حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

هجوم واشنطن يفجّر سباقاً تشريعياً ضد المهاجرين

ترامب يلوّح بوقف الهجرة من «العالم الثالث» والكونغرس يدعو لترحيل المسلمين

مع تصاعد الجدل، حول سياسة الهجرة في الولايات المتحدة، تشهد الإدارة الأمريكية الحالية تحوّلاً أكثر تشدداً تجاه المهاجرين، وخاصة القادمين من دول يصنفها الرئيس دونالد ترامب ضمن «دول العالم الثالث». فقد أعاد هجوم مسلح قرب البيت الأبيض، نُسب إلى مهاجر أفغاني، إشعال النقاش السياسي والإعلامي حول الهجرة والأمن القومي في البلاد. وبينما تندفع جهات جمهورية إلى المطالبة بترحيل المسلمين ووقف استقبال الأجانب، تتجه الإدارة نحو قرارات أوسع تستهدف مراجعة أوضاع المقيمين وحظر مواطني عدد من الدول. هذا التصعيد المتسارع يثير مخاوف من تداعيات عميقة على ملايين الأفراد المنتمين لجاليات مسلمة وإفريقية داخل أمريكا وخارجها.

 

 

إعداد: سهيلة التاور

 

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس الخميس، إنه يعتزم وقف الهجرة من «دول العالم الثالث» بشكل دائم، بعد يوم من إطلاق مواطن أفغاني النار على عنصرين من الحرس الوطني في واشنطن، في وقت دعا أعضاء بالكونغرس إلى حظر وترحيل المسلمين من الولايات المتحدة.

وكتب ترامب، على وسائل التواصل الاجتماعي، «سأوقف الهجرة بشكل دائم من كل دول العالم الثالث للسماح للنظام الأمريكي بالتعافي بشكل كامل»، وهدد أيضاً بإلغاء «ملايين» الطلبات المقبولة التي منحت في عهد سلفه جو بايدن و«ترحيل أي شخص لا يقدم للولايات المتحدة قيمة إضافية». وأكد ترامب أنه سينهي جميع المزايا والإعانات الاتحادية «لغير المواطنين في بلدنا».

وأعلنت إدارة ترامب، الخميس، عن إجراء مراجعة شاملة لجميع حاملي الإقامة الدائمة من 19 دولة اعتبرتها الإدارة «مصدر قلق أمني». وتشمل هذه الدول 12 دولة قررت إدارة ترامب حظر سفر مواطنيها لأمريكا منذ أشهر، ومن بينها أفغانستان ومانيمار وتشاد والكونغو وإريتيريا والصومال وإيران وليبيا والسودان اليمن.

ورداً على أسئلة صحافيين، انفعل ترامب على مراسلة ووصفها بالغباء بعدما أشارت إلى تقرير حديث لإدارته حول خضوع الأفغان الذين نقلوا إلى الولايات المتحدة لتدقيق شامل، وتساءلت «لماذا تحملون بايدن المسؤولية؟». وقال ترامب «هل أنت غبية؟ لأنهم وصلوا على متن طائرة مع آلاف آخرين لا ينبغي أن يكونوا هنا. دخلوا بدون تدقيق أو فحص».

 

هجوم واشنطن يعيد جدل الهجرة

أعلن ترامب أن أحد عنصري الحرس الوطني لولاية ويست فرجينيا، اللذين تعرضا لإطلاق النار من قبل مواطن أفغاني بالقرب من البيت الأبيض توفي، واصفا مطلق النار، الذي عمل مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في بلده الأصلي، بـ«الوحش الهمجي». وفي إطار مكالمته بمناسبة عيد الشكر مع القوات الأمريكية، قال ترامب إنه علم للتو أن الأخصائية سارة بيكستروم (20 عاما)، توفيت، بينما كان الاستاف سيرجنت أندرو وولف (24 عاما)، «يقاتل من أجل حياته». وقال ترامب: «لقد توفيت للتو». وأضاف «لم تعد معنا. إنها تنظر إلينا من الأعلى الآن».

وألقى إطلاق النار، الذي وصفه مسؤولون بأنه هجوم «على شكل كمين»، بظلال قاتمة على عطلة عيد الشكر وأثار ردا صارما تجاه المهاجرين. وفي بيان قصير مصوّر وصف الرئيس الجمهوري المهاجرين بأنهم تهديد وجودي للأمن القومي، في حين أمرت إدارته بوقف فوري لمعالجة طلبات الهجرة من أفغانستان، وقال: «علينا اتّخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان إخراج أي أجنبي من أي بلد لا ينتمي إلى هنا أو لا يأتي بمنفعة لبلدنا. إذا كانوا لا يحبون بلدنا، فلا نريدهم». وكتب جوزيف إدلو، مدير خدمات الجمارك والهجرة، على منصة «إكس»: «وجهت بإعادة فحص شاملة ودقيقة لكل حالات الإقامة الدائمة (غرين كارد) لكل أجنبي من كل دولة مثيرة للقلق». وعندما طُلب من الناطق باسم دائرة خدمات الجمارك والهجرة تحديد البلدان التي كان إيدلو يتحدث عنها، أشار إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب في يونيو والذي صنف 19 دولة باعتبارها «مثيرة للقلق».

