الأخبار
تتواصل، صباح اليوم السبت، مجريات الدورة العادية من اختبارات السنة الثانية باكالوريا، والتي انطلقت، صباح أول أمس الخميس، بأكثر من 1995 مركزا وحوالي 30000 قاعة إجراء خصصتها وزارة التربية الوطنية للامتحانات بمجموع التراب الوطني، من أجل تمكين حوالي 495.395 مترشحة ومترشحا، منهم 385.330 من المترشحين الممدرسين، و110.065 من المترشحين الأحرار، من اجتياز الدورة العادية للباكالوريا في ظروف جيدة.
الوزير يتابع اختبارات «الباكالوريا» بحي شعبي بالرباط
عاين محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، صباح أول أمس الخميس، مجريات اليوم الأول من اختبارات الباكالوريا برسم الدورة العادية 2025، حيث زار رفقة الحسين قضاض، الكاتب العام للوزارة بالنيابة، ومحمد عواج، مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، والمدير الإقليمي للوزارة بالرباط، مركز الامتحان بالثانوية التأهيلية عبد الكريم الخطابي بحي يعقوب المنصور بالعاصمة، وقد اطلع الوزير على سير مجريات اليوم الأول، ومختلف العمليات المرافقة لهذا الإجراء، وقد عبر عشرات الآباء والأمهات بمدخل مؤسسة عبد الكريم الخطابي للوزير برادة والكاتب العام للوزارة عن ارتياحهم الكبير لدروس الدعم والمواكبة التي وفرها الأساتذة للتلاميذ، قبيل إجراء الامتحانات، بمختلف المؤسسات التعليمية وفي كل الشعب الدراسية.
وشكلت هذه الزيارة فرصة لتفقد سير هذه الامتحانات، التي تجرى في أجواء تضمن تحصين مصداقية وموثوقية شهادة الباكالوريا، وتدعم آليات ضمان الاستحقاق وتكافؤ الفرص بين جميع المترشحات والمترشحين.
وفي هذا الصدد، أشادت الوزارة بالمجهودات التي تبذلها هيئة التدريس والأطر التربوية والإدارية في مواكبة التلميذات والتلاميذ، طيلة الموسم الدراسي، وخلال هذه المحطة الهامة. كما تثمن الاهتمام والتضحيات التي يقدمها الأمهات والآباء في سبيل توفير الظروف المواتية، لتمدرس بناتهم وأبنائهم ومواكبتهم طيلة مسارهم الدراسي.
كما تعرب عن شكرها للسلطات العمومية والشركاء والمتدخلين في مختلف العمليات المرتبطة بهذا الاستحقاق الوطني، وتقدر مواكبة الجسم الإعلامي الوطني لهذه الامتحانات، داعية الجميع إلى المزيد من التعبئة والانخراط، من أجل إنجاح مختلف عمليات هذه العمليات.
495.395 مترشحا وحوالي 30 ألف قاعة للامتحان
بلغ عدد المترشحات والمترشحين لاجتياز الامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة الباكالوريا – دورة 2025 – ما مجموعه 495.395 مترشحة ومترشحا، منهم 385.330 من المترشحين الممدرسين، و110.065 من المترشحين الأحرار.
وذكر بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن التعليم المدرسي الخصوصي يمثل 11 في المائة من مجموع المترشحين، كما يتوزع مجموع المترشحين، حسب الأقطاب والشعب، بنسب تبلغ 64 في المائة بالشعب العلمية والتقنية، و35 في المائة بالشعب الأدبية والأصيلة، و1 في المائة بالشعب المهنية.
وأضاف البلاغ نفسه أن الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة الباكالوريا بالنسبة إلى جميع الشعب انطلقت، أول أمس الخميس، وستستمر إلى غاية 2 يونيو المقبل، فيما ستجرى الدورة الاستدراكية أيام 03 و04 و05 و07 يوليوز القادم.
ومن المقرر الإعلان عن نتائج الدورة العادية يوم 14 يونيو المقبل، على أن تعلن نتائج الدورة الاستدراكية يوم 12 يوليوز 2025.
ولإنجاح هذا الاستحقاق الوطني، يضيف البلاغ ذاته، حرصت الوزارة على تعبئة مختلف المتدخلين واتخاذ جميع الإجراءات التنظيمية واللوجستية اللازمة لإجراء هذا الامتحان في أحسن الظروف، حيث تم توفير 1995 مركزا للامتحانات بمجموع قاعات امتحان بلغ 29.998.
كما تمت تعبئة 50.600 مكلف بالتمرير و1995 ملاحظا، و43.000 مصحح، بالإضافة إلى إعداد 597 موضوعا بخصوص الدورتين العادية والاستدراكية، من بينها 231 موضوعا مكيفا للمترشحين في وضعية إعاقة، وكذا إصدار المقرر الوزاري بشأن دفتر مساطر تنظيم امتحانات الباكالوريا، ووضع رهن إشارة المترشحين الصيغة الإلكترونية لـ«دليل المترشحة والمترشح»، لتمكينهم من الاطلاع على الجوانب القانونية والتنظيمية وكل المستجدات برسم هذه الدورة.
وأشار البلاغ إلى أن هذا الموسم الدراسي عرف اتخاذ حزمة من الإجراءات التربوية والتنظيمية، من أجل تمكين التلميذات والتلاميذ من اكتساب التعلمات الأساس، والتحضير الجيد للامتحانات، بالإضافة إلى توفير المواكبة النفسية وحصص التحضير الجماعي لفائدة المترشحات والمترشحين، فضلا عن تنظيم عمليات تحسيسية بالمؤسسات التعليمية، للحد من ظاهرة الغش في الامتحانات.
وعملت الوزارة على مواصلة مجهوداتها في تحديث الممارسات التنظيمية والعملية المرتبطة بتدبير الامتحانات، حيث تم العمل على اعتماد صيغة إلكترونية للترميز السري لأوراق التحرير الخاصة بالمترشحين للباكالوريا، مما سيساهم في تقليل احتمال وقوع أخطاء مادية في الترميز السري لأوراق التحرير الخاصة بالمترشحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا، وبالتالي تعزيز مصداقية وموثوقية النتائج.
الرقمنة لمحاربة الغش وضمان الشفافية
أكدت مصادر تعليمية لـ«الأخبار» أن حرص وزارة التربية الوطنية على مواجهة كل مظاهر الغش في اختبارات الباكالوريا، عبر إجراءات صارمة يحددها دفتر مساطر مرجعي، حاولت بعض الشبكات المنظمة المتخصصة في ابتكار صيغ الغش نسفه، عبر إعلانات مغرية على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، تعرض خدمات مؤدى عنها، تتعلق تحديدا بأجوبة جاهزة لكل مواضيع الاختبار التي يتم تسريبها دقائق فقط، بعد إطلاق جرس الإنجاز بمراكز الامتحان.
وأفادت مصادر الجريدة بأن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة نجحت بنسبة قياسية وغير مسبوقة، بناء على التوجيهات الرسمية الواردة في المذكرات الوزارية ودفتر المساطر الخاص بالامتحان الوطني الموحد، وبتنسيق مع السلطات القضائية والأمنية، في التصدي لمظاهر الغش التي رافقت هذا الاستحقاق الوطني، حيث رصدت صفحات فايسبوكية مشبوهة، تعرض أجوبة فورية على المرشحين الرسميين والأحرار، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، الذي يوفر أجوبة دقيقة عن كل الأسئلة المسربة من داخل مراكز الامتحانات، وهي الوضعية التي باتت تسائل وزارة التربية الوطنية، وتفرض معاقبة بعض أطر المراقبة التي تتهاون أو تتغاضى عن مظاهر الغش، وتصوير الأسئلة، بعد توزيع أوراق التحرير ومواضيع الامتحان على المرشحين.
خلايا اليقظة تطارد التسريبات وأجوبة «الذكاء الاصطناعي»
أكدت مصادر «الأخبار» أن خلايا اليقظة التي خصصتها الوزارة لرصد «الغشاشين» بكل من الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية، نجحت بتنسيق مع المصالح الأمنية في التصدي لشبكات الغش، حيث تم ضبط مئات المرشحين في وضعية تلبس بحيازة الهواتف وباقي المعدات المستعملة في الغش، في انتظار ترتيب الجزاءات القانونية في حقهم.
