إذا صدر العيب من أهل العيب لا يعد عيبا، مقولة تنطبق تماماً على التصرف المسيء والأرعن للسلطات الجزائرية في حق فريق النهضة البركانية، الذي أجبرته القرعة على مواجهة فريق جزائري. لذلك لم يعد صادما أو مفاجئا أن تصدر تصرفات جنونية واستفزازية من نظام مصاب بمرض فوبيا المغرب، بل بالعكس سيكون مفاجئا للجميع أن تصدر مواقف متعقلة ورزينة من نظام الكابرانات.
إن ما يصدر في كل مناسبة، سواء كانت رياضية أو فنية أو ثقافية أو ديبلوماسية، من مواقف مسيئة يتسق مع توجه نظام عسكري يحاول جاهدا خلق انتصارات وهمية في قضايا وهمية، قبل أن يجد نفسه في موقف محرج، كما حصل مع قضية فريق بركان حيث أجبرت الكاف السلطات الجزائرية على مشروعية القمصان التي تحمل الخريطة المغربية.
والمؤسف أنه مع هذا الجار الأخرق تحولت خرائط الدول وأعلام أوطانها إلى جرائم جنائية وشعارات سياسية، فيما هي مظهر من مظاهر المواطنة التي ينبغي أن تحظى بالاحترام من لدن كل الدول، لكن قدرنا أننا حُشرنا مع نظام عسكري يسيء إلى نفسه قبل أن يسيء إليه الغير، ويتفنن في الانتقام من نفسه وهو يعتقد واهما أنه يؤذي الآخرين.
وفي الحقيقة، فإن ما وقع في مطار الهواري بومدين، من تصرفات صبيانية وانفعالية، ليس سوى رد فعل لصفعات ديبلوماسية موجعة شعر بها نظام الكابرانات أخيرا وجعلته يتحول إلى نظام أكثر عدوانية تجاه أي شيء يحمل شعارات مغربية، ويحاول تصوير نفسه أنه قوة عظمى فيما هو يعيش لحظة ضعف، لذا تخضع تصرفاته للمزاجية والانفعال والتسرع، وغالبا ما تكون عواقبها وخيمة كما وقع بعدما قررت الكاف تأييد موقف النهضة البركانية.
والخلاصة أن على نظام الكابرانات أن يكف عن جعل نفسه مهزلة أمام العالم، وذلك لمصلحته قبل مصلحة الشعب الجزائري. فمهما مارس من تصرفات رعناء فإن ذلك لن يكون إلا علاجا مسكنا للضربات التي يتلقاها كل يوم، وبالتأكيد فإن الشعب الجزائري لن يقبل بهذه الحماقات حينما تفتح له الفرصة لكي يقول لنظامه المجنون كفى جنونا.
