حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرفسحة الصيف

أحمد خليل بوستة.. مهندس معماري تشبع بروح فكر علال الفاسي

ولد امحمد بوستة سنة 1923 بمدينة مراكش، رغم أن بطاقة تعريفه الوطنية تحمل تاريخا آخر، إذ تؤجل ولادته إلى ما بعد عامين، أي سنة 1925. كجميع أطفال تلك الفترة الزمنية، التحق امحمد بالمسيد وكان يتردد على الحلقات الدراسية بالمسجد، قبل أن يشرع في تعليمه الابتدائي والثانوي في مسقط رأسه، ثم غادر مراكش صوب فرنسا لاستكمال دراسته العليا في جامعة السوربون في تخصص القانون والفلسفة، هناك انخرط في التنظيمات الطلابية المغربية والعربية، وأصبحت له دراية بالنضال بعد أن خبره في لقاءاته وهو شاب برموز الحركة الوطنية، قبل أن يدخل التاريخ كأحد أصغر مؤسسي حزب الاستقلال.

 

بوستة.. المراكشي الذي كسر الهيمنة السياسية للفاسيين

حين عاد إلى المغرب، بعد إتمام دراسته بفرنسا، فتح مكتب محاماة في الدار البيضاء عام 1950، ثم شارك كمحام في أغلب المحاكمات السياسية التي عرفها المغرب بعد الاستقلال، ثم أصبح بوستة في ما بعد نقيبا للمحامين.

وكان بوستة من أوائل من كسروا هيمنة السياسيين ذوي الأصول الفاسية على لجنة حزب الاستقلال التنفيذية. غداة وفاة الزعيم التاريخي للحزب، علال الفاسي، عام 1974، أصبح بوستة أمينا عاما للحزب، قبل أن يستقيل عام 1998، وتعود الزعامة إلى العائلات الفاسية من خلال عباس الفاسي، الذي كان متدربا في مكتب المحاماة الذي كان يديره امحمد.

وشغل بوستة منصب وزير ثلاث مرات، شغل منصب كاتب الدولة في الخارجية عام 1958، وكان وزيرا للوظيفة العمومية عام 1961 ووزيرا للخارجية، قبل أن يقدم استقالته سنة 1963، ثم عين مرة أخرى في المنصب ذاته في الفترة بين 1977 و1983، في عز الاحتقان السياسي.

واشتهر الراحل برفضه طلبا من الملك الراحل الحسن الثاني بقيادة الحكومة المغربية سنة 1992، بسبب اشتراط الملك وجود وزير الداخلية القوي الراحل إدريس البصري في هذه الحكومة. وكان آخر ما قام به الراحل في حياته السياسية، قبل أن تسوء حالته الصحية، ويدخل المستشفى العسكري بالرباط، دعوته إلى استقالة الأمين العام لحزب الاستقلال السابق، حميد شباط.

توفي القيادي امحمد بوستة عن عمر ناهز 92 عاما.

 

أحمد خليل بوستة..ابن زعيم ورفيق درب مناضل

أثناء فترة مرض امحمد بوستة وإقامته في المستشفى العسكري بالرباط بالجناح الملكي، بناء على تعليمات ملكية، كان ابنه أحمد خليل بوستة، أشبه بناطق رسمي للعائلة يوضح للرأي العام تطورات الوضع الصحي للوالد، بل إن تطميناته خلفت ارتياحا واسعا في صفوف المواطنين عامة، والسياسيين بصفة خاصة، إذ كان أحمد يردد عبارة: «والدي لا يحتاج الآن سوى للراحة ليستعيد عافيته»، لكن فجأة صدر عن العائلة خبر الوفاة، وتبين أن اللقاءات الحزبية المكثفة التي حضرها أنهكته معنويا وبدنيا، إضافة إلى سجالاته السياسية وتصديه لتيار حميد شباط.

منذ وفاة امحمد تدهور الوضع الصحي لزوجته عفيفة بنسليمان، سليلة عائلة بنسليمان، إلى أن التحقت بزوجها بعد أن اشتد عليها المرض، فأمسك الابن أحمد خليل بوستة بخيوط العائلة، وظل المخاطب الأول في كل ما يتعلق بها، خاصة وأن ابنة الفقيد اختارت المجال الطبي ووضعت مسافة بينها وبين السياسة، عكس شقيقها المهندس المعماري خليل الذي دخل غمار العمل السياسي وانتخب برلمانيا في مراكش، كما خاض تجربة في مجلس جماعة مدينته، بل ورافق والده في كثير من المحطات السياسية، خاصة في علاقة الوالد بالزعيم الاستقلالي عباس الفاسي، والتي كان أحمد شاهدا عليها وهو شاب يافع.

وحسب الباحث المراكشي مبارك البومسهولي، فإن أحمد قد نهل من السياسة حين كان يرافق والده، خاصة في اللقاءات التي جمعت امحمد بعلال، وهي «العلاقات التي تجاوزت الصداقة لتصل إلى بعد أسري عميقٍ وحميمي، تقاسمت فيه الأسرتان الأفراح والأحزان والمسرات، الأعراس والمآتم»، على حد قول أحمد.

 

الابن الذي عايش علال الفاسي وتشبع بأفكاره

اختار امحمد بوستة لابنه أحمد هذا الاسم تيمنا باسم والد امحمد، حيث قال أحمد: «كانت أول علاقة لوالدي بسيدي علال في فاس، عندها كان جدي أحمد، أي جد الابن أحمد خليل، يشتغل كمفتش للتعليم، حين حل بمدينة فاس قادما من مراكش».

وأضاف «تابع والدي امحمد بوستة دراسته في كوليج مولاي إدريس، وبهذه المدينة يوجد أخواله، فوالدة والدي من فاس ابنة بنسليمان، وخاله السي المهدي بنسليمان كان من الأعضاء النشيطين في حزب الاستقلال آنذاك، وكان هو القيِم على مقر الحزب بالمدينة العلمية، ويشرف على تداريب وتكوينات الناشئة على المسرح والأناشيد وغيرها، عندها كان يرافق معه والدي السي امحمد بوستة فيقومان معا بترتيب وتنظيف المقر، قبل أن تتطور العائلة ويصبح والدي ظلا لعلال»، يضيف نجل امحمد بوستة.

رافق أحمد خليل والده امحمد في رحلاته الخارجية أيضا: «في سنة 1972 أصيب علال الفاسي بأزمة قلبية، وأثناء فترة النقاهة ذهب إلى مدينة لوزان بسويسرا، فانتقلنا عنده هناك ونحن في طريقنا لحضور الألعاب الأولمبية التي دارت بميونيخ، وقال لنا الوالد، بأنه لا بد من أن نقف ونزور سيدي علال، تم التحق بنا سفير المغرب آنذاك فذهبنا إلى الفندق/العيادة التي كان يقضي فيها فترة نقاهته، تم رافقنا السفير إلى حفل غداء أقامه على شرف سيدي علال والوالد في بيرن، وهي المدينة المعروفة بصناعة الساعات السويسرية، ومن أحد محلاتها اقتنى لي علال ساعة يدوية».

حين توفي علال الفاسي، عاشت عائلة بوستة حالة حداد، وخلال نقل الجثمان من بوخاريست والذي رافقه امحمد، تأخرت الطائرة وانتشرت شائعة فقدانها.

«اعتقدنا أن الطائرة سقطت وعلى متنها الجميع، فأقمنا مأتما للعزاء، وبعدها علمنا أن الأمر يتعلق بوفاة سيدي علال الفاسي فأقمنا له العزاء»، يضيف أحمد خليل.

 

بين السياسة والهندسة المعمارية

يدخل خليل السياسة ويغادرها كلما شعر باختراق أشباه السياسيين للمشهد الحزبي، وكان نزار بركة، الأمين العام، يصر على إعادته إلى الدائرة الحزبية كلما غادرها غاضبا، نظرا إلى علاقته الوطيدة بالقصر، علما أن نجل الزعيم الاستقلالي السابق امحمد بوستة، قد تلقى هدية قيمة من الملك الراحل الحسن الثاني بمناسبة زواجه.

ولأنه يفضل صفة مهندس معماري، فإن ابنة أحمد خليل اختارت بدورها مهنة والدها، بعيدا عن الهم السياسي.

 

نافذة:

يدخل خليل السياسة ويغادرها كلما شعر باختراق أشباه السياسيين للمشهد الحزبي وكان نزار بركة الأمين العام يصر على إعادته إلى الدائرة الحزبية كلما غادرها غاضبا نظرا إلى علاقته الوطيدة بالقصر

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى