حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيسياسية

أطفال يحملون البنادق..

يونس جنوحي

سفيرة المغرب في كولومبيا والإكوادور دعت أول أمس، من خلال منشور نشرته للعموم، إلى إنقاذ الأطفال في مخيمات تندوف.

السيدة فريدة يتابعها عبر «تويتر» أزيد من خمسين ألف شخص. ولا بد أن منشورها سوف يحظى باهتمام صحافيين وأساتذة هناك. لكن التدوين وحده لا يكفي للترويج للقضية المغربية خصوصا في دولة مثل كولومبيا.

إذ أن الانفصال يبقى دائما خيارا مدعوما لدى أغلب مفكري وأساتذة أمريكا اللاتينية، وحتى أدبائها وشعرائها وصحافييها.

بالعودة إلى منشور السيدة السفيرة، فإنها أرفقته بصور لأطفال من مخيمات تندوف، ويظهرون بوجه مكشوف وهم يحملون السلاح، وأعلام الجبهة الانفصالية، ويقفون في الطابور على طريقة المجندين العسكريين.

السؤال لماذا لم تتدخل منظمات رعاية الأطفال وحقوق القاصرين، والتي تنشط بشكل مكثف في دول أخرى، لكي تحمي حقوق هؤلاء القاصرين الذين يستغلهم غالي ومن معه، ويحكمون على مستقبلهم بالضياع في تلك المخيمات.

مشكلة الانفصال في الصحراء المغربية سوف تُحل في خمس دقائق فقط لو أن قيادة البوليساريو خيروا الناس بين البقاء في مخيمات تندوف، وسط الخلاء حيث لا طير يطير ولا وحش يسير، وبين مغادرة الخيام وحلّ المخيم نهائيا. الجميع سوف يختارون الزحف نحو أقرب مدينة مغربية، كما هو شأن المئات الذين هربوا من المخيمات على امتداد أزيد من عشرين سنة، ويستخرجون بطاقة وطنية مغربية ويقطعون أي اتصال مع قيادة البوليساريو التي تطالب بالانفصال والسيادة على أرض لا يوجدون فوقها أصلا.

تجنيد الأطفال يبقى جريمة حرب. ولا يمكن لأي نظام في العالم أن يحظى بأي شرعية تحت أي ظرف كان ما دام يجند الأطفال.

أنظمة قائمة لا مكان فيها للانفصال أصلا، تُفرض عليها اليوم عقوبات دولية لثبوت جريمة تجنيد الأطفال في حقها، فما بالك بالحركات الانفصالية التي لا تعترف بها الدول الغربية أصلا.

سبق لمنظمات إنسانية وحكومات أوروبية أن دقت ناقوس الخطر بشأن الوضع في مخيمات تندوف، خصوصا مع صدور تقارير من الصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان تؤكد اختفاء المساعدات الإنسانية وتبخر تحويلات مالية مهمة خلال السنوات العشر الأخيرة. وثبت لاحقا أن تلك التحويلات المالية تجد طريقها إلى أبناك سويسرا بدل أن يستفيد منها سكان تندوف الذين فُرض عليهم أن يبقوا حبيسي تلك المخيمات، في ظروف غير إنسانية.

أطفال تندوف الذين يحصل إبراهيم غالي على دعم دائم مقابل إطعامهم، لا يزالون يقيمون في الخيام، ويعيشون معزولين تماما عن العالم. ورغم ترحيب بعض الأنظمة التي تدعم الانفصال خصوصا في أمريكا اللاتينية، بتدريس أبناء المخيمات وتنظيم رحلات لصالحهم لكي ينضموا إلى معسكرات هناك، إلا أنهم لا يزالون للأسف مجرد دروع بشرية يستعملها الانفصاليون لجلب الدعم المادي والضغط على المنظمات الإنسانية لكي تستمر في تحرير الشيكات لصالحهم.

ما ينقص الدبلوماسية المغربية في الأخير، ليس هو تعميم صور أطفال مخيمات تندوف وحسب، خصوصا في دول أمريكا اللاتينية التي بدأت فعلا في سحب اعترافها بالبوليساريو منذ سنوات.

يلزمنا لوبي مؤثر حقيقي لإثارة انتباه الرأي العام والمفكرين والصحافيين وحتى مخرجي السينما إلى عدالة القضية المغربية واختلافها جذريا عن قضايا «تقرير المصير» التي تحظى بشعبية كبيرة في دول أمريكا اللاتينية التي طالما تغنى كُتابها وأدباؤها بتحرير الإنسان، وتُرجمت أعمالهم إلى كل لغات الأرض.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى