
طنجة: محمد أبطاش
تشهد مدينة طنجة منذ مطلع شهر يونيو الجاري إقبالا غير مسبوق على المواد والمبخرات الكهربائية لطرد الناموس «البعوض»، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وظهور هذه الحشرات الطائرة التي باتت تؤرق راحة الأسر، خصوصا في المناطق التي تعرف كثافة سكانية ومجالا أخضر قريبا، أو تعاني من ضعف في الإنارة والصرف الصحي. وحسب بعض المصادر، فقد لوحظ نفاد شبه تام لبعض أنواع المبخرات والسوائل الخاصة بها، سيما ذات السعر المتوسط والجودة المقبولة، فيما عمد بعض التجار إلى رفع الأسعار بشكل غير معلن، مستغلين الطلب المرتفع وقلة العرض.
هذا، وتُعزى هذه الحركية المفاجئة في الطلب إلى معاناة السكان من تكاثر «الناموس» بشكل لافت خلال الأسابيع الأخيرة، ما اضطر العديد من الأسر إلى البحث عن حلول سريعة وفعالة، خصوصا مع بداية موسم العطلة الصيفية، ووجود الأطفال وكبار السن داخل البيوت لفترات أطول.
ورغم فعالية بعض هذه الأجهزة في طرد البعوض، إلا أن مختصين في الصحة العامة حذروا من الاستخدام المفرط أو غير السليم لها، نظرا إلى احتوائها على مواد كيميائية قد تسبب تهيجات تنفسية أو حساسية، سيما لدى الأطفال ومرضى الربو. كما نبهوا إلى ضرورة استعمالها في أماكن جيدة التهوية، وتفادي تشغيلها لفترات طويلة أثناء النوم، خصوصا في غرف مغلقة.
إلى ذلك، غزت أسراب كثيفة من البعوض عددا من أحياء مدينة طنجة، في مشهد يتكرر كل سنة مع بداية ارتفاع درجات الحرارة بشكل نسبي، وسط شكايات متعددة من السكان، على خلفية ما سُجل من تقاعس واضح في تنفيذ عمليات رش المبيدات في وقتها، الأمر الذي فسح المجال أمام هذه الحشرات لتتكاثر بشكل لافت داخل الأحياء السكنية، وحتى بالمناطق السياحية.
وحسب بعض المصادر، فلم تسلم من هذا الغزو الشوارع القريبة من الوديان والمجاري المائية، خاصة بمنطقتي بوخالف والحزام الأخضر، ناهيك عن منطقة العوامة ومالابطا والأحياء المجاورة لشاطئ مرقالة أيضا، حيث تشير شهادات السكان إلى معاناة يومية مع لسعات البعوض، امتدت حتى داخل البيوت ليلا، بل ووصل الأمر إلى تذمر عدد من زبناء الفنادق المصنفة بكورنيش المدينة، ما يُسيء لصورة طنجة كوجهة سياحية خلال موسم الصيف.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه السكان تدخلا عاجلا من الجهات المعنية، أفادت مصادر مطلعة بأن مكتب حفظ الصحة التابع للجماعة قد دخل على الخط، بعد تلقيه عدة شكايات من مواطنين متضررين، مما استدعى تنبيه شركة النظافة المفوض إليها تدبير القطاع، ودعوتها إلى إعداد خريطة مفصلة لمواقع انتشار البعوض، وكذا تحديد النقاط السوداء التي تعرف تكاثر القوارض والحشرات، خاصة وأن الأمر بات يشمل حتى الأحياء الراقية.
هذا، وسبق أن خصصت الجماعة ميزانية تقدر بـ200 مليون سنتيم لهذا الغرض، وذلك بناء على تقارير رسمية صادرة عن مكتب حفظ الصحة، تفيد بتزايد الظاهرة بشكل مقلق نتيجة غياب الرش الوقائي في الأوقات المناسبة، وهو ما تسبب في انتشار البعوض، إلى جانب زحف الفئران على عدد من الأحياء.