وكشفت مصادر الجريدة أن خلايا اليقظة بالأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية، وبتوجيه وتنسيق تام مع المصالح المركزية للوزارة، نجحت في ضبط عشرات الغشاشين، حيث يتم تحديد هوياتهم ومواقعهم بمختلف المديريات عبر التراب الوطني، قبل أن تعمد اللجان المحلية تحت إشراف مباشر للمديرين الإقليميين إلى إيقافهم بشكل فوري داخل مراكز الإجراء، بعد تفتيشهم وحيازة الهواتف النقالة المستعملة في تصوير مواضيع الامتحان، والتراسل مع شبكات الغش الموجودة خارج أسوار مراكز الامتحانات.
وأكدت المصادر ذاتها أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة هذه السنة لمواجهة ظاهرة الغش خفضت من النسب الكبيرة التي كانت تسجل في وقت سابق، فضلا عن التدخلات الموازية التي تنفذها مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي بشكل استباقي بمحيط المؤسسات التعليمية، وكذا بالأسواق والمواقع التي تعرض معدات وخدمات الغش.
السلطات الأمنية والنيابة العامة تطيحان بشبكات الغش المنظمة
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح أول أمس الخميس، من إيقاف 7 أشخاص، من ضمنهم تلميذان وأستاذان للتعليم الخصوصي وطالبان جامعيان، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بتسهيل الغش في امتحانات الباكالوريا.
وأكدت مصادر أمنية أن مصالح الشرطة الوطني أوقفت مرشحيْن لامتحانات الباكالوريا على مستوى أحد مراكز الامتحان بأكادير، وهما في حالة تلبس بالغش باستعمال معدات إلكترونية لاسلكية دقيقة مرتبطة بشبكات الاتصالات، قبل أن تقود عملية أمنية متزامنة جرى تنفيذها داخل إحدى الشقق السكنية بالمدينة نفسها، إلى ضبط أستاذين للتعليم الخصوصي وطالبين جامعيين، يشتبه في تورطهم في تزويد المرشحين الموقوفين بعناصر الجواب عبر المعدات الإلكترونية المحجوزة، وذلك بمقابل مادي.
وأسفرت إجراءات الضبط والتفتيش المنجزة في إطار هذه القضية عن حجز هواتف نقالة وحاسوب، فضلا عن مبالغ مالية وإيصالات لتحويلات مالية يشتبه في كونها من عائدات هذا النشاط الإجرامي.
وتم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم الموقوفين تحت الحراسة النظرية، فيما تم إخضاع التلميذين المرشحين لإجراءات البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك بغرض الكشف عن ظروف وملابسات هذه القضية، وتحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إلى المعنيين بالأمر.
وأفادت المصادر نفسها بأن هذه العملية الأمنية تندرج في سياق حرص قطب المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني على تحصين الامتحانات الإشهادية من جميع أشكال الغش وضمان نزاهتها، وتعزيز مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص بين المتبارين.
وارتباطا بالتدخل ذاته، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بأكادير، أول أمس، أنه تم ضبط مرشحَين بأحد مراكز الامتحان وهما بصدد الغش في امتحان مادة اللغة العربية، وبعد ضبطهما تم العثور بحوزتهما على معدات إلكترونية وحواسيب تستعمل في الغش.
وأسفرت نتائج البحث في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة المختصة عن ضبط خمسة أشخاص بإحدى الشقق وهم في اتصال بالمرشحين، وبعد إجراء التفتيش القانوني عثر بحوزتهم على حاسوب وهواتف نقالة تمكنهم من الاتصال بالمرشحين لاجتياز الامتحانات، إضافة إلى مجموعة من الحوالات المالية مشكوك في مصدرها.
وفي الإطار نفسه، تم ضبط شخص بمقهى بالقرب من أحد مراكز الامتحان، وبحوزته معدات إلكترونية تستعمل في الغش في الامتحانات.
وفي تدخل مماثل، كشف وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالحسيمة أن المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالمدينة ذاتها أوقفت شخصا في العشرينات من عمره، يشتبه في تورطه في تسيير مجموعات على تطبيق «واتساب» تُعنى بتلقي وتسريب أجوبة امتحانات الباكالوريا، مقابل مبالغ مالية يتم تحويلها إلكترونيا.
وذكر مصدر موثوق أنه بعد إجراء عملية تفتيش، تم العثور على مجموعة من المحجوزات تهم البحث.
وأمرت النيابة العامة بوضع المشتبه فيه تحت تدابير الحراسة النظرية في إطار البحث الجاري تحت إشرافها، كما أعطت تعليماتها قصد مواصلة البحث لاعتقال باقي المتورطين في القضية.
