إنسانة يميّزها الوضوح، نضرب عكاري ونعرض القرآن، فين المشكل؟»، وأكدت أنها ستظل ممتنة لتجربتها مع حركة التوحيد والإصلاح، لكنه «الآن قد افترقت سبل الوصال بيننا، لأنني لا أستطيع أن أظل في حركة فيها الكثير من القيل والقال وازدواجية المواقف والنفاق، حوتات وسخو شواري الحركة»، أما بخصوص علاقتها بجمعية الرسالة للتربية والتخييم فاعتبرتها علاقة مقدّسة، وقالت الميموني «نشأتُ مع إخوتي حتى صرتُ أمارسُ التأطير الدعوي والتربوي معهم، أحب المسؤولين فيها كثيرا لأنهم أناس لم يُغيروا طينتهم، مازالت تجمعنا المحبة والاحترام والتقدير».

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى