
باتت الأغلبية المكونة لمجلس جماعة طنجة تتجه نحو التفكك، حيث ظهرت أولى بوادر هذا الأمر خلال الدورة العادية لشهر فبراير للجماعة، التي انعقدت أول أمس الثلاثاء بمقر المجلس في أجواء مشحونة، بعدما أعلن النائب الأول لعمدة المدينة، محمد غيلان، لأول مرة، ما وصفه باستنكاره للتدبير غير المعقلن الذي يتم به تسيير الجماعة، مؤكدا أن هذا التدبير يسير بالمجلس نحو النفق المسدود، في الوقت الذي هدد محمد الحمامي، رئيس مقاطعة بني مكادة، بدوره، خلال أشغال الدورة، بالاصطفاف في المعارضة، وهو ما يهدد الأغلبية برمتها في حال تم تشكيل اصطفاف داخلي جديد.
وفي الوقت الذي التزم العمدة الصمت تجاه هذا الوضع، أكدت المصادر الجماعية أن هذا الوضع سيزداد تأزما، حيث تتهم بقية الفرق العمدة بتشكيل ما وصفته بـ«لوبي» بداخل المجلس والاستعانة بموظفين ونافذين بالمقاطعات لسحب البساط من رؤسائها، وهو أمر سيجر الجماعة مستقبلا لمشاحنات هي في غنى عنها، تشدد المصادر، في ظل توجه البوغاز نحو الخروج من هذه الصراعات التي ساهمت في جمود عدد من المشاريع.
إلى ذلك، تمت المصادقة، خلال الدورة، على عدد من الملفات، منها المصادقة على الملحق التعديلي رقم 1 لاتفاقية الشراكة من أجل إنجاز محجز جماعي للكلاب والقطط والحيوانات الضالة بين ولاية جهة طنجة وجماعة طنجة. وبخصوص قطاع المرافق العمومية والخدمات، تمت المصادقة بالإجماع على دراسة ملتمس مقاطعة بني مكادة لإحداث مرائب تحت أرضية لركن السيارات، والمصادقة على تعديل مقرر المجلس عدد 279/2019 بتاريخ 25 نونبر 2019 بشأن تنظيم جماعة طنجة وتحديد اختصاصاتها، منها تنظيم إدارة مقاطعة مغوغة. وفي مجال الميزانية وشؤون المالية والبرمجة، تمت المصادقة بالإجماع على برنامج الاستثمار بمقاطعة بني مكادة، ومقترح برنامج التجهيز للمقاطعة نفسها. أما في مجال الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية، فتمت المصادقة بالإجماع على منحة دعم جمعية اتحاد طنجة لكرة القدم برسم سنة 2023، وهو الدعم الذي تم انتقاده مرارا نظرا لكون نتائج الفريق باتت غير مشجعة.
للإشارة، فإن المشاحنات التي يعرفها المجلس سبق أن دفعت خمسة أحزاب من الأغلبية والمعارضة بمجلس الجماعة إلى تقديم ملتمس لوالي الجهة، تطلب فيه سحب الثقة من عمدة مدينة طنجة، منير الليموري، بسبب ما وصفته الأحزاب الموقعة على الملتمس بكونه أوصل المجلس الجماعي لطنجة للنفق المسدود، على إثر عدد من القضايا التي بدأت تطفو على السطح، وتبين أن له دورا في ذلك، حسب هذه الأحزاب، ضمنها المشاركة في التسيير إلى جانب العمدة، في حين لم يخرج العمدة بأي توضيحات بشأن هذا الملتمس، كما حاولت الجريدة مرارا الاستماع لوجهة نظره حول هذا الموضوع لكن دون جدوى.
طنجة: محمد أبطاش





