النعمان اليعلاوي
في المحطة التاسعة من جولة “مسار الإنجازات” بجهة فاس مكناس، أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن الحكومة والأغلبية ملتزمة بتنزيل الأوراش الكبرى التي تعهدت بها أمام المواطنين، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. وقال أخنوش إن هذه الجولة، التي انطلقت منذ شهر ماي الماضي، أتاحت لهم الاقتراب من المواطنين والاستماع إلى مطالبهم والتعرف عن قرب على واقعهم اليومي، مشددا على أن شعار “تستاهلو أحسن” لم يكن مجرد وعد، بل كان التزاما ومسؤولية تجاه المواطنين الذين وضعوا ثقتهم في الحكومة.
وأضاف أن الحكومة عملت على تقديم الدعم المباشر لأكثر من أربعة ملايين أسرة، حيث يتراوح الدعم الشهري بين 500 و1200 درهم، مع دعم إضافي للأسر التي لديها أطفال. كما استفادت نفس الأسر من زيادات في الأجور بالقطاعين العام والخاص، بما في ذلك القطاع الفلاحي، في حين تمكن أكثر من 72 ألف أسرة من اقتناء سكنها الرئيسي من خلال برنامج دعم السكن. وفي المجال الصحي، أكد أخنوش أن جميع المغاربة باتوا يستفيدون من نفس مستوى الرعاية الصحية، بغض النظر عن الفئة الاجتماعية أو المهنية.
وفي ما يخص الجانب الاقتصادي، شدد رئيس الحزب على أن المغرب يحقق نموا سنويا يقارب 5 في المائة، وأن قطاع السياحة يسجل أرقاما قياسية، حيث من المتوقع أن يستقبل المغرب نحو 20 مليون سائح هذه السنة. وأوضح أن البنية التحتية المتطورة والمهارات العالية للكوادر المغربية تجعل من المملكة وجهة جاذبة للاستثمار على الصعيد الإفريقي، مؤكدا أن بناء الدولة الاجتماعية يتطلب اقتصادا قويا قادرا على دعم هذا المشروع.
أما على صعيد جهة فاس مكناس، فقد أشار أخنوش إلى أهمية الفلاحة في الاقتصاد المحلي، مشيرا إلى أن إنتاج الزيتون قد يصل هذا العام إلى 2 مليون طن، مع بدء انخفاض أسعار زيت الزيتون. وذكر أن الحكومة عملت على توسيع القطب الفلاحي بمكناس على مساحة تفوق 276 هكتارا، إضافة إلى تنفيذ مشاريع لدعم الإنتاج الزراعي وتوفير المواد الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة للأسر.
ولفت أخنوش إلى مشروع سد مداز الذي تم إنجازه في ظرف 8 أشهر بعد سنوات من التأجيل، وهو مشروع سيؤمن مياه السقي لما يقارب 30 ألف هكتار ويحمي المنطقة من الفيضانات، ويستفيد منه خصوصا الفلاحون الصغار، حيث سيتم رفع دخلهم من 30 ألفا إلى 50 ألف درهم للهكتار، كما سيخلق المشروع نحو 10 آلاف منصب شغل ويعزز الاقتصاد المحلي. وذكر كذلك أن مياه سد إدريس الأول وفرت حلا لمشكل انقطاع الماء عن ساكنة جماعة تيسة، في إطار التزامات المنتخبين والمجلس المحلي.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن جهة فاس مكناس سجلت دينامية صناعية مشجعة مع افتتاح مصانع جديدة وتشجيع الاستثمارات في مجالات الطاقات المتجددة والنسيج والطيران وصناعة الزيوت، مما سيساهم في خلق أكثر من 19 ألف فرصة شغل جديدة. وفي السياحة، أوضح أن فتح خطوط جوية دولية مباشرة ساهم في زيادة عدد الزوار، وهو ما ينعكس إيجابيا على الاقتصاد المحلي وفرص العمل، بما في ذلك المناطق القروية والجبلية.
كما توقف أخنوش عند المشاريع الصحية بالجهة، مشيرا إلى جاهزية المركز الطبي المحلي ببنسودة، واقتراب افتتاح “المستشفى النهاري” بإفران، إلى جانب مشاريع مستقبلية تشمل مستشفى بنسودة الإقليمي، ومستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية، ومستشفى التخصصات بمكناس، ومستشفى بولمان الإقليمي، فضلا عن مركز صحي للقرب بجماعة تيسة الذي وصلت أشغال إنجازه إلى 80 في المئة.
وأشار أخنوش إلى أن قانون المالية 2026 يخصص 140 مليار درهم لدعم قطاعي التعليم والصحة، مع إحداث 27 ألف منصب مالي جديد لتعزيز الخدمات العمومية. واعتبر أن هذه الخطوات تعكس حرص الحكومة على تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير التعليم الجيد وفرص العمل والكرامة والرعاية الصحية لجميع المغاربة.
وختم أخنوش مداخلته بالتأكيد على أن الحكومة مستمرة في العمل لتحقيق ما يطالب به المواطنون، معتبرا أن فريقه هو الأكثر قدرة على تنفيذ هذه المهمة الوطنية النبيلة، وتحويل وعد “تستاهلو أحسن” إلى واقع ملموس في حياة المغاربة اليومية.
