
حسن البصري
سألت وكيل أعمال لاعبين عن سر فشل صفقة لاعب أجنبي، كان على وشك الانضمام إلى نادي الوداد الرياضي، قبيل مونديال الأندية لكرة القدم، الذي تحتضنه الولايات المتحدة الأمريكية.. فرد بنبرة ساخرة وهو يضرب كفا بكف:
إنه الكلب «المسخوط» الذي عطل الصفقة.
قلت لجليسي: لا يمكن لكلب يعيش في عصمة لاعب كبير أن يكون «مسخوطا»، هذا كلب «مرضي» الوالدين.
شرح لي الوكيل تفاصيل نواقض الصفقة، والتي اشترط فيها اللاعب وضع كلبه «دانينو» تحت العناية اليومية والرعاية الصحية، إلى حين عودته من أمريكا. ووضع أيضا رهن إشارة الوكيل دفتر تحملات عسير التنفيذ.
صرف الوداد النظر عن اللاعب وكلبه، وبحث عن لاعب غير مرتبط يعفي الفريق من النباح ومأكولات الكلب وتنقلاته.
عاش الرجاء الرياضي قصة مماثلة مع كلب اللاعب المصري عمرو وردة، حين تعاقد محمد بودريقة مع هذا اللاعب، ليفاجأ برفض وردة الإقامة في فندق مصنف، مجبرا إدارة النادي على استئجار فيلا في المدينة الخضراء ضواحي بوسكورة، حتى ينعم اللاعب وكلبه المصون.
فشلت صفقة وردة حين ادعى المرض، لكن الكلب ظل يشغل بال مسؤولي الفريق، حيث تعهد النادي بإرساله إلى مصر، فيما اقترح أحد المسيرين وضعه في جمعية الرفق بالحيوان، وهو ما زاد من غضب اللاعب وهدد باللجوء إلى غرفة المنازعات.
حين كان عمرو لاعبا في صفوف فريق باوك اليوناني، حرص على التواصل مع متابعيه عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» بصور برفقة كلبه، حتى أصبح التفاوض معه يشترط توفر النادي على طبيب بيطري.
أغرب المواقف التي عاشها الاتحاد المغربي لكرة القدم، في عهد الرئيس الفاسي الفهري، هي التي ارتبطت بكلب البلجيكي إيريك غيريتس، مدرب «أسود الأطلس» الأسبق.
فقد كان لوجود كلب المدرب البلجيكى حظا من حالة السخط التي انتابت الجمهور المغربي، إذ قبل سفره برفقة عناصر المنتخب المغربي إلى معسكر بإسبانيا، أبلغ بعض أعضاء الاتحاد المقربين منه بأنه لم يجد شخصا يتدبر أمر «كلبه» ورعايته في غيابه، سيما وأنه يعيش وحيدا في «الفيلا» التي وفرها له الاتحاد في الهرهورة.
الأعضاء تكفلوا بحل المشكلة من خلال وضع كلب غيريتس في مكان آمن بالدار البيضاء ليحظى بالعناية اللازمة على نفقة جامعة الفهري، حيث أدت فاتورة إقامته في مصحة خاصة بالحيوانات.
تساءل المكلف بمرافقة كلب غيريتس، عن سر انشغال مدرب «الأسود» بكلب، وكيف لكلب أن يحظى بمكانة اعتبارية تتفوق قيمة الأسد؟
في واقعة هي الأغرب في الملاعب، قام كارلوس جارا ساجوير، المدير الفني لفريق «سبورتينغ كلوب» الباراغواياني، باختيار «كلب» ليعمل إلى جانبه مساعدا له في تدريب النادي، وحارسا خاصا له بعد التدريب.
أصبح الكلب مدلل الفريق، فعندما يأتي الرئيس إلى النادي يرحب به الكلب ولا يهرب منه، ويتحرك معه على خط الملعب وداخله، عندما يعطي المدرب التعليمات للاعبين في المران وفي ممر غرف ملابس اللاعبين يكون الكلب أول الحاضرين.
لكل لاعب كلبه، فقد اختار ميسي لكلبه اسم «هالك»، ويملك نيمار كلبا اسمه «بوكر»، ومع مرور الوقت أصبح لكلب ميسي محتضن رسمي يروج لمأكولات الحيوانات.
مرة عض كلب المطربة أم كلثوم طالبا قرب باب فيلاتها، فكتب الشاعر أحمد فؤاد نجم قصيدة يسخر فيها من كلب «كوكب الشرق»، عندما قرأت أم كلثوم القصيدة قالت: «هاخرب بيت اللي كاتب القصيدة»، فقال لها الكاتب الصحفي جليل البنداري: «اللي كتبها معندهوش بيت».
فقالت له: أنا هاشرده.
فرد عليها البنداري: هو مشرد أصلا.





