شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

أنا أول لاعب مغربي يشارك في نهائي كأس الاتحاد الأوربي لكرة القدم وأول لاعب يحمل قميص عشرة أندية فرنسية

مانسيناكش ميري كريمو (لاعب دولي سابق):

حسن البصري

كيف عشت أيامك الأولى في جزيرة كورسيكا؟

في تلك الفترة (منتصف السبعينات) لم يكن “غوغل” ظهر بعد لأبحث عن المدينة وأتعرف عليها، لهذا سأكتشفها وأنا أضع قدمي فيها. علمت أن باستيا توجد في جزيرة كورسيكا، وهي المحور الرئيسي للنشاط التجاري فيها بفضل مينائها الرئيسي. المنطقة بحرية أولا وفلاحية ثانية، ثم سياحية بالنظر للآثار والمعالم التاريخية الموجودة بها. هي قريبة إلى إيطاليا، لذا تحضر الثقافة الإيطالية بشكل واضح في الحياة اليومية في إقليم كورسيكا. في يومي الأول تعرفت على مغاربة من مدينة بركان كانوا يعملون في المجال الفلاحي. ولا تفوتني الإشارة إلى صديقي برادة، الذي كان رئيسا لفريق الترجي البيضاوي أول فريق تكونت فيه. لقد أصر على مرافقتي إلى باستيا وقضى معي شهرا كاملا، وساعدني على الاندماج داخل محيط جديد غير مألوف عندي.

هل عانيت من الإقصاء وأنت تعيش حياة الغربة في كورسيكا؟

كنت لاعبا في طور التكوين، أي أنني كنت أتهيأ لدخول عالم الاحتراف، لأن مسؤولي نادي باستيا لم يستقطبوني للفريق من أجل اللعب للفريق الأول مباشرة. الهاجس الأول الذي كان يسكنني هو البحث عن الاندماج في محيط جديد داخل مجتمع جديد في مناخ جديد مع كرة جديدة وغريبة عني أنا القادم من فريق ينتمي للقسم الثالث. أهم شيء ركزت عليه هو الدراسة، حيث سجلت في إحدى المؤسسات التعليمية وكنت أوزع وقتي بين التمدرس والكرة، وهنا لابد من الإشادة بالدور الكبير الذي لعبه المسير برادة الذي رافقني في أيامي الأولى مع نادي باستيا وقضى معي فترة الاستئناس بالأجزاء وحين قرر العودة إلى المغرب انهمرت دموعنا. لم يكن في الفريق أي لاعب عربي، ولكن بعض لاعبي الفريق الأول كانوا يصرون على مرافقتي من بيتي إلى الملعب بواسطة سياراتهم كنوع من الدعم لشاب مغترب.

متى استطعت فرض ذاتك مهاجما، بالرغم من وجود مهاجمين من العيار الثقيل؟

بعد سنة تقريبا، في البداية لم أكن أساسيا أي أنني كنت أتمرن مع الفريق الأول وأخوض المباريات الودية، في انتظار فرصتي. وتدريجيا بدأ المدرب يقحمني في التشكيلة الأساسية في مركز قلب هجوم. هنا لابد من الإشادة بالمدرب الخبير بيير كاوزاك، الذي ساهم بدوره في تأقلمي التدريجي مع نجوم الكرة الفرنسية والعالمية.

وصول نادي باستيا الفرنسي لنهائي كأس الاتحاد الأوربي أدخل كورسيكا وميري التاريخ، أليس كذلك؟

في سنة 1978 عرفت الكرة الفرنسية قفزة كبيرة، على مستوى الأندية بالخصوص. فريق باستيا فاجأ الجميع في مسابقة الاتحاد الأوربي بالوصول إلى المباراة النهائية، فقد تأهلنا على حساب فرق كبيرة، من حجم سبورتينغ لشبونة في أول دور ونيوكاستل الإنجليزي وطورينو الإيطالي، وكارل زيس الألماني وغراشوبر السويسري قبل النهائي أمام إيندوفن الهولندي. أتذكر أن المدرب كاوزاك طلب مني، قبل أصعب مباراة ضد طورينو، الاستعداد للدخول أساسيا. لم أنم تلك الليلة، خاصة وأني كنت شاهدت الملعب مكسوا بالثلوج والجمهور يراهن على هزم فريق إيطالي كبير علما أن كورسيكا تستلهم الكثير من الكرة الإيطالية. الحمد لله سجلت هدفين، لم ينتبهوا إلى لاعب مغمور من المغرب اسمه كريمو، لنصل إلى المباراة النهائية أمام فريق بي إس في إيندوفن. للأسف خسرنا اللقب ولكن ربحنا عطف وقلوب الفرنسيين، خاصة وأننا دخلنا المنافسات دون أن يرشحنا أحد للوصول إلى آخر محطة.

كنت أول لاعب مغربي في النهائي الأوربي..

من الصدف الغريبة أن يصل لاعب مغربي وابن الحي الذي عشت فيه طفولتي «بوركون» إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، سنة 1988، أي بعد عشر سنوات على وصولي إلى نهائي الاتحاد الأوربي. حقق رضوان حجري إنجازا كبيرا مع فريقه السابق بينفيكا البرتغالي، الذي خسر المباراة أمام بي إس في إيندوفن الهولندي، أي الفريق نفسه الذي هزمنا في النهائي، وجاء فوز أصدقاء رضوان بضربات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، بل إن صديقي حجري كان مساهما في هذا الإنجاز بتسجيله هدفا من بين أهداف ضربات الترجيح.

لماذا اخترت مغادرة باستيا؟

قضيت ست سنوات رفقة الفريق الكورسيكي، فقررت أن أغير الأجواء بالرغم من العلاقات الوطيدة التي ربطتها مع ساكنة المدينة وجمهور باستيا. جاءني عرض من ليل الفرنسي فلبيت الدعوة ومن تم بدأت رحلتي بين الأندية الفرنسية، على غرار تولوز الذي وقعت معه عقدا برغبة من المدرب الذي أشرف على تدريبي في باستيا. كان الفريق في القسم الثاني ويراهن على الصعود، قلت لمدربي: لولا حبي لك ومكانتك عندي لما قبلت اللعب في فريق بالقسم الثاني. الحمد لله حققنا الهدف وعاد نادي تولوز إلى القسم الأول، لتستمر الرحلة إلى ستراسبورغ التي تعرضت فيها لإصابة أبعدتني عن الملاعب، ثم إلى ميتز التي انفجرت فيها كهداف وسجلت 23 هدفا، ولوهافر وسانت إتيان وتور وماطرا راسينغ الباريسي.. لأصبح بذلك رحالة البطولة الفرنسية.

جاورت عزيز بودربالة في ماطرا راسينغ الباريسي، هلا حدثتنا عن هذه التجربة؟

التحقت بفريق ماترا راسينغ، الذي اعتبره الكثيرون في تلك الفترة واحدا من أقوى الأندية الفرنسية، بفضل حجم الانتدابات والإمكانيات المالية. كان في الفريق مغربيان من أعز أصدقائي هما بودربالة والعيد إلى جانب الجزائري حليم بنمبروك، ونجوم من العيار الثقيل أمثال فرانسيسكولي وماكسيم بوسيس، وليتبارسكي ولويس فرنانديز، وأولميطا وأسماء أخرى. غير أن الفريق عجز عن التألق، وبعد موسم واحد، فقط، رحل المدرب البرتغالي أرتور جورج، وخلفه روني هوس، كما رحل عدد من اللاعبين عن صفوف الفريق بسبب مجموعة من المشاكل التي عجز مسؤولوه عن حلها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى