
النعمان اليعلاوي
تسببت أشغال التهيئة الجارية على مستوى طريق البريبري بسلا الجديدة في موجة من الاستياء والغضب في أوساط السكان، بعدما وجد عدد منهم أنفسهم محرومين من الوصول إلى منازلهم، في ظل غياب أي مسالك بديلة واضحة، أو خطة انتقالية لتدبير تنقلاتهم اليومية. وأدى هذا الإغلاق المفاجئ للطريق إلى عزل أحياء سكنية بكاملها، خاصة في منطقة دوار الجديد، حيث يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام للوصول إلى أقرب نقطة عبور، أو وسائل نقل، وهو ما خلف مشاقا يومية أثرت على الأطفال والمرضى والعاملين على حد سواء.
الأزمة لم تقتصر على السكان القريبين من الطريق المغلقة، بل امتدت آثارها إلى المداخل الرئيسية المؤدية إلى سلا الجديدة، التي أصبحت تعرف اختناقا مروريا خانقا خلال ساعات الذروة. واشتكى عدد من مستعملي الطرق من بطء حركة السير وغياب إشارات تنظيم المرور في محيط الأشغال، ما زاد من ارتباك الوضع وصعّب تنقل سيارات الأجرة والنقل المدرسي والمهنيين، الذين عبروا عن قلقهم من التأثير السلبي لهذه الاختناقات على عملهم اليومي.
وكان مجلس جماعة سلا قد صادق، خلال دورة استثنائية، برئاسة عمر السنتيسي، على حزمة من المشاريع الطرقية، ضمنها نزع الملكية لعدد من الأراضي اللازمة لفتح وتوسيع محاور طرقية جديدة، من بينها شارع الطرابلسي وطريق التهيئة رقم 10SLB، والطريق SLA32 وSLA46، إلى جانب المفترق الطرقي بين شارع ابن الهيثم والطريق رقم 4033. كما تمت المصادقة على ملحق تعديلي لاتفاقية إحداث مجمع لتسويق المنتجات الفلاحية لفائدة عمالات الرباط وسلا والصخيرات تمارة.
ورغم أهمية هذه المشاريع على المدى البعيد، إلا أن غياب التواصل مع السكان بشأن تداعيات الأشغال، وغياب ممرات بديلة أثناء الإغلاق، خلقا وضعا اجتماعيا مقلقا يُنذر بتفاقم الاحتقان. واعتبر عدد من المواطنين في تصريحات لجريدة «الأخبار» أن طريقة تنفيذ الأشغال تفتقر إلى البعد الإنساني والاحترام اللازم لحقوقهم في التنقل والعيش الكريم، متسائلين عن أسباب غياب خطة مرافِقة للأشغال تأخذ بعين الاعتبار احتياجات السكان اليومية.
ودعت فعاليات مدنية وحقوقية إلى تسريع وتيرة الأشغال بطريق البريبري، مع توفير ممرات بديلة مؤمنة وتحديد آجال دقيقة لإنهاء الأشغال، تفاديا لمزيد من التوتر والاضطراب في المنطقة. كما طالبت بفتح قنوات تواصل مباشرة مع السكان المتضررين، لضمان انخراطهم في هذا الورش وتحويله إلى فرصة حقيقية لتحسين البنية التحتية، لا عبئا إضافيا يُعمق معاناتهم.