 

دعوات لطرد المسلمين

دعا أعضاء بالكونغرس إلى حظر وترحيل المسلمين من الولايات المتحدة. وكتبت النائبة الجمهورية ماري ميلر، من ولاية إلينوي، على «إكس»، وهي تشارك صورة لخبر من صحيفة «نيويورك بوست» عن الحادث: «اطردوهم جميعاً»، بينما كتب السيناتور الجمهوري، من ولاية ألاباما، تومي تيوبرفيل: «لقد استقبل جو بايدن بأذرع مفتوحة هذا الإرهابي الأفغاني الذي أطلق النار على بطلين من الحرس الوطني في واشنطن العاصمة. يجب علينا فوراً حظر جميع المهاجرين المسلمين وترحيل كل إسلامي يعيش بيننا وينتظر فقط شن هجوم».

ودخل المواطن الأفغاني رحمن الله لاكانوال، المتهم في حادث إطلاق النار، إلى الولايات المتحدة خلال فترة الرئيس جو بايدن على متن الطائرات التي نقلت الأفغان الذين تعاونوا مع الحكومة الأمريكية ويخشون على حياتهم، وعمل لمدة تقارب عشر سنوات لصالح هيئات حكومية والجيش الأمريكي وجهاز الاستخبارات المركزية «سي آي ايه»، غير أن شبكة «سي أن أن» أشارت إلى أنه حصل على الموافقة على طلب اللجوء منذ أشهر خلال إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب.

ودعا النائب الجمهوري من تكساس، تشيب روي، إلى ترحيل المسلمين، قائلا في تصريحات لشبكة «فوكس نيوز»: «علينا أن نتذكر أنه تماما كما نحمي الدستور والتعديل الأول، يجب أن نحمي ثقافتنا في الوقت نفسه»، وأعاد ترديد المزاعم عن تطبيق الشريعة، معتبرا أنها تتسرب إلى المجتمع الأمريكي، فيما تساءل النائب براندون جيل: «كم مرة علينا أن نسمع الله أكبر في أمريكا قبل أن نقر أن الإسلام هو المشكلة».

ووجهت عناصر يمينية، بدورها، دعوات لطرد المسلمين من البلاد، في تغريدات لاقت صدى واسعا بين قطاع كبير من الأمريكيين، بينما دعا نواب آخرون إلى تعزيز التحقيق مع المواطنين الأفغان. وذكر مسؤولون أن وزارة العدل ستطلب تطبيق الإعدام على المواطن الأفغاني. وسبق أن أعلنت المدعية العامة لمقاطعة كولومبيا، جينين بيرو، عن توجيه اتهمامات جنائية إلى المتهم وأنه في حال وفاة أحد المصابين ستتم المطالبة بإعدامه.

 

12 دولة ممنوعة من الولايات المتحدة

كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أصدر قرارا بحظر السفر في ما يتعلق بعدد من دول العالم وهي:

 

أفغانستان

وجهت اتهامات عديدة لأفغانستان في إعلانٍ رئاسي وقعه ترامب. وسلط هذا الإعلان الضوء على أن حركة طالبان، التي تسيطر على البلاد، مصنفة من قبل الولايات المتحدة بكونها جماعة إرهابية دولية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع قليلة من إعلان إدارة ترامب أنها ترى تحسناً في الأوضاع في أفغانستان تزامناً مع إعلان انتهاء حالة الحماية المؤقتة للأفغان الذين يعيشون في الولايات المتحدة.

ويتهم ترامب أفغانستان أيضاً بعدم وجود سلطة مركزية «تتمتع بالكفاءة والاستعداد للتعاون» لإصدار جوازات السفر أو الوثائق المدنية. ومثل ما هو الحال مع دول أخرى في قائمة ترامب، يتم التركيز أيضاً على مشكلة المواطنين الأفغان الذين تجاوزت إقامتهم مدة التأشيرات.

 

إيران

كانت الولايات المتحدة انتقدت طهران، في وقت سابق، بسبب رعايتها المزعومة لجماعات تعمل بالوكالة في المنطقة، مثل حماس وحزب الله.

وذكر الإعلان الجديد الذي أصدره ترامب أن إيران «مصدر الإرهاب الكبير في جميع أنحاء العالم»، ولا تتعاون مع الولايات المتحدة بشأن المخاطر الأمنية، و«فشلت تاريخياً في قبول مواطنيها المُرحَّلين».

يأتي ذلك وسط تراشق بالتصريحات بين الدبلوماسيين من الجانبين بشأن التوصل إلى اتفاق حول قدرات إيران في بناء الأسلحة النووية.

 

الصومال وليبيا

ساقت قرارات ترامب أسباباً مماثلة في حالة الصومال، إذ وصف ترامب هذه الدولة من دول شرق إفريقيا بأنها «ملاذ آمن للإرهابيين». ومثل إيران، تواجه الصومال اتهامات بعدم قبول مواطنيها عند ترحيلهم من الولايات المتحدة.

لكن ترامب أثار نقطة أخرى تتمثل في أن «الصومال تختلف عن الدول الأخرى من حيث افتقار حكومتها الشديد إلى القيادة والسيطرة على أراضيها، وهو ما يقوض إلى حد كبير قدراتها الوطنية على مختلف المستويات».

وتواجه الحكومة الصومالية تحدياً كبيراً من الإسلاميين المسلحين. وتعهدت «بالانخراط في حوار لمعالجة المخاوف التي أثارها» ترامب.

ووصف ترامب ليبيا بأنها «وجود إرهابي تاريخي»، وهو ما يشار إليه باعتباره تهديداً أمنياً للأمريكيين.

وتعد ليبيا والصومال من بين الدول المدرجة في قائمة ترامب التي انتقدها بسبب عدم كفاءتها المزعومة في إصدار جوازات السفر.

 

هايتي

سلط ترامب الضوء على أن «المئات والآلاف من المهاجرين الهايتيين غير الشرعيين تدفقوا إلى الولايات المتحدة في فترة ولاية بايدن».

وأشار ترامب إلى العديد من المخاطر التي تنطوي عليها الهجرة غير الشرعية من هايتي – بما في ذلك إنشاء «شبكات إجرامية» علاوة على ارتفاع معدل الإقامة بعد تجاوز مدة التأشيرات.

وأشارت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي إلى أن أكثر من 852 ألفاً من مواطني هايتي يقيمون في الولايات المتحدة حتى فبراير 2024. رغم ذلك، لم تقدم هذه البيانات أي تفاصيل عن وقت وصول هؤلاء المهاجرين إلى البلاد.

وتوجه الكثير من مواطني هايتي إلى الولايات المتحدة بعد زلزال مدمر ضرب بلادهم عام 2010، أو هرباً من عنف العصابات الذي استشرى في هذه الدولة الكاريبية. وأشار الرئيس الأمريكي إلى غياب السلطة المركزية في هايتي في ما يتعلق بإنفاذ القانون.

 

تشاد والكونغو.. وغينيا الاستوائية

وجه ترامب اتهاماً واحداً لهذه الدول، وهو تجاوز إقامات مواطنيها في الولايات المتحدة مدة التأشيرة نسبياً.

وتُعرّف وزارة الأمن الداخلي الأمريكية «مُتجاوز مدة الإقامة» بأنه الشخص الذي يبقى في الولايات المتحدة بعد انتهاء فترة السماح له بالدخول، دون أي دليل على تمديدها. ويشير هذا «المعدل» إلى نسبة الأشخاص الذين تجاوزوا مدة الإقامة.

وواجهت دولة تشاد، الواقعة في وسط إفريقيا، انتقادات بسبب «تجاهلها الصارخ لقوانين الهجرة في الولايات المتحدة».

وسلطت الوثيقة الضوء على ارتفاع معدل تجاوز التشاديين مدة الإقامة في الولايات المتحدة بنسبة 54 في المئة سواء على مستوى الحاصلين على تأشيرات عمل أو سياحية في عام 2023، وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الأمن الداخلي.

وارتفع معدل تجاوز مدة إقامة مواطني الكونغو برازافيل وغينيا الاستوائية في الولايات المتحدة إلى 29.63 في المئة و21.98 في المئة على التوالي. إلا أنها لا تزال أقل من المعدلات في لاوس، التي تواجه قيوداً أقل.

 

ميانمار

تواجه ميانمار – التي يشار إليها ببورما في إعلان ترامب – اتهامات مماثلة بانتهاك قواعد الإقامة الطويلة.

وتواجه الدول المشمولة بقرارات ترامب، بما في ذلك إيران، اتهامات أخرى بعدم التعاون مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بقبول المواطنين البورميين المرحلين.

 

إريتريا والسودان.. واليمن

بالنسبة لهذه الدول الثلاثة، زعم ترامب أن قدرتها وكفاءتها في ما يتعلق بإصدار جوازات سفر ووثائق مدنية محل شك.

واتهم ترامب إريتريا والسودان أيضاً بارتفاع نسبي في معدل تجاوز الإقامة مدة التأشيرة. وألقت قراراته باللوم على إريتريا بسبب عدم إتاحتها سجلات مواطنيها الجنائية للولايات المتحدة، ورفضها قبول المواطنين المرحلين.

ومثل ما هو الحال في الصومال، اتهمت الوثيقة اليمن أيضاً بانعدام السيطرة على أراضيه، وأوضحت أن اليمن مسرح لعمليات عسكرية أمريكية نشطة. وتقاتل الولايات المتحدة الحوثيين، الذين سيطروا على مساحاتٍ واسعةٍ من شمال وغرب البلاد أثناء الحرب الأهلية.

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى